أخبار عربية ودوليةمرئيات

المواطن العراقي يعيش في دولة تمتلك البترول ولايوجد في مستشفياته الحكومية حبة البارستول…

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق / الموصل

༺༺༻༺༻༻

عندما تذهب الى عيادة الطبيب لابد لك أن تحجز مسبقاً ويكون الكشف عليك من قبل الطبيب ضمن التسلسل الذي يعطيك اياه السكرتير وعند دخولك الى غرفة الطبيب تشعر وكأنك قد اقتربت من العلاج اللازم للمرض الذي الزمك بالذهاب الى تلك العيادة… شعور يشعر به الانسان ربما هو حالة نفسية أكثر مما هي حالة دوائية والغاية منها لتخفيف الآلام..

يرافق هذا الشعور بأن ذلك الطبيب سوف يقوم بإعطائك بعض الأدوية والمسكنات لإنهاء تلك المعاناة التي أتيت من أجلها… تجلس أمام الطبيب وتبدأ الأسئلة وفي داخلك شعور الخوف من النسيان من شيء لم تسعفك الذاكرة فيه بتلك اللحظة أن تذكره للطبيب وهنا نجد في أغلب الأحيان إن من يرافقك هو من يقوم بشرح معاناتك الى الطبيب ولكن الطبيب يوجه أغلب الأسئلة الدقيقة اليك مباشرة وعندما يرى أن الحالة تستوجب الكشف على جسدك فيقوم بإحضار السماعة الخاصة لتلامس منطقة الصدر وهو يسمع دقات القلب أو أي صوت سعال في الصدر.. ليصدر بعدها توجيهاته لك بأن تبتعد عن التدخين وعن المأكولات التي يوجد فيها نسبه دهون عالية وعن الحلويات وما يتبعها من قائمه ممنوعات كثيرة نعرفها جميعاً وهذه كلها تسمى بالوقاية الصحية…

أما إذا كنت مصابا بأحد أمراض أو أعراض إصابة القلب فإن الأمر يتطلب في تلك الحالة الفحص بجهاز الايكو والذي يقوم بفحص كل وظائف القلب وأنت تنتظر ماذا سوف يجد الجهاز من مشاكل قلبية يقولها لك الطبيب في تلك اللحظة…

هكذا كانت معي الحالة عندما ذهبت الى طبيب اختصاص بالأمراض القلبية قبل يومان بعد إصابتي بالوعكة الصحية الأخيرة وخروجي من المستشفى وكانت الغاية لتنظيم الأمور العلاجية ولكن الأمور يبدو أنها تسير خارج نطاق الدواء فلقد أوصاني الطبيب بضرورة وضع جهاز فوق القلب قريب من الصدر واجبه معالجه ارتجاف البطين في حاله حدوث ذلك شيء عن طريق صعقة كهربائية خفيفة يقوم بها هذا الجهاز ليعود القلب الى عمله الطبيعي وعندما سالته هل هذا الجهاز موجود أجابني بأن هذا الجهاز لا يتوفر في داخل العراق في الوقت الحاضر وعليك بشرائه من الخارج وإن سعره مكلف والله المستعان..

أحمد الله وأشكره وأنا أتخيل أن القلب سوف يساعده بطارية شحن في عمله وهذا هو ما توصل اليه العلم الحديث في عصرنا الحالي رغم بعد المسافات بيننا نحن في العراق وبين من صنع هذا الجهاز ووضعه في خدمة الإنسان ولا أريد أن أضيف شيئاً أكثر الا أن المفارقة إن هذا الجهاز متوفر في أغلب الدول الفقيرة ويعطى بصوره مجانية لكل مواطن يحتاجه الا في بلد البترول بلد الثروات الطبيعية بلد الحضارة والتاريخ فإن القطاع الصحي وللأسف الشديد قد أصبح يعيش وضع مزري وصوري بعيداً عن خدمة المريض وهنا يجب علينا جميعاً أن نحمد الله ونشكره لأن الروح والهواء هي بأمر منه وإلا لأصبح لنا وضع آخر وربما في حينها يموت الفقراء في فقرهم ويعيش غيرهم بالطرق الملتوية الأخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. السلام عليكم من بلد البترول ولا يوجد في مستشفياته الحكومية حبة البارستول…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى