الولايات المتحدة تدعو إيران إلى الإفراج الفوري عن الناقلة المختطفة في خليج عمان
أمريكا وبريطانيا تنفذان غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن
واشنطن (د ب أ) –
ذكرت وسائل إعلام أمريكية في وقت مبكر من ايوم الجمعة أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تنفذان غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن.
وقصف الجيشان الأمريكي والبريطاني أكثر من عشرة مواقع يستخدمها الحوثيون في اليمن، المدعومين من إيران، في ضربة انتقامية واسعة النطاق باستخدام صواريخ توماهوك التي أطلقتها السفن الحربية والطائرات المقاتلة، وفقا لما أفاد به مسؤولون أمريكيون لوسائل إعلام امريكية.
وأضاف المسؤولون أن الأهداف العسكرية شملت مراكز لوجستية وأنظمة دفاع جوي ومواقع لتخزين الأسلحة.
دعت الولايات المتحدة إيران إلى الإفراج الفوري عن ناقلة نفط احتجزتها البحرية الإيرانية في خليج عمان بأمر من القضاء.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل في واشنطن يوم الخميس إنه “يجب على الحكومة الإيرانية الإفراج الفوري عن الناقلة وطاقهما.”
وأضاف أن “هذا الاحتجاز غير القانوني لسفينة تجارية هو تماما أحدث سلوك من جانب إيران – أو بتمكين من إيران – يهدف إلى تعطيل التجارة الدولية”.
وقال إن “الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها أو تساعد عليها إيران مثل هذا العمل تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي ويجب أن تتوقف”.
وقال المتحدث: “نحن في الولايات المتحدة سنواصل العمل لردع ومواجهة النطاق الكامل لسلوكيات إيران المثيرة للقلق والمزعزعة للاستقرار”.
ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن البحرية الإيرانية احتجزت اليوم الخميس ناقلة في خليج عمان بأمر من القضاء، حيث اتهمت إيران السفينة بسرقة نفط إيراني، وأجبرتها على تغيير مسارها إلى ميناء إيراني.
وكانت الناقلة سانت نيكولاس محور نزاع بين طهران وواشنطن العام الماضي. وكانت الولايات المتحدة في نيسان / إبريل الماضي قد احتجزت السفينة، التي كانت مسجلة في السابق تحت اسم سويس راجان
أفاد بيان مشترك للحلفاء بأن الضربات العسكرية التي وجهتها أمريكا وبريطانيا ضد مسلحي الحوثي في اليمن، بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة، بالتعاون مع دول أخرى، جرى تنفيذها وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن الغارات تأتي “ردا على هجمات الحوثيين غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار ضد السفن، بما في ذلك سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر”.
ويحمل البيان المشترك توقيع حكومات أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، بالإضافة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وجاء في البيان أن “الهدف من هذه الضربات الدقيقة هو تقويض وإضعاف قدرات الحوثيين التي يستخدمونها في تهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الدوليين في أحد أهم الممرات المائية في العالم”.
ويرقى أكثر من 24 هجوما شنها الحوثيون على السفن التجارية منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر إلى “تحد دولي”.
وأوضح البيان أن الغارات العسكرية “تؤكد الالتزام المشترك بحرية الملاحة والتجارة الدولية والدفاع عن حياة البحارة من الهجمات غير القانونية وغير المبررة”.
وقال الحلفاء إن الهدف المشترك لايزال هو خفض التصعيد واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر، وأضافوا أنه في ضوء التهديدات المستمرة “لن نتردد في ضوء التهديدات المستمرة، في الدفاع عن الحيوات وحماية التدفق الحر للتجارة في أحد أكثر الممرات المائية أهمية في العالم.”
و أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مواقع للحوثيين في اليمن باعتبارها “استخداما غير متناسب للقوة”.
وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة وبريطانيا “حريصتان على تحويل البحر الأحمر إلى حمام دم”.
وأشاد الرئيس التركي بالحوثيين على خلفية “الدفاع الناجح للغاية” في مواجهة الضربات.
وتعرضت العاصمة صنعاء وعدة محافظات، منذ فجر اليوم الجمعة، لهجوم أمريكي بريطاني بسلسلة من الغارات الجوية والهجمات الصاروخية.
وجاء ذلك ردا على عدة هجمات شنتها جماعة الحوثي على سفن شحن في المنطقة.
يذكر أنه منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قام الحوثيون بهجمات متكررة على السفن التي لها علاقة بإسرائيل. وكانت الولايات المتحدة أعلنت مؤخرا تشكيل تحالف عسكري دولي لحماية السفن في البحر الأحمر. وتتجنب شركات ملاحة كبرى على نحو متزايد السير في البحر الأحمر حاليا، كما يشن الحوثيون أيضا هجمات بشكل مباشر على إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ.
وذكرت الدول المشاركة في الضربات في بيان مشترك أن الهجمات تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة.
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك دعوات لإجراء مشاورات أوسع نطاقا في البرلمان بشأن الضربات التي نفذتها البلاد مع الولايات المتحدة واستهدفت بها منشآت عسكرية لجماعة الحوثي في اليمن، وسط مخاوف من حدوث تصعيد في الشرق الأوسط، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا” اليوم الجمعة.
وقال سوناك إن بلاده اتخذت “خطوات محدودة، وضرورية ومتناسبة، دفاعا عن النفس” بعدما استهدف الحوثيون سفنا في البحر الأحمر.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي ضربت منشأتين للحوثيين كانتا شاركتا في استهداف المدمرة البريطانية “إتش إم إس دايموند” وسفنا تابعة للبحرية الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي.
وذكرت القوات الجوية الأمريكية أنها ضربت ما يربو على 60 هدفا في 16 موقعا باليمن.
وقلل وزير القوات المسلحة في بريطانيا جيمس هيبي من المخاوف بشأن خطر التصعيد عقب انتقادات روسيا، التي طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الأمريكية البريطانية.
وهناك مخاوف بشأن اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة وزيادة التوترات مع إيران، التي تدعم الحوثيين والتي أدانت الضربات الجوية.
وأعربت السعودية عن “قلقها الشديد” بشأن الوضع ودعت إلى “ضبط النفس وخفض حدة التصعيد”.
وقال هيبي في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “من الواضح أن هناك توترا بين الشركاء في المنطقة من وجود نوع ما من التصعيد، لكننا على ثقة من أن هذه الضربات المحدودة والمتناسبة والضرورية التي تم شنها الليلة الماضية كانت ضرورية لتقويض قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن الحربية التي تحمي حركة الشحن جنوبي البحر الأحمر”.
وأضاف: “ومن الواضح أنه لا يجب أن يرى أي أحد هذا كجزء من أي شيء أكبر”.
ولفت الوزير إلى أن “الوضع القانوني (للحكومة) سليم” وأنه لا يتم التخطيط لتنفيذ مزيد من الضربات البريطانية في الوقت الحالي.