دبي – الوحدة:
حققت المرأة الإماراتية في شرطة دبي قفزات نوعية لافتة واستثنائية خلال العقد الأخير، وانخرطت بقوة في مهن تخصصية لم تسبقها إليها نظيراتها في المجال الأمني والشرطي، وسطرت خلال فترة وجيزة إنجازات مهمة يشار إليها بالبنان محليا وعالميا، وأصبحت نموذجاً يحتذى به بقدرتها على المشاركة الفعالة في كافة العمليات التي تقود نحو تحقيق الاستدامة بعلمها وإبداعها وحرفيتها في العمل.
وأكد سعادة اللواء أحمد محمد رفيع، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون الإدارة، لمجلة الأمن التابعة لشرطة دبي في عددها (610 لشهر أغسطس)، أن القيادة العامة لشرطة دبي تواكب توجهات القيادة الرشيدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في جعل المرأة شريكة للرجل في مختلف نواحي الحياة، ودعمها وضمان حقوقها عبر سن قوانين وتشريعات التي تساهم في تعزيز حضورها وتمكينها في المجتمع، لتحقق ذاتها وتصل لمراتب عليا في التعليم والعمل.
ونوه اللواء أحمد رفيع بالاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، لدعم المرأة الإماراتية وتمكينها، حيث توفر هذه الاستراتيجية إطاراً عاماً ومرجعياً وإرشادياً لكل المؤسسات الحكومية (الاتحادية والمحلية) والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، في وضع خطط وبرامج عملها، من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة، ريادية، مبادرة، تشارك في كل المجالات العملية التنموية المستدامة، بما يحقق لها جودة الحياة.
وقال اللواء أحمد رفيع، إن شرطة دبي، وبتوجيهات من معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، حريصة على دعم وتمكين العنصر النسائي في القطاعات الشرطية المختلفة، ووضع أطر وبرامج تدريبية وتأهيلية لرفد شرطة دبي بالكفاءات النسائية المتميزة في كافة التخصصات أسوة بالرجل، بما يدعم تحقيق مبدأ التوازن بين الجنسين، إلى جانب تبني ثقافة التميز لدى العنصر النسائي من خلال تحفيز وتقدير إنجازاتهن، وتوفير بيئة ملائمة للإبداع والابتكار، انطلاقا من الإيمان بأن احترام المرأة وتمكينها ينعكس على مجتمعات صحية وأجيال واعية.
ونوه سعادة اللواء رفيع باهتمام شرطة دبي بالعنصر النسائي، عبر تخصيص مجلس نسائي يُعنى بشؤون المرأة وتفعيل مشاركتها في العمل الأمني والشرطي، ليساهم في تعزيز مسيرة الدولة على خارطة التنافسية العالمية بشأن تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، ودعم السياسة الوطنية الثابتة في منح المزيد من الأدوار، وتحويل برامج التمكين لواقع، عبر تأهيل العناصر النسائية في المجال الشرطي، وتذليل العقبات أمامهن، ومساعدتهن على مواجهة التحديات المختلفة، والمساهمة في تأهيل وتطوير مهاراتهن ومعارفهن.
التوازن في العمل
من جانبه، أكد العميد دكتور صالح عبد الله مراد، مدير الإدارة العامة للموارد البشرية، أن شرطة دبي تؤمن بقدرة المرأة على المشاركة في دعم التوجهات الحكومية بحلول مُبدعة ومؤثرة، منوهاً بامتلاك شرطة دبي لكوادر نسائية استثنائية أثرن في منظومة العمل الشرطي، وأضفن لزملائهن بقوة للمساهمة في تنفيذ التوجهات الاستراتيجية لشرطة دبي، المواكبة لتوجهات الحكومة.
وأوضح العميد صالح أن الإدارة العامة للموارد البشرية تحرص على تحقيق التوازن بين الجنسين في التخصص والعمل، وضمان حصول المرأة على كافة الميزات والحقوق التي يكفلها القانون لها وفقا للتشريعات الحكومية السارية بهذا الشأن، سواء في المناصب أو الدرجات أو الرواتب أو الإجازات وكافة الممكنات الأخرى، أسوة بأخيها الرجل، هذا إلى جانب تمكينهن من العمل في المؤسسة عبر تخصيص شواغر وظيفية كل عام لهن للانضمام إلى شرطة دبي، والاستفادة من معارفهن وخبراتهن في المجالات التخصصية والمعرفية والعلمية المختلفة.
وأضاف “حققنا ارتفاعا بنسبة 69% في ابتعاث العنصر النسائي للدراسة سواء داخل الدولة أو خارجها، وذلك خلال العشر سنوات الأخيرة مقارنة بالعشر سنوات التي قبلها، متخصصات في 73 تخصصات مختلفاً ما بين في العلوم الجنائية، والحيوية، والاتصال، والقانون والسياسة، ونظم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من التخصصات النوعية والفريدة. واليوم هناك 23 من العنصر النسائي مبتعثات للدراسة ما بين شهادة دكتوراه وماجستير وبكالوريوس، وهو ما يشعرنا بالفخر والاعتداد لتمكينهن وتفعيل دورهن للمساهمة في بناء الوطن وتحقيق ريادته محليا وعالميا.”
