أبوظبي-الوحدة:
استقبل الأرشيف والمكتبة الوطنية عدداً كبيراً من المعلمين الجدد في الملتقى السنوي التاسع للمعلمين الأجانب الذي ينظمه استعداداً للعام الدراسي الجديد 2022-2023م، بهدف إثراء معارفهم بمعلومات من تاريخ الإمارات المجيد وتراثها العريق، وتعزيز خبراتهم بقيم المجتمع الإماراتي، وبما يتسم به من قيم التسامح والتعايش الإنساني بين مختلف الجنسيات التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة.
شهد الملتقى الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع مدارس الإمارات الوطنية محاضرة وطنية قدمتها الدكتورة عائشة بالخير مستشارة البحوث استعرضت فيها محطات مهمة في تاريخ الإمارات، وتعريفاً مختصراً بأبرز الشخصيات القيادية المؤثرة في المجتمع الإماراتي، وذلك في سياق حديثها عن السنع وأبرز العادات والتقاليد والقيم والأعراف السائدة التي يتوارثها ويفخر بها، وبذلك فإن المعلمين الجدد يعبرون من بوابة الثقافة الإماراتية والتي تعد مدخلاً مهماً لهم قبل أن يصلوا إلى فصول التدريس والإسهام في تنشئة الأجيال وإعداد قادة المستقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن ملتقى المعلمين قد أثبت دوره في تعزيز معارف المعلمين بتاريخ الإمارات وموروثها، وجدواه في تقليص المسافة بين المعلمين الجدد والطلبة وأولياء الأمور، وبين ميدان التعليم والخدمات الثقافية التي يقدمها الأرشيف والمكتبة الوطنية للطلبة وللباحثين في تاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج، وفي الوقت نفسه يؤكد الشراكة الحقيقية للأرشيف والمكتبة الوطنية في التنشئة الوطنية للأجيال.
وتطرقت المحاضرة التي قدمتها مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى تطور التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة من “الكتاتيب” إلى التعليم النظامي، مروراً بالتعليم شبه النظامي، وصولاً إلى الأوساط التعليمية المتطورة جداً والتي تحفز الإبداع والابتكار والذكاء الاصطناعي إضافةً إلى تمتعها بالتنافسية العالمية وانسجامها مع متطلبات العصر ما أدى إلى انتشار الجامعات المتطورة بمختلف التخصصات التقليدية والحديثة، ويدعم ذلك سوق العمل بالخريجين المميزين.
وسلطت المحاضرة الضوء على واقع المرأة الإماراتية وما تلاقيه من دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – حفظها الله- رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية- وقد مهدت سموها الطريق أمام المرأة الإماراتية لتحقق إنجازات ومكاسب جعلتها تصل إلى أعلى المراكز تقدماً على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك بدعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة.
وأكدت الدكتورة عائشة بالخير على أهمية المُسَرِعَات المستقبلية ذات الأثر الكبير في استدامة التنمية في المجتمع الإماراتي، مثل: القيم الأخلاقية، والعدالة الاجتماعية، ووجود القدوة الحسنة ممثلة بقيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- ومبادئه الوطنية، والنهج الإنساني الذي تسير عليه القيادة الرشيدة. وتطرقت المحاضرة إلى التحول الرقمي الهائل الذي جعل دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول التي بدأت تقديم الخدمات إلكترونية منذ عام 2013 ثم تحول إدارة الأعمال من الإدارة التقليدية إلى الإلكترونية ومنها إلى الذكية التي أصبحت في متناول الجميع، وذلك كله بإيعاز من قيادتها الرشيدة، وهذا ما سهل استمرارية الأعمال في مرحلة انتشار جائحة كوفيد19 وكان الأرشيف والمكتبة الوطنية مثالاً نموذجياً على ذلك؛ حيث استطاعت كوادره مواصلة العمل وتقديم الخدمات عن بُعد؛ إذ كانت مستعدة لذلك بناء على التأهيل والتأهب لإدارة الأعمال وضمان استمراريتها في الظروف القاهرة لاسيما الكوارث والأزمات، ويدل ذلك على حسن التخطيط والإدارة.
وقدمت المحاضرة صوراً رائعة من ماضي الإمارات وحاضرها، فأشارت إلى أهمية الضيافة لدى أبناء الإمارات، والفزعة، واحترام الكبير والعطف على الصغير، وتقدير العمل التطوعي، وآداب الكلام في المجالس، واحترام النعمة، والحفاظ على البيئة. وغيرها.
ويمتاز ملتقى المعلمين في نسخته الحالية بأنه قد عُقد حضورياً في قاعة (ليوا) بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية وسط تطبيق للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المطلوبة؛ إذ إنه كان افتراضياً في الدورة السابقة.