أبوظبي-الوحدة:
استقبل الأرشيف والمكتبة الوطنية بمقره عدداً من الوفود العربية والأجنبية؛ حيث بحث معها سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والتجارب المميزة، وعدداً من المشاريع المشتركة، ومن أبرز الوفود التي استقبلها الأرشيف والمكتبة الوطنية بمقره الوفد الأوزبكستاني ممثلاً لرئاسة الجمهورية الأوزبكية، والوفد الألباني والذي يضم مديرة معهد التربية والتراث والسياحة، ووفد من كبار الإعلاميين في وسائل الإعلام الروسية.
وتأتي هذه الزيارات انطلاقاً من الدور الكبير الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد أرشفة ذاكرة الوطن وحفظها، وجهوده المتواصلة من أجل إنشاء مكتبة وطنية تضاهي كبريات المكتبات في العالم وتحفظ الإرث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وناقش الأرشيف والمكتبة الوطنية مع الوفد الأوزبكي المشاريع المشتركة، وتأتي هذه المباحثات استكمالاً للتنسيق والتعاون المسبق في عدد من المشاريع الاستراتيجية التي تهمّ الطرفين، وقد وجّه الوفد الأوزبكي للأرشيف والمكتبة الوطنية دعوة لزيارة أوزبكستان من أجل تبادل المعارف والخبرات والتجارب المبتكرة والناجحة، والاطلاع عل سير عمل المشاريع المشتركة وإطلاقها بالشكل المناسب.
وعلى صعيد متصل استقبل الأرشيف والمكتبة الوطنية مديرة معهد التربية والتراث والسياحة في وفد ألباني، حيث بحث الوفد مع الأرشيف والمكتبة الوطنية مدى إمكانية توقيع مذكرة تفاهم أو اتفاقية تعاون لتعزيز العلاقات بين الأرشيفين الصديقين.
وأثناء الزيارة استمع الوفد الألباني إلى شرح مفصل عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، وأبدوا إعجابهم بما بلغة من تطور وتقدم على صعيد إنجازاته ومشاريعه، وأشاد بالدور الذي يؤديه على صعيد توثيق إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة وعلاقاتها بالأشقاء والأصدقاء، وبالتنظيم الباهر لفعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف وما أسفر عنه من تعزيز لشؤون التوثيق وأساليب إدارة الأرشيفات.
وزار الأرشيف والمكتبة الوطنية وفد من الإعلاميين العاملين في وسائل إعلام روسية، وجاءت هذه الزيارة التي نظمتها وكالة الأنباء الإماراتية (وام) ضمن برنامج زيارة الوفد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد استمع وفد الإعلاميين من السيد حمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات إلى تعريف مفصل بالأرشيف والمكتبة الوطنية؛ منذ نشأته عام 1968 بتوجيهات المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وركز العرض في الهوية المؤسسية الجديدة للأرشيف والمكتبة الوطنية، وفي استراتيجيته الجديدة التي تمتد لغاية عام 2032 والتي تعتمد على رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية في المرحلة المقبلة، والتي تتلخص بصون التراث الوثائقي بجمعه وحفظه وإتاحته؛ لتمكين مجتمعات المعرفة، وعلى رؤيته التي تتطلع إلى تواصل وإلهام وإثراء مجتمعات المعرفة.
وركز مدير إدارة الأرشيفات في العرض على مراحل تنظيم الأرشيف، والإنجازات الأرشيفية، وأهم المشاريع وأبرزها، مثل: مشروع أرشيف الخليج العربي الرقمي AGDA ومشروع مبنى الحفظ والترميم، ومشروع البرامج الأكاديمية والتأهيلية مع جامعة السوربون، والمشاريع الاستراتيجية الدولية، والاهتمام بأحدث التقنيات الذكية في مجال التوثيق والأرشفة.
وتناول العرض السلسلة الأرشيفية والتي تتألف من: جمع الأرشيفات من الجهات والأفراد ومن الأرشيفات في مختلف أنحاء العالم، ثم معالجة الوثائق التاريخية المشرفة على التلف بأنواعها وإنقاذها، ثم رقمنتها وفهرستها، وبعدئذ حفظها سواء كانت ورقية أو إلكترونية، وصولاً إلى إتاحتها للباحثين والمؤرخين عبر الإنترنت والمنصات الذكية للجمهور بمختلف شرائحه، وحفظها للأجيال.
وتابعت الوفود الزائرة في قاعة الشيخ محمد بن زايد فيلماً وثائقياً عن تاريخ الإمارات، وزار أعضاء الوفود قاعة الشيخ زايد بن سلطان حيث اطلعوا على محتوياتها التي جعلتها متحفاً تاريخياً حديثاً ومتطوراً يستعرض أبرز ملامح كل إمارة وجوانب من تاريخها، ويسرد أجزاء من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وإنجازاتها بأسلوب تفاعلي جذاب، واطلعوا على الكنوز الثقافية في مكتبة الإمارات التي تحتفظ بالمصادر والمراجع وبالأوعية الورقية والإلكترونية ذات المحتوى المتصل بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وبتراثها وثقافتها.