طريق الغرب إلى العرب…

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

༺༺༻༺༻༺༻༻

اليوم ومن خلال ما حصل من نهضة علمية وتطور غير مسبوق في مجال التكنولوجيا والإعلام ومجال الاتصالات أصبح التفكير الغربي ومن خلال دراسة مخابراتية دقيقة الوصول إلى هدفهم المنشود الذي عجز أسلافهم عن تحقيقه عندما كانوا مستعمرين لدولنا العربية…

لقد أصبح همهم الأول وهدفهم الوحيد تفتيت الشعوب العربية وتشتيتها بأمور تافه وحرمان شعوبها من ثرواتها .وطمس كل معالم الحضارة الإسلامية وتجويع الشعوب ومحاربة الفكر العلمي من خلال نشر الجهل والتخلف …لقد استخدم الغرب هذه المرة عناصر جديدة ودخل إلى عالمنا العربي من خلال طريقين..

الأول طريق أبعاد الاعتراف بالأديان السماوية وتدمير مفهوم الحضارات والقيام بتقسيم كل دين إلى فروع حتى ننسى الأصل. فأصبح كل مواطن يعيش ضمن خريطة العالم العربي والاسلامي لا يفكر في قوميته أو دينه أكثر من تفكيره بالمذهب الذي يخدم شهواته ومصالحه الخاصة بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك وهو تقسيم المذهب الواحد إلى عدة فروع وعدة مناهج يختلف بعضها عن البعض الآخر …وإشاعة الفرقة بين هذه المذاهب والطوائف وفق مفاهيم غربية مصطنعة .الأمر الذي جعل هذه الشعوب تنام نوماً عميقا وفي سبات دائم..

أما الطريقة الثانية وهي طريق تفتيت المجتمع بطرح أراء مختلفة ونشر الفساد الأخلاقي من خلال الإباحة الجنسية ومن هنا يتصور الآن المواطن الغربي أن نظيره العربي هو رجل خلقه الله للجنس وللرغبات الجنسية فقط وأن حياته عبارة عن فراغ بدون هذا الجنس والطامة الكبرى إنهم وضعوا العرب في صورة الإنسان الذي تنقصه الثقافة الجنسية . كل هذه الأمور استطاعوا من خلالها خلق فجوة كبيرة بين المواطن العربي وبين العادات والتقاليد الاجتماعية الموجودة في مجتمعاتنا..

اليوم ومن خلال مانسمع ونرى في وسائل الإعلام المختلفة برامج ومناهج كثيرة تبيح الزنا وأصبحت طريقة تجنب المحرمات من عادات الجهل والتخلف..

.واليك عزيزي القارئ الكريم مثال بسيط وهو أن نسبة اللقطاء في سبعينات القرن الماضي في الدول العربية لا تتجاوز الواحد في الألف وفي أغلب هذه الدول تكون صفر بالمئة بينما في بريطانيا عام 1975 كان نسبة 40% لا يعرفون آباؤهم ولا تعرف المرأة البريطانية من يكون أباً لهذا الطفل .وفي بعض دولهم كانت الجريمة الإنسانية أكبر فتجد في بعضها الحمل غير الشرعي من المحارم ولايوجد لديهم قانون يمنع هذا الشيء على اعتبار رغبة الشخص ورضاه لا يحاسب عليها القانون ..واليوم عبروا هذه المراحل وظهر في مجتمعاتهم الجنس الثالث أو مثيلي الجنس وهؤلاء نتيجة عقاقير وأدوية معينة يتحول فيها الهرمون الذكري الى هرمونات أنثوية أو العكس.. وللأسف الشديد إن بعض هذه الحالات الشاذة أصبحت موجودة في مجتمعاتنا العربية والتي كانت قبل سنين حالات شبه معدومة وتعتبر جريمة تقع تحت طائلة قوانين الدولة وقوانين الأعراف العشائرية إضافة الى قوانين حرمة العائلة…

نعم لقد حاربونا هذه المرة من خلال إبعادنا عن المفهوم الصحيح للدين وتفرقة وحدة المجتمع فهل سوف ينالون مبتغاهم أم أن هناك صحوة في عالمنا العربي تتصدى لهذه الأفكار ..هذا ما سوف تكتشفه الأجيال بمرور الوقت في السنوات القادمة.