حلقة نقاشية لباحثي “تريندز” حول توقعاتهم للتقديرات الاستراتيجية لعام 2024

صعود وتنافس حول الذكاء الاصطناعي والتوجه للتعددية وتنامي سباق التسلح والتنافس على أفريقيا

– تأثير إيجابي للتكتلات الاقتصادية وازدياد التوتر في بحر الصين الجنوبي وجمود الوضع في أوكرانيا

 

أبوظبي -الوحدة:
في بداية موسمه الثقافي للعام 2024، نظم مركز تريندز حلقة نقاشية لباحثيه تركزت حول توقعاتهم للتقديرات الاستراتيجية لعام 2024، وذلك في إطار رؤية المركز الاستشرافية وقراءته للأحداث الراهنة والمتوقعة.
بدأت الحلقة بمداخلة للباحث سلطان ماجد العلي، مدير إدارة الباروميتر العالمي في “تريندز”، أوضح فيها أن نحو 60 دولة في العالم ستشهد خلال عام 2024 انتخابات رئاسية أو تشريعية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والهند وفرنسا وبريطانيا، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً كبيراً في عمليات فهم الواقع السوسيولوجي للناخبين، خاصة فيما يتعلق بتحديد الأولويات والاهتمامات.
وبين أنه في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي فان هناك مخاوف من استغلال التقنيات الحديثة للتأثير على نتائج هذه الانتخابات بطرق مختلفة، مثل الترويج لمعلومات مضللة، واستخدام أسلوب التزييف العميق، وغير ذلك.
بدورها قالت الباحثة عائشة الرميثي مدير إدارة البحوث في “تريندز” إن ثمة اتفاقاً واسعاً بين الخبراء على أنّ النظام الدولي الراهن يتجه إلى التعددية؛ وأن الولايات المتحدة والصين سوف تكونان في مقدمة هذه الأقطاب، مشيرة أيضاً إلى أن هناك من يرى أن ألمانيا سوف تكون من أركان النظام الدولي قيد التشكيل.
وبينت الرميثي أن من أهم الظواهر الدولية في عام 2023 تنامي سباق التسلح، وارتفاع حدة التنافس حول الذكاء الاصطناعي، وعودة ظاهرة التنافس على أفريقيا. وذكرت أن حالة السلم العالمي في عام 2024 تبدو مهدَّدة بفعل ازدياد سباق التسلح.
وأوضحت أن القارة الأفريقية ستشهد منافسة اقتصادية واستراتيجية حادة بين القوى الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، بل وبين بعض القوى الإقليمية، ذلك أن أفريقيا تُعدُّ من أكثر الأسواق الناشئة الواعدة للاستثمارات الخارجية.
من جانبه تطرق الباحث في الإسلام السياسي حمد الحوسني إلى حالة واستراتيجية الإرهاب في العالم العربي عام 2024، مرجحاً استمرار تنظيم داعش في تصعيد هجماته في سوريا، حيث إن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً ملموساً في الساحة السورية، خاصةً في منطقة البادية والشمال.
وأوضح أن من العوامل المهمة التي شجعت التنظيم على تصعيد هجماته في سوريا في الآونة الأخيرة، وجود عدد من مخيمات الإرهاب، وأبرزها مخيم أبو الهول، والتي أصبحت تمثل امتداداً تنظيمياً لـ”داعش”، يتمكن من خلالها من نشر أفكاره واستقطاب عناصر جديدة.
وحول الحالة الاقتصادية ذكر الدكتور محمد يوسف عفيفي الخبير في الشؤون الاقتصادية أن صعود التكتلات الدولية خلال عام 2024 يتحدد بالنمو المحتمل في حوافز التكتل الداعمة للاستقرار الإقليمي، ودرجة تنامي الحمائية على الصعيد الدولي. متوقعاً حدوث تأثير إيجابي لصعود هذه التكتلات على النمو الاقتصادي العالمي، الذي يتوقع له أن يصل لنحو 2.4%..
وأشار إلى أنه من الواضح استمرار تفاقم مديونية الولايات المتحدة، واستمرار الضغوط على الموازنات في الاتحاد الأوروبي، وبالأخص في الاقتصاد الألماني، مع احتمال تراجع مؤشرات الاستدامة المالية في الدول النامية، واستمرار أزمات سعر الصرف في عدد من الدول النامية ثقيلة المديونية والمهددة حالياً بالتعثر المالي.
ولفت إلى أنه من المحتمل أن تبذل الاقتصادات الرئيسية محاولات جادة للحفاظ على التغير السلس أو الناعم للأداء الاقتصادي العالمي، ما يعني تجنب توسيع قاعدة النزاعات الدولية المسلحة، ومحاولة احتواء أزمات قطاع النقل.
إلى ذلك قال الباحث الرئيسي في “تريندز” الدكتور سيرهات كابوكغلو إن فوز مرشح الحزب التقدمي الديمقراطي التايواني، لاي تشانغ تي، بالرئاسة في تايوان وهو مؤيد للاستقلال سيزيد من احتمالية التصعيد وتنافس القوى العظمى على المناطق/الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
وذكر أن الصين تبني المزيد من السفن، وتستورد المزيد من النفط والغاز، وتصدر المزيد من السلع إلى العالم أكثر من أي دولة أخرى في العالم، مشيراً إلى أن البحرية الصينية تبني عدداً أكبر من الغواصات والمدمرات والصواريخ الأسرع من الصوت، مقارنة بالولايات المتحدة، وتدعي التفوق على غرب المحيط الهادئ، ويمكنها الضغط على الشرايين البحرية لتايوان على حساب المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأشار إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تحولت إلى صراع شبه مجمد بحكم الأمر الواقع فيما تستمر الحرب على طول خط المواجهة البالغ طوله 600 ميل من دون أي اختراق كبير، مشيراً إلى أن سيناريوهات الحرب تتوقف على نتيجة الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، متوقعاً استمرار حالة من الجمود والحرب طويلة الأمد أو تسوية سلمية من خلال التنازلات الإقليمية، مؤكداً أن الاحتمال الأخير يتوقف على الحوار والمفاوضات بين الولايات المتحدة والصين.
وقد قدمت للحلقة النقاشية الأخصائية الرئيسية في إدارة المؤتمرات الما ها كير فيتش، مشيرة إلى أهمية الحلقة في تعزيز البحث العلمي وسعية إلى وضع رؤى تساهم في قراءة الأحداث بشكل علمي وازن.