دورة حياة الكلمات …

بقلم / عادل عبدالله حميد - كاتب وباحث إماراتي

مهما كتبت ، مهما تداعيت ، مهما نشرت ..مهما نثرت إبداعاً من كلاما ، تبقى كلماتي ليست للقراءة فقط ، وليست للغناء أبداً ، وليست للإلهاء بكل تأكيد ، فكلماتي حقيقة وصميم وتصميم واستشراف مستقبل وإسماع من به صمم وتوجيه لمن ليس خرائط ذهنية .. كلماتي نبع يسقي ويستسقى منه التجارب والعلوم والمعارف والخبرات ولا ينضب الإ بانتقال الروح إلى بارئها أو بأحد الأمراض التي تمنع الموانع عن جمع الجوامع الإبداعية والصور البلاغية .. كلماتي أدب وآداب وخواطر ؛ المعلقة منها والمكسورة ، والمرمومة منها بالإصلاح والصبر ونفاذ الأمر ، والمعثورة منها أيضاً التي لاقت الجلد على مواجهة الشدائد والمكاره ؛ وقد تدوم وتدوم لمن أراد أستفادةً منها وتفهما ، وقد تداعى وتداعى لمن لم يرسخ في تنويرها ولم يرد جلالا .. كلماتي هبه وموهبه من الله الوهاب المعطي القدير ؛ وهل يوجد شيء يضاهي هبات الله ا!!! كلماتي علاج قهر ووسواس وتدثير قلوب لا مثيل لها ولا ند ولا حد ولا سد يسد طريق نجاحها .. كلماتي ورود لا تعرف الذبول ولا ينتهي عطرها ولا تخفت في أي فصل من الفصول – four seasons – كلماتي صقر يجرح وجريح – بحسب الموقف – تنهد على كل ظالم ومستبيح لعقول بعض الناس الإمعة التي لا تميز بين المتردي والنطيح والتي لا تفرق بين الآسن والقريح !!! فهل علمتم من المقصود من كل ذلك التلميح ؟ أعتقد انكم تظنون بأنني أنا البطل لكل هذا المديح … بالطبع لا يا سادة ، فالمقصود هم أغلب الكُتّاب والأدباء الذين يحسبون أنهم ملوك هذه الأرض وملوك هذا الرحب الفسيح ، وبأن أقلامهم – أيديولوجياتهم وكلماتهم – هي التي فقط تستطيع أن توجه الأصح من الصحيح ( أغلب ذلك موجود في معتقدات الكُتّاب والأدباء ومن يتبعهم …) وهم بذلك خطاؤون خطأ غير معلن وغير صريح ، لأن مبادئهم ودورة حياة كلماتهم مع مرور الوقت ومع تقلبات الحياة تسقط ويتغير لونها وتفسد بعدما يشربون من كأس نفاد الاستدامة ، أما أنا فلست الإ صاحب قلم متواضع وضمير مستريح مستريح ، وفي قرارة نفسي أنا أفضل منهم بمراحل لأنني لا أميل مع الميلان ولا انجرف خلف التيار ولا تسممني مرارة الخذلان الخذلان ؛ ومبادئي ثابتة وواضحة وضوح الشمس وليس للنفاق وجود في قاموس حياتي ( وأيضاً ذلك موجود في أغلب معتقدات الكُتّاب والأدباء ومن يتبعهم …) ثم يتغير كل ذلك وتسقط مبادئي ويتغير لونها وتفسد بعدما أشرب من ذلك الكأس الذي شربوا منه – كأس نفاد الاستدامة .. إذاً ما الحل مع دورة حياة الكلمات التي تتراوح مع البعض بين الصمود والهباء والقوة والضعف والإرضاء والإقناع ، وكيف يكون السبيل إلى الاستدامة بالإمتاع وغزارة المعاني وعمق المفردات وسلاسة الطرح وتنوع الفوائد والإدراك وصدق النوايا وذكاء الاختيار .. كيف كيف ؟..

Exit mobile version