اختتم مجلس الشارقة للتعليم ومركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” برنامج “مستثمرون”، الذي جرى إطلاقه مع بداية شهر أغسطس في ظل الشراكة النوعية وتلاقي الأهداف نحو تنشئة أجيال تتجه نحو ريادة الأعمال والاستفادة من الفرص الواعدة لتهيئة الطلبة على الاستثمار مستقبلاً في مختلف المشاريع.
وحقق البرنامج الذي يعد باكورة التعاون بين المجلس و”شراع” نجاحا كبيرا في ظل الاقبال من قبل الطلبة والطالبات على المشاركة في فعالياته وورشه التي أقيمت في مقر الجامعة الأمريكية وعملت على تدريب المشاركين وتأهيلهم لتأسيس مشاريع تجارية وفق مهارات متقدمة تلقوها خلال فترة التدريب التي تميزت بمساراتها النظرية والعملية وصولاً إلى صياغة مشاريع متميزة في نهاية البرنامج.
وفاز بالمركز الأول مشروع “كيتينايز” الذي يضم كلاً من أحمد المرزوقي وطلال بدارين، وأحمد المزروعي، وفيصل عبدالعزيز، وعبدالله علي، في حين حل في المركز الثاني مشروع “ثمرة” الذي يضم كلاً من آمنة الحمادي، وذكرى اليافعي، وغلا الحوسني، وأسماء الحمادي، ودعاء الغانم، فيما جاء في المركز الثالث مشروع “مزرعة السحاب العضوية” الذي يضم كلاً من عبدالرحمن الهرمودي، وخليفة آل علي، وعبدالرحمن الجسمي.
ويقدم مشروع “كيتينايز” حلولاً ثورية للحد من التلوث البيئي الذي يفرضه استخدام أدوات الطعام البلاستيكية من خلال استخدام منتجات تعتمد على مادة الكيتين المستخرجة من الأصداف البحرية والقشريات.
أما مشروع “ثمرة” فيستثمر في مشاكل إهدار الناس للطعام وقلة الوعي المجتمعي إزاء هذه القضية، واستخدام المزارعين للمواد الكيماوية، للخروج بحلول قائمة على إنتاج السماد العضوي من مخلفات الغذاء عبر مصانع متخصصة، بالإضافة إلى خطة توعية طلابية متكاملة للحد من هدر الطعام.
ويقدم مشروع “مزرعة السحاب العضوية” نموذجاً لمزرعة المستقبل، التي تعمل بالكامل بالذكاء الاصطناعي من دون تدخل بشري، وتستمد 100% من احتياجاتها للطاقة من مصادر الطاقة الشمسية.
وجرى تنفيذ البرنامج على مدار ثلاثة أسابيع وكثفت محاوره في تأهيل الطلبة لمجال ريادة الأعمال من خلال تنظيم ورش عمل حضورية، قدمها وأشرف عليها نخبة من المتخصصين في المجال، تناولت كل ما يتعلق بالمشاريع الريادية من مرحلة الفكرة والتصميم.
كما تضمن البرنامج شرحاً حول أساسيات بناء المشروع الناجح وإعداد الدراسات السوقية الخاصة به، وانتهاء بالمنهجية السليمة لاستعراض المشروع أمام المستثمرين والممولين للحصول على الدعم اللازم والتمويل لإطلاقه وبدء العمل فيه.
وأكد سعادة الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم أهمية هذه الشراكة مع “شراع” انطلاقاً من حرص المجلس على تعزيز إحدى اهم المفاهيم والثقافات لدى الأبناء وهي الاقتصاد، مشيرا إلى أن المجلس سعى خلال الأعوام الماضية لتنفيذ جملة من المشاريع والبرامج التي تنمي المهارات وفق أعلى الممارسات، وكان برنامج “مستثمرون” أحد هذه المبادرات ووليد هذه الأهداف.
وقال الكعبي : يتطلع المجلس من خلال البرنامج إلى تأهيل وتدريب الطلبة على الابداع والابتكار وتنمية المهارات اللازمة لعالم ريادة الاعمال والاستثمار، إيماناً منا بأن هذه الثقافة لابد من ترسيخها وتسليح الطلبة بمفاتيحها، لما تشكله من دور محوري في كافة المجالات، وبالتالي رفع كفاءة أدائهم حيث تسهم في تسهيل مواجهتهم للتطورات والأحداث الاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، وبلا شك ستدعم الخطط التنموية في مختلفة المجالات وترتقي بهم في عالم الاستثمار أيضاً، وأبدى يقينه بأن هذه المشاريع تشكل مسارات مهمة ستحقق على مدى الاعوام القادمة إضافة مهمة وإنجازات تنافسية بتأسيس مشاريع تجارية ناجحة، مما سيسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها، قالت نجلاء المدفع، المديرة التنفيذية لمركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” : لا يقتصر دور المركز على دعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الريادية فقط، إنما يمتد أيضاً إلى العمل مع شركائها الاستراتيجيين، مثل مجلس الشارقة للتعليم، لتوعية الأجيال الناشئة بأفضل الممارسات في القطاع، لمساعدتهم على اختيار مساراتهم المهنية، وتشجيعهم على دخول عالم ريادة الأعمال.
ونوهت إلى أن “مستثمرون” وفر للطلبة المشاركين الذين راوحت أعمارهم بين 16 و18 عاماً، ركيزة مهمة لتطوير مهارتهم، وزودهم بتقنيات متنوعة لحل المشكلات من خلال نهج قائم على التفكير الإبداعي، واستطاع المركز من خلال البرنامج من رسم خطة عمل متكاملة تساعدهم على المضي قدماً في حال قرروا أن يكونوا رواد أعمال ناجحين مستقبلاً.
وأكدت المدفع نجاح البرنامج في إكساب الشباب فهماً معمقاً لأساسيات العمل الريادي من خلال التطبيق العملي لكل ما تعلموه في الورش، وتبني المرونة في التفكير والتجريب لحل المشكلات والتحديات التي قد تواجههم، كما تعرفوا إلى دورة حياة المشروع، والعوامل المؤدية لنجاحه وفشله.
المصدر : وكالة أنباء الإمارات