مرئيات

القدوة الفعلية

بقلم / د . ولاء قاسم

تكشف العديد من الدراسات التي أجريت عن دور القدوة في تعزيز الكفاءة وتطوير القدرات حيث يعتبر التعليم بالنموذج من أكثر الأساليب فاعلية في اكتساب جوانب من السلوك الإيجابي وتحقيق التغيرات الإيجابية في الشخصية .

مجتمع المراهقين والشباب في أيامنا أصبح مجتمعاً شعبوياً وليس نخبوياً بمعنى أنهم يميلون إلى التفرد في التفكير ويسعون إلى الاختلاف والإبداع بدلاً من الالتفاف حول النخب وتبني نفس الأيدولوجيات ، مما قد يعتبره البعض معيقاً لعملية الاقتداء والاستفادة من خبرات الناجحين ، لذلك يجب على المختصين توجيه الشباب بطريقة تحترم رغبتهم في الاختلاف وامتلاك بصمتهم الخاصة دون أن نغفل الاستفادة من تجارب الناجحين مما يعزز الحاجة لوجود قدوة فعلية بجانب القدوات الرمزية التي قد لاتحقق نفس الدرجة من الاستجابة عند الجميع .

لتحقيق التغير السلوكي المطلوب لابد من توفر خصائص محددة في الشخص القدوة وفي الجانب السلوكي المستهدف بالتعديل أو المهارة المراد تعلمها.

وجدت الدراسات أن الاقناع بالقدوة والتأثر بها يكون أسهل في حال وجود التقارب العمري والتماثل في الجنس وتقارب الإطار الحضاري والاجتماعي.
إضافة إلى أن يكون الشخص القدوة صاحب سمات شخصية محببة للنفس كأن يكون متعاوناً ودوداً ، وعلى درجة من الجاذبية والاقناع فبديهي أننا لن نقتدي بن لا نحب ، وكلما كان القدوة صاحب مكانة عالية اجتماعياً كلما زاد تأثيره على من حوله.

أما عن المحكات التي تتعلق بالسلوك ذاته فتزداد الفاعلية والتأثير عندما يعرض السلوك أو المهارة المطلوبة بوضوح وبساطة وبشكل تلقائي يخلو من التصنع وبدرجة عالية من الاتقان إضافة لوجود تسلسل منطقي يكشف المراحل المختلفة لتطور السلوك.

إذا كان لديك رغبة حقيقية في التعلم والتدريب من أحد القدوات حاول أن تكون على درجة عالية من الانتباه لجوانب السلوك المطلوب وكل ما يتعلق بالطريقة الأدائية للسلوك ومحاولة تقليده وتنفيذه عملياً لتدعيم الأداء مع استحضار المزايا النفسية والاجتماعية التي ستحظى بها بعد تعلم هذه المهارة لتشعل الرغبة وتحفز الإرادة للاستمرار الأداء.

أدعوك أن تطبق هذه المنهجية في الاستفادة من القدوات، فمن خلال الملاحظة الدقيقة لأداء الآخرين تسطيع تعلم قطاعات عريضة من السلوك الاجتماعي الإيجابي بما فيها المشاركة الوجدانية والمجاملات الاجتماعية وتحسين أنماط التفاعل الاجتماعي والتخلص من القلق الاجتماعي والمخاوف من مواجهة الجمهور ، إضافة إلى تحقيق التفوق المهني وزيادة الكفاءة في الأداء الدراسي وتعلم فنون إدراة الوقت بشكل فعال والوصول لدرجة مرضية من تأكيد الذات وجودة العلاقات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى