رحل السلطان قابوس سلطان عُمان وترك خلفه رفاهية شعب وهموم أمة

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

༺༺༻༺༻༺༻༻

قبل أربعة سنوات وفي مثل هذا اليوم أعلن رسمياً عن وفاة سلطان عمان قابوس بن سعيد عن عمرٍ ناهز الـ79 عاماً، والذي بلغت فترة حكمه نحو 50 عاماً وهي أطول فترة حكمٍ لملك أو رئيس عربي. ولكنها فترة لم تكن دكتاتورية وظلم للشعب العماني الشقيق. بل كانت فترة عمل بنزاهة وبناء مستقبل بطريقة علمية صحيحة وللتذكير هنا عندما تولى السلطان قابوس الحكم عام 1970، كان في عمان ثلاثة مدارس فقط،
ثلاث مدارس يقابلها نسبة في مستوى الأمية 66‎‎%‎،.. في ذلك الوقتٍ كانت سلطنة عمان من أفقر البلدان العربية. وعندما استلم زمام الحكم كانت موازنة سلطنة عمان لا تتجاوز ربع مليار دولار اعتمادهم الأول والأخير على الصيد وما يجود به بحر عمان من خيرات لهم…وفي ظل حكم السلطان قابوس تحولت هذه السلطنة الى دولة عمرانية حديثه..

وبدأ السلطان قابوس خطه إصلاح واسعة تضمنت بناء دولة مدنية تتخللها مدارس ومستشفيات وارتفع الناتج المحلي العماني إلى أكثر من 80 مليار دولار وهذا الرقم هو موازنة العام الذي رحل فيه للقاء ربه..

الآن الثلاثة مدارس تحولت الى مئات وربما آلاف المدارس اضافة الى المعاهد الصناعية والطبية وكذلك يوجد اليوم في سلطنة عمان جامعات عدة منها جامعة السلطان قابوس، وجامعة ظفار، وجامعة نزوى.

تنتشر في عمان زراعة النخيل لإنتاج التمور والتي تطورت مع تطور العالم الصناعي والزراعي فالتمور العمانية اليوم ذات اصناف عالية الجودة كما تنتشر فيها زراعة بعض الخضروات والفواكه مثل الليمون والمانجو، وجوز الهند وكذلك اللبان الذي يعتبرون دولة مصدرة له…

والأهم من كل هذا فان السياسة الخارجية العمانية محايدة دوما ولهذه الدولة علاقات طيبة مع كل دول العالم وتجارتها مزدهرة من كل البلدان ورغم الاختلاف بين الجارتين إيران والسعودية الا أن السلطنة حافظت على علاقاتٍ جيدة مع كل من السعودية وإيران…وكذلك لها باع قوي في إعادة المباحثات النووية الإيرانية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية..

اليوم رحل السلطان قابوس وترك خلفه بلاد مرفهة ولديها كل مقومات الحياة من صناعة وزراعة وسياحة بلاد لا تعرف الفقر ولكنه رحمه الله ترك خلفه امة ممزقه خلافاتها لاتنتهي تتقاتل من أجل لا شيء وتمجد بماضيها المنتهي ولاتفكر في مستقبل شعوبها…

رحل السلطان الذي استطاع بناء دولة يحترمها الجميع فهل تتعظ حكوماتنا العربية حكومات بيان رقم واحد وحكومات ديمقراطية النهب والسلب من ذلك..

فالعراق الذي يوجد في كل ناحيه من نواحيه وليس محافظة عشرات المدارس عام 1970 ماذا وصل به الحال اليوم بسبب السياسات والتخبطات الغير ناضجة… الى متى نضحك على انفسنا بوطنياتنا الفارغة والضحك على الذقون بأسم الدين وهل لا يوجد فينا سلطان مثل قابوس واحد ليقودنا الى بر الأمان أم إننا تعلمنا على الخراب فقط بحجج نحن نصنعها لأنفسنا ما أنزل الله بها من سلطان…

والسلام على قابوس يوم ولد ويوم استطاع بناء دولة قوية ويوم مات.. ويوم يبعث حيا……. واللئام على كل من دمر العراق وساهم في الخراب والجهل وزرع الفتن. وأوصلنا الى ما نحن فيه..