تايبيه(د ب أ) –
أكد مراقبون سياسيون ونواب في تايوان، يوم الأحد، أنه يتعين على الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينج تي، المعروف أيضا باسم ويليام لاي، تعزيز العلاقات مع الديمقراطيات الكبرى بعد أن منح الناخبون أربع سنوات أخرى للحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان.
وفاز لاي من الحزب الديمقراطي التقدمي، السبت، بأكثر من 58ر5 مليون صوت ليضمن للحزب فترة ولاية ثالثة في السلطة.
وقال لاي السبت إن الناخبين التايوانيين أظهروا للعالم أنه إذا تم الاختيار بين الديمقراطية والاستبداد، فإن تايوان تقف “إلى جانب الديمقراطية”.
وتعهد لاي، خلال الحملة الانتخابية، باتباع مسار الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنج وين في تعزيز الشراكات مع الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم والحفاظ على الوضع الراهن في العلاقات مع بكين.
وعمقت تايوان، خلال إدارة تساي، علاقاتها التجارية مع بعض دول وسط وشرق أوروبا على مدار سنوات.
ومع ذلك، قال تشين مينج تشي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة تسينجهوا الوطنية في مدينة هسينشو، الأحد، إنه يعتقد أن الحكومة الجديدة في تايوان ستبذل المزيد من الجهود لإقامة علاقات أقوى وأفضل مع الدول الأوروبية الكبرى، ومنها ألمانيا، مثل زيادة الاستثمارات أو إجراء التبادلات البرلمانية، إنه إذا أخذنا الاستثمار الذي قامت به شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات في ألمانيا، والذي تم الإعلان عنه العام الماضي، كمثال، “أعتقد أن هذا سيقرب بين هذين البلدين بشكل أوثق”.
وقال لاي السبت إنه سيواصل تعزيز تطوير صناعة أشباه الموصلات في تايوان، وهذا من شأنه أن يفيد الاقتصاد العالمي.
وقالت لين آي تشين، النائبة عن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان، والتي أعيد انتخابها في دائرتها الانتخابية في مدينة تاينان جنوبي البلاد أمس السبت، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه بما أن تايوان اختارت أن تصبح أكثر اندماجا في المعسكر الديمقراطي، فإن تعميق التبادلات البرلمانية مع الديمقراطيات الكبرى سيسهم في تأمين مكانة تايوان في المجتمع الدولي.
وأضافت لين، وهي نائب رئيس جمعية الصداقة البرلمانية التايوانية الألمانية، أنه خلال زيارة إلى ألمانيا في صيف عام 2022، وجد نواب تايوانيون بعض المجالات المشتركة التي تحظى بالأولوية بين البلدين.
وقالت لين، في مقابلة خاصة عبر الهات الأحد، “على سبيل المثال، يمكننا مواصلة تعزيز التبادل بشأن القضايا المتعلقة بالتعليم الرقمي والخصوصية والذكاء الاصطناعي والطاقة والمساواة بين الجنسين والاستثمار وغيرها”.
وقال لاي، في مؤتمر صحفي دولي الثلاثاء الماضي، إنه يرغب في أن ينقل للقادة الأوروبيين أن تايوان ترغب بشدة في تعميق القيم التقدمية وتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية مع الدول الأوروبية.
وأضاف لاي “نأمل كذلك في أن تتمكن تايوان وأوروبا من تعميق جهودهما المشتركة من أجل السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وقالت هيلينا ليجاردا، الخبيرة في معهد ميركاتور للدراسات الصينية ومقره برلين، إن فوز لاي سيوفر فرصا لمزيد من التعاون بين تايوان وأوروبا، خاصة في المجال الاقتصادي.
وأضافت ليجاردا، في بيان، “سيتعين على أوروبا كذلك أن تستعد لزيادة التوترات في المنطقة”.
وأصدر مكتب شؤون تايوان الصيني بيانا في وقت متأخر أمس السبت قال فيه إن لاي لن يمثل إلا “آراء الأقلية في تايوان” حيث فشل الحزب الديمقراطي التقدمي في الحفاظ على أغلبيته في البرلمان التايواني.
وقال لاي آي تشونج، رئيس مؤسسة بروسبكت، ردا على البيان، خلال حلقة نقاش بعد الانتخابات التي جرت في تايبيه، “إنه يشير إلى أن الاتصالات مع الصين ستكون على الأرجح أبعد”.
وأضاف لاي تشونج أن “الوضع عبر المضيق سيتسم بالتوتر، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيفضي إلى صراع. ومع ذلك، فإن جدول أعمال الصين سيجعل كل شيء صعبا على حكومة تايوان الجديدة”.