أحلام مستغانمي. أَحلامنا من المحيط إلى الخليج..

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

༺༺༻༺༻༻

هذه المقالة الثانية التي أكتبها عن الأديبة العربية أحلام مستغانمي المتميزة بكل كتاباتها الأدبية من رواية ومقالة.. وسوف أبقى أكتب لها مهما تكون نوع الموانع والحواجز والظروف الخاصة في طريق قلمي المستقل فالكاتب سلاحه القلم ولا يهمه صليل السيوف..

اليوم وأنا أخط سطور هذه المقالة من بلاد الرافدين.. بلاد الكتابة المسمارية والجنائن المعلقة البابلية وأسوار الدولة الآشورية وأنا قريب جداً من ذكريات عمالقة الشعر والأدب العراقي فها هو بقربي تمثال عثمان الموصلي.. والى جنوبي معروف الرصافي والسياب والجواهري.. وهناك يرقد في قبره صديقي كريم العراقي…

أكتب عن امرأة ولدت من صلب التاريخ الادبي العربي المعاصر تابع رواياتها الرؤساء والملوك ودندنوا مع أميراتهم بكلمات نسجت حروفها من العبارات الجميلة التي خطها قلمها وأناملها الذهبية..

نعم إنها معشوقة كل البيوت العربية…معشوقة البحر والنهر اسمها يتلألأ مع النجوم وفي أعلى قمم الجبال…
عشق كتاباتها العربي في بلاده وفي غربته في المهجر. وقالوا مدحاً فيها الكثير والكثير وكتب عن رواياتها الكتاب والقادة والرموز الأدبية المعروفين بوزنهم الثقافي في مجتمعاتنا العربية..

فلقد قال عنها الرئيس الجزائري الثائر العربي أحمد بن بله ((إن أحلام مستغانمي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي)) ورغم أنه أحد رجال السياسة وثوارها الا أنه أنصف الثقافة العربية جمعاء بهذه الكلمات الصادقة…

لم تكن يوماً روايات ومقالات الكاتبة العربية الجزائرية أحلام مستغانمي مُلكاً لجهة ودولة محددة فلكل مواطن عربي نصيبٌ في هذه الروايات لأنها تتحدث عن همومنا ومعاناتنا وعن سعادتنا وأحزاننا نحن الشعوب العربية..

ولذلك لابد لنا أن نمنحها وسام المحبة النابع من قلوبنا نحن عشاق لغة الضاد وعشاق الادب والرواية…
أحلام مستغانمي عبرت البحار والمحيطات بقلمها الذهبي وتكلمت رواياتها بكل لغات العالم..
وأن كلماتها اليوم عن قضيتها العربية بقلمها المدافع أقوى من الرصاصة التي تطلقها فوهة البنادق وهذا دليل قطعي على أصالتها العربية ومفهومها للواقع العربي كونها ولدت في عائلة عربية مناضلة وتعلمت الجهاد بالكلمات من خلال السيف الذي حمله والدها مع الثوار الجزائريين..

لقد وصل بنا الحال أيتها الكاتبة العربية الى حد الإدمان لقراءة كل ما تكتبيه فهنيئا لنا هذا العشق العذري للتقرب من أحلام مستغانمي عن طريق القراءة ونحن تلاميذٌ يصغون مطيعين لأستاذتهم المربية الفاضلة التي علمتنا فنون الكتابة كما يعلم ضابط الصف جنوده في المعسكر على فنون القتال وتحمل الصعاب في ساحة المعركة…

كتبت عن الثوار والمناضلين وذكرت الأيام الصعبة في بداية طفولتها وقدمت شكرها باسم شعب الجزائر من خلال اصدق الكلمات في معظم مقالاتها لكل من ساهم أو ناصر ثورة التحرير في بلادها التي ارتوت بدماء المليون شهيد ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجل تراب الجزائر…

