بوابات الأمل على انتصارٍ قادم في الطريق إلى قدس محررة

بقلم/ زينو ياسر محاميد

ولم ينسَ الصغار في الأراضي المقدسة ثمّة خرافٌ مذهولة، وذئبٌ ينهش على مرأى ومسمع الأمم، وثمّة جلجلةٌ تنتفض، وحجارةٌ عتيقة تتكسر وجعاً على أطفالٍ جريمتهم أنهم وُلدوا على أرضِ المهد، وأرضِ المسرى.. ارتدوا، عنوةً، أكفانَهم البيضاء ورحلوا..
وعشرات الأمهات، والمسنين، ومرضى المشافي، وكوادر الصحة، وعائلات أُبِيدت عن بكرة أبيها..
ومثلهم صحفيون، كتبوا بحبر الدم أخبار الحرب الساخنة، وارتقوا شهداءَ كلمة، وهم خلف كاميراتهم ..
وثمة شعب يُباد من جديد وسط جلجلة الضمائر الميتة، ويسأل:
هل مازال لحمامة السلام ولغصن الزيتون الأخضر دورٌ تلعبه على خارطةٍ مقدسة، تخضبت بالدم، وتسوّرت بالحقد، وتزنرت بالنار؟
ومعها الحجارة، والبيوت، والشبابيك المشرعة على بحر غزة الأحمر تسأل؟
وكذا الجوامع، والكنائس، والمآذن، والقباب، ومقاعد المدارس المهدّمة، التي ستفتقد لتلاميذها، الذين نجحوا في امتحانات (الشهادة) تسأل؟
وأرواح أمهات شهيدات ارتقين مع أطفالهن تسأل، بقهر الأمومة القتيلة، عدالةَ السماء؟
وفي الضفة الثانية من العدالة، ثمّة تاريخٌ يسجله التاريخ، حين أشرق فجرٌ مبهر، فيه نهض الصغارُ كأبطال عاكسوا مقولة غولدامائير عام 1948 حين تنبأت قائلة :
(غداً يموت الكبار، وينسى الصغار)
ومات الكبار،لم ينسَ الصغارُ، يا غولدا، فكان يوم السابع من تشرين الأول،
يوماً أسطورياً، يُحيي القضيةَ من جديد..ويفتح بوابات الأمل على انتصارٍ قادم، في الطريق إلى قدس محررة من كيانٍ مؤقت..