مجلس للدعم والتمكين
بدورها، قالت الرائد خبير عنود السعدي، رئيس المجلس النسائي لشرطة دبي، إن المجلس أُعيد تشكيله في عام 2017 لتتركز مهامه على دعم وتمكين العناصر النسائية في شرطة دبي، بحيث تواكب التوجهات الاستراتيجية للمؤسسة في إسعاد المجتمع الداخلي، وذلك بتوجيهات من معالي القائد العام لشرطة دبي.
وأضافت “تتمثل رؤية المجلس في تعزيز مشاركة المرأة الفاعلة لإسعاد المجتمع، ويعمل على معالجة التحديات والتغيرات المستقبلية المتوقعة في مختلف المجالات، والمساهمة في تحقيق التوجهات الاستراتيجية، والتعاون مع الجهات الحكومية لتقديم المبادرات المجتمعية التي تعزز دور المرأة، وإطلاق المبادرات التي تختص بدعم وتمكين العنصر النسائي في مختلف التخصصات، وتأهيلهن للمشاركة والفوز في جوائز التميز.
ونوهت الرائد السعدي بأبرز الإنجازات التي حققها المجلس، ومن ذلك، تأهيل عدد 190 عنصراً نسائياً في شرطة دبي عبر دورات تخصصية بالتعاون مع الإدارة العامة للتدريب، بواقع 45 في دورة تمكين القيادات النسائية، و68 في دورة قيادة المرأة الفعالة، و77 في دورة مهارات التواصل المتقدمة للمرأة العاملة.
وأضافت ” كذلك ساهم المجلس في رفع نسبة السعادة الوظيفية من 88,2% في عام 2018، إلى 98% في عام 2021 للعنصر النسائي، لافتةً إلى أن المجلس حاز جائزة عالمية لإدارة الجودة EFQM، عن فئة التنوع والاندماج والمساواة بين الجنسين في عام 2021، كما حصد جائزة أفضل جهة في تطوير برنامج القيادات النسائية من Future Workplace، في عام 2021، وفاز بجائزة أفضل جهة في تنمية ودعم المواهب النسائية من معهد الشرق الأوسط للقياديات في عام 2020.”
وذكرت بأن المجلس نفذ عشرات الفعاليات والمبادرات منذ إعادة تشكيله حتى هذا العام، واستفاد منه أكثر من 7500 من العنصر النسائي، ومن أبرز مبادراته مبادرات تمكين المرأة مثل قائدات التغيير والمرشد السياحي، وفريق الزوارق، ومبادرات إكسبو (متميزات إكسبو)، وغيرها من المبادرات الأخرى التي أثرت وأضافت للعناصر النسائية في شرطة دبي.
كادر
88 مُرشحة على مقاعد الدراسة في أكاديمية شرطة دبي
وفي خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، فتحت أكاديمية شرطة دبي في عام 2016 الباب للعناصر النسائية للحصول على شهادة الليسانس في برنامج القانون والعلوم الشرطية، وبكالوريوس العلوم الأمنية والجنائية، ليتخرجن برتبة ملازم بعد دراسة نظامية لمدة 4 سنوات أسوة بالرجال.
وقال اللواء الأستاذ الدكتور غيث غانم السويدي، مدير أكاديمية شرطة دبي، إن الأكاديمية سبق واحتفلت في بداية هذا العام بتخريج الدفعة الأولى والثانية للطالبات المرشحات خلال الحفل الاستثنائي “حفل تخريج الخمسين” في الحدث العالمي إكسبو 2020 دبي، وعددهن 61 مرشحة في المجالات الأمنية والقانونية وعلى مختلف المستويات العلمية، تسلحن بأفضل العلوم والمعارف الشرطية، لينضممن إلى إخوانهن في ميادين العز والشرف، ويساهمن في خدمة الوطن وتعزيز أمنه واستقراره، في حين يبلغ عدد المرشحات اليوم على مقاعد الدراسة 88 مرشحة في بكالوريوس العلوم الأمنية والجنائية.
وأكد اللواء السويدي، أن الأكاديمية توفر بيئة مرنة وسلسة في الدراسة لكلا الجنسين، وفي الوقت ذاته، تمنح العنصر النسائي خصوصية في التدريب والقاعات، وكافة الميزات الأخرى أسوة بالطلاب، وتوفر لهن كل عام مقاعد خاصة ليكن شريكات في خدمة الوطن وبنائه وتعزيز أمنه واستقراره، منوهاً بنظام “التراكيز التخصصية” والذي يمنح كلا الجنسين فرصة التأهيل والإعداد في مختلف المهن التخصصية في شرطة دبي على مدار 6 أشهر، بحيث يصبح كل مُرشح ومرشحة على استعداد تام وجهوزية عالية لمباشرة عمله فورا بعد التخرج، وهو ما لم يسبق لأي مؤسسة أكاديمية أو جامعية أن نفذتها في العالم.
وأضاف ” التحق أول عنصر نسائي في شرطة دبي عام 1960، واسمها تفاحة سالم خميس، في حين التحقت أول دفعة من العنصر النسائي عام 1967 في مدرسة تدريب الشرطة في منطقة الجميرا، واستمر تدريبهن 4 أشهر، وكُن الدفعة الأولى من نوعها في تاريخ الإمارات”.