للحصول على تعاطف الآخرين.. أم مخادعة تقتل ابنتها ببطء وتثير الرأي العام
أدى إدمان أم على تعاطف الآخرين إلى قيامها بحيل خبيثة وخطط مخادعة أدت في النهاية إلى وفاة ابنتها بعد رحلة معناة طويلة، بعد تظاهرها لأعوام بأن ابنتها مصابة بمرض عضال، ما أثار موجة تعاطف وغضب واسعة في الاعلام الاميركي.
وتمكنت الامريكية كيلي تورنر من إقناع حتى المسعفين المتمرسين بأن ابنتها أوليفيا جانت كانت مريضة، وذلك للحصول على الاهتمام العاطفي وأيضا المال.
وأجبرت الأم المريضة ابنتها على تحمل مئات الاختبارات، وتناول عقاقير قوية وخضوعها لعمليات غير ضرورية لتغيير حياتها، وفقًا لما ذكرته صحيفة “ميرور”، البريطانية.
بدأت قصة الخداع القاسية في عام 2012 عندما أخذت الأم، ابنتها التي كانت في الثانية من عمرها آنذاك، إلى مستشفى في كولورادو في الولايات المتحدة الأميركية، بسبب معاناتها من إمساك شديد. وبعدما أُعيدت الفتاة إلى المنزل إثر تلقي العلاج، أخبرت تورنر الأطباء أن الطفلة تجد صعوبة في تناول الطعام وتكافح من أجل هضم طعامها بشكل صحيح، وهو ما نتج عنه رعاية طبية انتهت بالسيطرة على حياة أوليفيا.
واضطرت الفتاة المسكينة إلى تحمل أكثر من 1000 زيارة للمستشفى وإجراء عدة عمليات جراحية، إذ تم تغيير مسار أمعائها الدقيقة من خلال أمعائها الغليظة، مما اضطرها لاحقا لتلقي الطعام من كيس على بطنها، ثم بدأت الأم بالإصرار على أن أوليفيا تعاني من نوبات صرع، فتم وضعها على دواء قوي.
وبعدها ادعت تيرنر أن أنابيب تغذية أوليفيا لم تعد تعمل، أعطيت الفتاة قطرة وريدية تركتها ضعيفة للغاية لدرجة أنها كانت طريحة الفراش في كثير من الأحيان وكان لا بد من دفعها على كرسي متحرك.
وللحصول على التعاطف المعنوي والمادي كانت الأم طوال الوقت ، توثق “مشاكل” أوليفيا عبر الإنترنت، وتشكو للناس “كلفة السفر للحصول على أفضل علاج”.
ولهذا الغرض أنشأت الأم صفحة GoFundMe والتي تعني “مولوني” لتحصل على الأموال، فجمعت ما يقرب من 20 ألف جنيه إسترليني من المتبرعين الطيبين.
في عام 2017، أطلعت تيرنر متابعيها على الأخبار المروعة بأن حالة أوليفيا كان ميؤوسا منها، وأنها طلبت من الأطباء إزالة أنابيب إطعام ابنتها بحجة أن “إبقاء أوليفيا على قيد الحياة أمر”غير عاد” بسبب نوعية الحياة التي تحياها تحت تأثير “المرض” ولكن الأطباء رفضوا طلبها، فوجدت الأم القاسية طبيبًا جديدًا كان على استعداد للتوقيع على أمر “عدم الإنعاش” في أوليفيا.
ثم طلبت من الناس مساعدة الفتاة المسكينة في استكمال قائمة الأشياء الخاصة بها، وتدفقت العروض، فأمضت أوليفيا وقتًا مع الشرطة ورجال الإطفاء، واستمتعت بحفلة ضخمة وذلك قبل مدة قصيرة من سحب الرعاية الطبية الصارمة عنها بطلب من الأم.
وتوفيت أوليفيا في 20 أغسطس 2017، مع ذكر سبب وفاتها على أنه فشل معوي كمضاعفات لحالاتها الطبية المتعددة.
لكن في العام التالي، حاولت الأم القيام بنفس الشيء الكريه مرة أخرى عندما قالت إن إحدى بناتها الأخريات كانت تعاني من آلام في العظام – وربما كان ذلك علامة على عودة سرطان العظام لديها.
إثر ذلك قام الأطباء بإجراء فحوصاتهم لكنهم لم يتمكنوا من العثور على أي سجلات سابقة للسرطان، ووجدوا لاحقًا أن الفتاة في حالة جيدة تمامًا. وهو ما دفع الممرضات الذين تابعوا “مشاكل” أوليفيا الصحية بالتشكيك بالأم.
وبالفعل تم القبض على تيرنر ووجهت إليها تهم بالقتل وإساءة معاملة الأطفال والسرقة والاحتيال. وبعد أن أنكرت التهمة في البداية اعترفت بارتكاب جناية إساءة معاملة الأطفال التي تسببت بإهمال أدى للوفاة ، بالإضافة إلى السرقة والاحتيال ، ولكن تم إسقاط تهمة القتل عنها.
ومؤخرا في فبراير، حُكم على تيرنر، التي كانت تبلغ من العمر 43 عامًا، بالسجن 16 عامًا لجرائمها.