مرئيات

يوميات رجل موصلي

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

༺༺༻༺༻༺༻༻

في صباح كل يوم وليلة يتجدد اللقاء مع إشراقة الشمس الجميلة يسبقها فجرٌ ندي وهدوء تام…

نبدأ يومنا بالتهيؤ لصلاة الفجر مبتدئين بالوضوء ونحن نحمد الله الذي أنعم علينا بالأدوات المنزلية الحديثة والتي توفر لنا كل وسائل الراحة…فبعد أن كان سلفنا الصالح محرومون منها بينما اليوم في كل منزل أو مسجد تجد الماء الدافىء للوضوء والمصلى المتوفر فيه كل وسائل التدفئة والتبريد…

إنها من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى..
ما اجملها من لحظات وأنت تجلس بعد استراحة هادئة بعيداً عن الضجيج والأخبار المزعجة..

تنام الأرواح في الليل وتعيش مع أحلامها في المنام لحظات تقرب الزمن أحياناً لسنين عديدة ونعيش معها لحظة الأمنيات أحياناً أخرى مع من تتمنى أن نكون بقربهم سواء كان من الراحلين أو البعيدين عنا…

وها نحن نجلس صباحا وننتظر ما تجود به اليد الكريمة لربة الأسرة من وجبة أفطار شهي وعادة ما تكون من مشتقات الألبان المتعددة الألوان والأسماء والأشكال ومع بعض حبات الزيتون والخبز العربي الذي مازال حاضراً وبقوة في كافة موائدنا ومع كل وجباتنا الغذائية..

صباح جميل مع يومنا هذا ونحن نستقبله بزخات المطر
وما أجملها رحمة السماء وهي تهب لنا هذه الامطار بدون أي ثمن وعناء..وتبعث البهجة والطمأنينة في قلوبنا.. ما أجمله من لقاء مع المطر وفرحتنا به كفرحة العيد ولكن بلاموعد مسبق أو تاريخ مذكور في التقويم الشخصي لنا…إنها المكرمة الربانية لكل سكان الكرة الأرضية…

صباح جميل من مدينتي مدينة الموصل. مدينة العطاء بأرضها الخضراء.. مدينة العلماء والفلاحين وكل الطبقات الكادحة كلٌ حسب مهنته واختصاصه..

اليوم هو يوم مقدس لدينا لأنه يوم العبادة والتقرب الى الله انه يوم الجمعة والذي تجتمع فيه العوائل بقلوبها الطيبة العامرة بالمحبة والمودة..

وبعد كل صلاة جمعة يجتمع أفراد العائلة على مائدة تكون الأكلات فيها مختلفة ومعروفة في أوساطنا الشعبية مثل ((الدولمة)) أو السمك المسگوف أو التشريب بكل أنواعه والذي نطلق عليه تسميه (( الثريد)) في أغلب مناطقنا الريفية والحضرية وهو سيد الطعام كما ذكر في أغلب الروايات…

إن قدسية الصباح تتجسد في النهوض مبكراً والخروج في الهواء الطلق قليلا لنشم منه رائحة الورود والاشجار ورائحة قطرات الماء المتساقط من الامطار وهو يختلط برائحة الأرض…

ورغم أننا نعاني نحن سكان المدن بشكل عام من ضيق في المساكن وذلك بسبب محدودية أرض البناء الا أننا محظوظين بهذه الطبيعة الخلابة…

ونعود الى صباحنا الجميل لنبعث لكم باقة من الورود أيها المتابعين الكرام حفظكم الله أينما كنتم…ومنكم تتعلم أقلامنا الكتابة وتستمد عطاءها من دعمكم وتشجيعكم لها ومن هنا وفي هذا المنبر الإعلامي الحر أقول:

( من لايشكر الناس لايشكر الله )

فاقدم شكري وتقديري لأستاذتي الفاضلة الروائية العربية المميزة أحلام مستغانمي لدعمها المتواصل لي دوما ولكل المتابعين الكرام وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على القيم العالية والاصالة العربية التي تتحلى بها هذه السيدة الفاضلة وهذه هي شيم الكبار والقادة…

فتحية لبنت الجزائر الثائرة من مدينة الموصل…. بلدها الثاني العراق..وسوف تنشر مقالتي الثانية قريباً بحقها في عدة مواقع وجرائد ومجلات عالمية….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى