مرئيات

وعي الضحية

بقلم/ •# د.ولاء قاسم

عندما تظهر مشاعر التأنيب عند الشخص بكثافة شعورية عالية يعجز عن معالجتها يقوم بحيله دفاعية وعملية غير واعيه تسمى الإسقاط فيلوم شخص أو شيء في محيطه على السلبيات في حياته .
هنا يعيش الشخص في دور الضحية .
وعي الضحية وعي منخفض جداً وله عدد من المظاهر المشركة بين الناس الذين يعشون ضمن هذا الدور:

• يكون الشخص في حاله من الشكوى والتذمر طوال الوقت .يتذمر من أسرته ومن وضعه المادي ومن البلد التي يقيم فيها ،أو حتى من الطقس.

• الشخص الضحيه دائماً يحكى قصه حزينة عن نفسه وهو دائماً بطل المأساة فهو الشخص المثالي والمضحي والمظلوم

• فقدان السيطرة على الحياة والشعور بالضعف والعجز عن مواجهة أي موقف فيه صعوبة أو تحدي والهرب مع اختلاق أعذار منطقية ومقنعة لهروبه.

• يضخم أي حدث سلبي في حياته حتي لو كان حدث عادي من أحداث الحياة اليومية يصنع منه مشكلة يضعها في قالب درامي.

• يعيش دائماً في نظرية المؤامرة ويعتقد أن العالم متحالف ضده وهو الجانب الضعيف والمظلوم في كل أشكال علاقته .

• عنده شك في الذات وشعور عميق بعدم الاستحقاق لرغباته حتى إنو يشعر أن كل الأشخاص الذين حققوا إنجاز في حياتهم اختصاهم الله بميزات هو محروم منها ،أما هو فمساعيه لن تنجح وجهوده لن تثمر.

ينخرط عدد كبير من البشر في هذا الدور لأن العيش في عباءة الضحية يعفي الشخص من تحمل مسؤولية أي قرار في حياته فهو دائماً مفعول به ، كما أنه يحظى بالشفقة والتعاطف من الآخرين بسكن بها المه من شعور العجز والضعف .

في حال لا قدر الله وجدت نفسك متورط في عدد من الأنماط الفكريه والسلوكية المذكورة أعلاه يختلف العدد حسب درجة انغماسك في الدور طبعاً ،فأنت تتبني دور الضحية في جانب أو أكثر من حياتك ولا بد أن تتحرر فوراً من قالب الضحية الذي حبست نفسك بداخله لعدة أسباب :

• العيش في عباءة الضحية يفقدك التحكم والسيطرة على حياتك ويجعلك عرضه للتلاعب والاستغلال.

• تفقد علاقاتك الاجتماعية جودتها وينفر الناس من مجالستك ويرحل الأشخاص الواعيين الإيجابين من حياتك لأنك ستكون مصدر لاستنزاف طاقة الآخرين بكثرة الشكوى واللوم السلبية في الحديث .

• سوف تجذب لحياتك المزيد من الأشخاص المتنمرين الذين يبحثون عن شخصيات سلبيه ليبسطوا سيطرتهم عليها .

• ستشعر إنك في حالة من الفقر طول الوقت (الفقر هو احتياج)وأنت طول الوقت تحتاج شفقه وعطف وانتباه من الآخرين .

• بعد مدة من تقمصك لدور الضحيه دا ستتحول من إسقاط مشاعري الى عقلية مسيطرة على جسدك الفكري وبعدها ستصبح جزء من هويتك ويصعب عليك الانسلاخ منها .

أخيراً،،،،، سأطرح عليك بعض الموجهات العامة لتساعدك في التخلص من وعي الضحيه:

١. قرر قرار واعي أن تتحمل المسؤليه الكامله عن أحداث حياتك ، لا تحجم قدراتك وإمكانياتك وتكبل نفسك في هذا الدور .

٢ . تخلى عن الفكره المجتمعيه اللي بتربط المثاليه والصلاح بالتضحيه،لاتتحمل مسؤوليات غيرك فتربك مشاعرك وتعود المحيطين بك الاعتمادية وتحد من فرصهم في النمو .

٣. تخلى عن الانحيازات في التفكير فمن الأنماط التي تخلق تشوه في التفكير هو إنحيازنا لأنفسنا.

٤. توقف عن إطلاق أحكام سلبيه على نفسك تبنى صورة إيجابية عن نفسك وتبنى عادات جيده ترفع من كفاءتك.

٥. عندما تتقرر أن تشتكي اجعل شكواك موجهة الى أصحاب المعرفة والاختصاص وتخلص من جلسات الشكوى لغرض التنفيس فقط .

٦. المشاكل والأحداث السلبية تحصل لكل الناس والمقصود منها التزكية الروحية والتطور العقلي والفكري تعامل مع أي مشكلة على أنها تحدي وفرصه للنمو افهم الرسالة واتعلم الدرس وحاول مهما كانت الأمور معقدة والرؤية معتمة تاخد لو حتى إجراءات بسيطه تقلل حدة الموقف حتى لوكانت إشعال شمعة.

٧. في حال تعرضت لحادثه أو موقف كنت فيه ضحيه فعلاً تعامل مع نفسك أنك ناجي ولست ضحيه وبدلاً من الاشفاق على نفسك احتفي بيها واحتفل بالخلاص.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى