تصدع في حكومة تصريف الأعمال لبنان: مكتب ميقاتي يحمل رئيس التيار الوطني الحر مسئولية تعطيل تشكيل الحكومة

بيروت -وكالات
اتهم وزير شؤون المهاجرين اللبناني عصام شرف الدين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعدم تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم،
فيما نفى وزير العمل مصطفى بيرم موافقته على رفع الدولار الجمركي إلى عشرين ألف ليرة لبنانية، ما يعكس بحسب المراقبين ازديادَ الخلافات داخل الحكومة اللبنانية.
وحمّل المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية المكلّف نجيب ميقاتي مسئولية تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة بشكل مباشر للنائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر (الفريق السياسي لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون).
جاء ذلك في بيان للمكتب الإعلامي لميقاتي /الأحد/ ردًا على بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اعتبر فيه أن رئيس الحكومة المكلَّف قام بما وصفه التيار بـ”فبركة إعلامية” أذاعتها إحدى القنوات اللبنانية في نشرتها المسائية اليوم حول تأليف الحكومة، حيث حمّلت القناة باسيل مسئولية تعطيل تشكيل الحكومة ممارسا صلاحياته كرئيس للتيار الوطني الحر وصهر رئيس الجمهورية، حيث إن تشكيل الحكومة يتطلب توافقا بين الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة المكلَّف.

وأكد مكتب ميقاتي أن رئيس الحكومة المكلَّف يستخدم الأسلوب المباشر والواضح في الكشف عن أي معلومة أو موقف يريد إعلانه.

جدير بالذكر أن رئيس الجمهورية ميشال عون كلَّف ميقاتي في الثالث والعشرين من شهر يونيو الماضي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بناء على نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها عون مع مجلس النواب، ثم أجرى ميقاتي استشارات نيابية غير ملزمة على مدى يومين مع الكتل النيابية وأعضاء المجلس أسفرت عن تقديم تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية في 29 يونيو الماضي وذلك من أجل التوافق بشأنها تمهيدا لإعلان تأليف الحكومة في أسرع وقت تتولى عددا من الملفات العاجلة لإنقاذ البلاد من تفاقم الانهيار المالي والاقتصادي وانعكاساته على الظروف المعيشية والحياتية، وخصوصا أن الحكومة الجديدة ستكون مضطرة لتقديم استقالتها بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر المقبل.

وبدأت الخلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف إثر تسريب الورقة التي تتضمن تشكيل الحكومة المقدمة من ميقاتي وعليها علامات رفض أمام عدد من الأسماء المرشحة لمناصب وزارية، حيث قيل آنذاك إن باسيل هو من قام بوضع هذه العلامات أمام الأسماء.

وتصاعدت حدة الخلافات بين رئيس الجمهورية وفريقه من جهة ورئيس الوزراء المكلف من جهة أخرى لدرجة أن الطرفين لم يلتقيا على مدى أكثر من 45 يوما سوى مرة واحدة في أول شهر أغسطس الجاري، ولم يناقشا فيها تشكيل الحكومة، حيث كانت الجلسة مخصصة لمناقشة مسار المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري والوسيط الأمريكي في المفاوضات أموس هوكشتين.

وبعد طول قطيعة، زار ميقاتي قصر الرئاسة يوم الأربعاء الماضي، والتقى عون وبحثا تشكيل الحكومة، حيث أعلن ميقاتي عقب الزيارة أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين الجانبين.

ولكن، نشرت وسائل الإعلام والصحف والمواقع اللبنانية عددا من الموضوعات التي أشارت إلى وجود خلاف حاد بين ميقاتي من جهة وباسيل من جهة أخرى الذي يتمسك بتسمية حقائب بعينها، في حين أبدى ميقاتي استعداده لتغيير أسماء بشرط التوافق مع مرجعياتها السياسية.

وتصاعدت حدة الخلافات اليوم، إذ أكد مكتب ميقاتي أنه رصد ما وصفه بحملة مبرمجة منذ أيام تستهدف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعائلته، معتبرا أن الحملة تتمثل في إطلاق شائعات وأكاذيب على خلفية موضوع الدولار الجمركي وتشكيل الحكومة الجديدة.

وشدد المكتب الإعلامي على أن ميقاتي وعائلته كلفوا مكتبا للمحاماة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المحرضّين والضالعين في الحملة.

وفور نشر قناة الجديد اللبنانية -في نشرتها المسائية لتقرير حمَّل باسيل مسئولية تعطيل الحكومة، شن مكتب باسيل هجوما حادا على رئيس الحكومة المكلَّف باسمه وصفته، معتبرا أنه من قدم هذه المعلومات للقناة، وأشار إلى أنها لا تعفيه من مسؤوليته الكاملة عن عدم التأليف.