السل.. تسببه بكتيريا تسمى “المتفطّرة السُلّية” وتنتقل العدوى من خلال الهواء
فقد شاب ثلاثيني القدرة على الحركة بشكل تدريجي ولم يعد يرغب بتناول الطعام، بعد أن أنهكه السعال الدموي واضطرابات الجهاز الهضمي، وذلك ما تسبب له بفقدان الوزن.
وخلال أسابيع قليلة نالت هذه الأعراض من الصحة البدنية والنفسية وأصبح وجه ذلك الشاب شاحباً ما دفعه لزيارة الطبيب الذي أحاله إلى أخصائي الأمراض الصدرية بعد أن أجرى بعض الفحوصات.
وأخبره الطبيب بأنه قد أصيب بمرض السل، وألزمه الأخصائي ببروتوكول علاجي وسلوكي معين وكيفية التعامل مع عائلته والناس في محيطه.
وخلال فترة علاجه افتقد أسرته الصغيرة وأهله ومعارفه واصدقائه.
تعافي ذلك الشاب من المرض لم يكن سهلاً، فقد استغرقت رحلة علاجه قرابة السنتين، ومرت حالته بتقلبات صحية عديدة، كالاكتئاب الذي شعر به بعد أن فقد الكثير من وزنه بسبب معاناته من سوء تغذية حاد جعله ضعيفاً ويجد صعوبة بالغة في التحرك أو العمل، وبالمقابل في العيش حياة طبيعية.
ويقول “استخدمت العلاج الذي قرره لي الطبيب، وعلى مدى عامين كنت أزور عيادته بين الحين والآخر للتأكد من تحسن حالتي الصحية، لقد التزمت بالخطة العلاجية الصارمة حتى تعافيت وعدت إلى طبيعتي والاستمتاع بحياتي مع عائلتي وأطفالي”.
يعرف السل “TB”، بأنه “مرض خطير يمكن أن يصيب أي شخص، تسببه بكتيريا تسمى المتفطّرة السُلّية، وتنتقل العدوى من خلال الهواء في حالة قيام الشخص المُصاب بالسُلّ الرئوي بالتحدث أو السعال أو العطس”.
وإذا استنشق الشخص بكتيريا السل، فسيقتل جسده البكتيريا قبل أن تسبب المرض، أو تصيبه بكتيريا السل بالمرض وهو ما يسمى بالسل النشط، أو تظل بكتيريا السل خاملة في جسمه، وهذا ما يسمى بالسل الكامن.
إذا كان الشخص مصابا بالسل الكامن، فلن تظهر عليه أية أعراض، ولا يمكنه نقل عدوى المرض إلى الآخرين، لأن بكتيريا السل تكون خاملة في جسمه وخاضعة لسيطرة الجهاز المناعي، ومع ذلك، فقد تنشط البكتيريا في أي وقت، فتصيبه بالمرض، وهذا يكون أكثر احتمالاً إذا تعرض الجهاز المناعي الخاص به للإجهاد، وقد يساعد العلاج بالمضادات الحيوية في منع حدوث ذلك.
أما إذا كان الشخص مصاباً بمرض السل النشط، فسيشعر بأن مرضه يتفاقم ويمكنه نقل العدوى للآخرين، مشيراً إلى أن الأعراض الشائعة للسل النشط تتضمن “السعال، الحمى، التعرق الليلي، فقدان الوزن، فقدان الشهية، التعب.
ويمكن علاج مرض السل النشط باستخدام المضادات الحيوية وهناك احتمالاً من 1 ـ 10 بأن يصير السل الكامن نشطاً في حياة المصاب به، في حال أنه لم يعالجه”.
ويجب على الجميع”أن يكونوا على قدر عالٍ من الوعي، حتى إذا ما ظهرت لدى أحدهم أعراض مرض السل، أو شعروا بالقلق من أن يكون أحدهم مصاباً بالسل الكامن، فليسارع بزيارة الطبيب أو مركز مكافحة السل”.
والحطورة تكمن في تساهل مريض السل بعدم الالتزام بالخطة العلاجية المقرة من الطبيب المشرف على حالته،وأن الشفاء من هذا المرض يتطلب متابعة مستمرة للعلاج حتى التخلص منه.
الإصابة بالمرص تصبح خطيرة جداً عندما يصيب السل أجزاء أخرى من الجسم، مثل الكلى أو العمود الفقري أو الدماغ.
وأوضح بأن أعراض الإصابة تختلف وفقاً للعضو المصاب، فإصابة العمود الفقري بالسل يولد ألماً شديداً في منطقة الظهر، بينما قد يتسبب مرض السل الذي يصيب الكلى في وجود دم في البول مسبباً فشلاً جزئياً أو كلياً.
وأوصى بضرورة إخضاع المخالطين لمرضى السل لفحص دوري حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض للإصابة، وذلك لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالسل الكامن (غير النشط)، لأن الأعراض لا تظهر بسبب خمول البكتيريا أو عدم نشاطها.
وأهم أعراض الإصابة بالسل بشكل عام السعال لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع، ويكون السعال مصحوباً بدم أو مخاط، الشعور بألم الصدر وأحياناً يكون مصاحباً للتنفس أو السعال، بالإضافة إلى فقدان الوزن غير المقصود، الإرهاق، فقدان الشهية، الحُمى، التعرّق الليلي، القشعريرة، فقدان الشهية.
وللحد من انتشار العدوى بين أوساط المجتمع، أو العائلة، ينصح بضرورة الالتزام ببعض الإجراءات خلال الأسابيع الأولى من مرحلة العلاج، كالبقاء في المنازل وتهويتها بشكل جيد والحرص على ارتداء الكمامة، حين يكون المريض مع أشخاص، وتجنب مشاركة الآخرين في غرفة أثناء النوم، والتخلص من المناديل التي يتم استخدامها عبر وضعها في كيس وربطه جيداً.