وانا هنا أحببت أن أضيف مجتهداً أنني مثلك يا مناضلة القلم من بلد عربي يملك حضارة قديمة دافع عنها منذ ولادتها وقدم في الزمن المعاصر مليون شهيد عراقي فنحن رغم اختلاف اللهجات بيننا وانواع المأكولات والعادات والتقاليد المحلية الا اننا من فصيلة وقومية واحدة ويعود نسبنا الى هؤلاء الشهداء الأبطال الذين جادوا بأحسن الجود… وتجمعنا رابطة اللغة العربية ونعيش متحابين بطيبة قلوبنا رغم بعد المسافات الجغرافية…

تكلمت في معظم رواياتها عن الحب والعشق مثلما تكلمت عن الحياة والفراق والأوجاع والآلام….
تقول في احد اسطر مؤلفاتها..(( ما من قصة حب الا وتبدأ بحركة موسيقية قائد الاوركسترا فيها ليس قلبك إنما القدر الذي يخفي عنك عصاه بها.. يقودك نحوه سلم موسيقي لا درج له.))..
ومنذ أن قرأت بعض الصفحات من روايتها التي اجتاحت مجمل دور النشر العالمية والتي كانت بعنوان:-
(( الأسود يليق بك )) تجسدت بيني وبينها علاقة عن بعد وتعلقت بحروف كلماتها وأنا أعيد الذكريات لأيام شبابي وتعلقي بانتظار نشرات الأخبار من شاشات الأبيض والأسود…

أحلام مستغانمي
كلما اكتب حروفي وكلماتي أقوم باستعادة قراءة أسطرها خوفاً من أن كلماتي المتواضعة لم تفي بشيء من استحقاق ملكة الرواية العربية في عصرنا الحاضر…
وحتى ابتعد قليلا من الانتقاد الذي سوف يوجه لي من غير عشاق القراءة فأعيد الكَرة مرتين فاجد نفسي متيم ولهان بروايات هذه الكاتبة العربية المعاصرة…

ألا يحق لي انا المواطن العربي أن أحتفل قبل ذلك المواطن الأوربي أو الإنكليزي وأتفاخر بكل روايات احلام مستغانمي..
اليس أنا ابن مجتمع ذلك العراقي الذي تعلق قلبه بك في أول ريعان الشباب… ولماذا أخفي أسراري وأنا أعرف أن عشقك العذري قد وصل الى جزيئات الماء في نهري دجلة والفرات وقد تدفأت الرمال على سواحلهن الجميلة بكلمات العاشقة والمحبوبة لدى الجماهير العربية..

حتى أبناء الأقوام الأخرى الذين قرأوا رواياتك بعد ترجمتها الى لغاتهم شهدوا بجمالية ومعنى كلماتها…
وهنا لابد من الإشارة عزيزي القارئ الكريم ان مجلة فوريس الأمريكية قد صنفتها في العام 2006 الكاتبة العربية الأكثر انتشاراً في العالم العربي وقد تجاوز مبيعات كتبها الملايين من النسخ بين رواية وكتاب…

أحلام مستغانمي
ماذا أكتب وأنا امامي بحر العرب وخلفي من بعيد جبل تاهات آتاكور الجزائري…
لقد استفاد الكثيرون من الأدباء اليوم من طريقة كتابتك للرواية وهذا دليل على إنك مدرسة أدبية متكاملة تمنح المتخرجين منها شهادة في كتابة الرواية والمقالة…

من أي أسقيتِ تلك الكلمات في مجمل رواياتك يامستغانمي..
هل من مياه نهر الشليف العذبة ام من تراب الجزائر المعجون بدماء الشهداء الاجداد…
وهل سوف تكفي هذه السطور لرد الجميل وأنا أكتب عن الانسانية التي يحملها ذلك القلب الطيب والمتابع لنا جميعا وهل أنسى دعائك والطلب من كل متابعيك بالدعاء لي بالخروج سالماً معافى من الوعكة الصحية التي أصابتني مؤخراً…

وماذا أقول وكيف أنهي القول وأنا ابن قومٌ جادوا بالنفيس والغالي من أجل أن تبقى الراية العربية خفاقة عالية ومن حقي باسم أبناء قومي أن أقول تفضلي يا كاتبتنا الكبيرة بزيارة بيتك الثاني في بغداد ثم زيارة أهلك في مدينة الموصل مدينة كاتب المقالة المتيم بكل حروف مقالاتك…
وسلام على الجزائر وسلام على أحلامها…