لماذا نبكي ولماذا نحزن…

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

يرافق الإنسان حالات هستيرية من الحزن خاصة عندما يمر في أوقات صعبة وربما تكون عسيرة في بعض الأحيان وأهم ما يؤثر على نفسيته هو فقدان شيء عزيز على قلبه كالأشخاص المقربون عنده من الدرجة الأولى أو إصابة احدهم بعاهة مستديمة اوفقدانه للمال أو الوظيفة وغيرها من الظروف الطارئة التي تحدث بمجتمعنا اليوم وبأعداد كبيرة مقارنة إلى الماضي القريب…

إن سايكولوچية الإنسان وماتوصل إليه العلماء من خلال دراستهم لهذا العلم الذي يدرس الوظائف العقلية والسلوك. والعاطفة والذي تكلم عنه علماء النفس (السايكولوچيين) وربطوا تلك الوظائف العقلية مع العلاقات بين الأشخاص الطبيعيين. وقد تبين إن تصرفات الإنسان تقع بين شعور إرادي وشعور لا إرادي والشعور الإرادي هو تحمل النكبات وعبور مراحلها من خلال الصبر في الشدائد وأما الشعور اللا إرادي فهو الشيء المكبوت داخل نفوسنا ولا نستطيع البوح به إلا من خلال الصدمات التي تولدها لنا الظروف القاهرة فتجد الإنسان يتحول من إنسان عادي إلى شخص حزين يحمل معه تصرفات غريبة مثل البكاء والانعزال عن المحيط الذي يعيش فيه وربما يصل أحياناً الى حالات من الهستيريا والاكتآب الشديد وبعض من هذه الحالات تتحول الى حالات مرضية وتدخل ضمن حالات الأمراض النفسية التي لا يمكن علاجها إلا عن طريق العقاقير الطبية أو اللجوء إلى العلاج بالطرق البديلة الأخرى المنتشرة بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية مثل طب الأعشاب أو العزامة أو طرق يمارسها أحياناً أشخاص مشعوذون بطريقة الدجل والخرافات…

ويبقى السؤال الرئيسي إذا كان الإنسان مؤمن بقدره في الحياة وكلنا نعرف أننا سوف نرحل من هذه الدنيا إلى عالم الغيب.. عالم الأموات وجميعنا لا يعرف ماهو العيش في العالم الآخر لأنها أمور غيبية لا يعلمها إلا الله وحده سبحانه وتعالى….
فلماذا نحزن ونبكي ونتأثر في مصائبنا ونريد من البكاء الحلول لها ؟؟؟.

ونحن نؤمن إنها أقدار كتبها الله لنا ولابد أن نسلم أمرنا في هكذا حالات الى الخالق وكلنا يعلم إن لدينا ربٌ رحيم أرحم من الإنسان على نفسه..

ولكي أكون حيادي في هكذا موضوع يخص صفات الإنسان واختلافها من شخص لآخر كما ذكرت في بداية المقالة فلابد للإنسان أن يجمع كل قواه العقلية ويحافظ على توازنه قدر الإمكان عند حدوث أي طارئ حتى لا يقع في دوامة نفسية كبرى ويعرض نفسه للانهيار الطارئ وكل هذا يأتي من الاستدراك العقلي مباشرة وهنا لابد من تذكير الإنسان لنفسه عن الناس الذين سبقوه وأين أصبحوا اليوم… فما دام الجميع سوف يرحلون وأغلبنا ينتظر قدوم محطته التي ينزل فيها فلا داعي إذن لتلك الآحزان والمبالغات فيها وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية… فنحن نعرف إن الأحزان والبكاء لن تجدي نفعاً وإن الراحلون لن يعودوا أبداً…