استضافت وزارة التغير المناخي والبيئة الحوار الوطني السادس للطموح المناخي، تحت شعار “تسريع وتيرة عزل الكربون من خلال الحلول القائمة على الطبيعة”، والذي استهدف كافة القطاعات ذات الأولوية لتعزيز مساهمتها في توجهات خفض الكربون على مستوى الدولة.
يأتي ذلك ضمن التوجهات الاستراتيجية للوزارة لتعزيز مشاركة كافة القطاعات في تحقيق مستهدفات دولة الإمارات بخفض معدلات الكربون والسعي نحو الوصول للحياد المناخي بحلول 2050.
حضر الاجتماع ممثلو 50 مؤسسة معنية في القطاعين الحكومي والخاص، بما في هيئة البيئة – أبوظبي إضافة للجهات المدعوة، وسلط الاجتماع الضوء على جهود دولة الإمارات للاستفادة من النظم البيئية للكربون الأزرق، مثل غابات القرم (المانغروف)، والأراضي الرطبة ومناطق الأعشاب البحرية، للمواجهة تحدي التغير المناخي.
و قالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة : ” إن الاعتماد على الحلول القائمة على الطبيعة يمثل أحد الركائز الرئيسة التي تعتمد عليها دولة الإمارات في مواجهة تغير المناخ، وتوفر غابات المانغروف فوائد عدة في التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز قدرات التكيف مع تداعياته، حيث تساهم بشكل فعال في حماية السواحل من ارتفاع مستويات سطح البحر، وتوفير موائل طبيعية مناسبة للتنوع البيولوجي، كما تعمل كأحواض فعالة للكربون.”
وأضافت: “ تعمل دولة الإمارات بشكل استباقي على توسيع غطاء المانغروف المحلي، حيث حددت في مساهماتها المحددة وطنياً في ديسمبر 2020، هدف زراعة 30 مليون شجرة مانغروف، وخلال فعاليات COP26 في نوفمبر 2021 رفعت هذا الهدف إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030”.
وقالت: ” نهدف إلى العمل بشكل وثيق مع المنظمات العالمية غير الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لضمان الوفاء بالتزاماتنا للحفاظ على استدامة غابات المانغروف.”
وأشادت معاليها بالدور الهام الذي تلعبه هيئة البيئة – أبوظبي، وجهودها في تعزيز وتوسعة غطاء الغابات المحلي.
وتعتبر الإمارات موطناً لأكثر من 63 مليون شجرة قرم (مانغروف) والتي تمتد على مساحة 183 كيلومتر مربع، وتلتقط ما يعادل 43 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وبموجب هدف إضافة 100 مليون شجرة بحلول 2030، سيزيد إجمالي مساحة غابات المانغروف في الدولة ليصل إلى 483 كيلو متر مربع، ويزيد معدل احتجاز ثاني أكسيد الكربون إلى 115 ألف طن سنوياً.
ومن جهته قدم ستيفن لوتز، كبير مسؤولي برنامج الكربون الأزرق في مؤسسة GRID-Arendal النرويجية – الشريك في برنامج الأمم المتحدة للبيئة – عرضاً حول طرق استخدام الحلول المستندة إلى المحيطات في التقاط ثاني أكسيد الكربون، موضحاً أن المحيطات تمتص ما يقارب ثلث الانبعاثات الناتجة عن النشاطات البشرية، وتلعب الحياة البحرية مثل الحيتان والاسماك والسلاحف البحرية دوراً رئيسا في هذه العملية.
وأوضح في العرض أن الحيتان الكبيرة تساهم في عزل 33 طناً من الكربون عندما تموت وتغرق في قاع المحيط، وفي الوقت نفسه تلتقط العوالق النباتية التي تعزز الحيتان إنتاجيتها 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ويساوي ما يمتصه حوت واحد ما تقوم به ألف شجرة، لذا يقدر العلماء من الناحية الاقتصادية قيمة الحوت الكبير بمليوني دولار.
وأشار لوتنز إلى الاختلاف في قدرة عزل الكربون بين المحيط الحي النشط بالكائنات البحرية مقابل المحيط المستنفذ، مشدداً على أهمية الحفاظ على النظم البيئية للمحيطات ومعالجة أزمة الصيد الجائر
وتضمن جدول أعمال الاجتماع عرضا للمشروع الوطني لعزل الكربون، والذي يختص بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030، وأهميته وآلياته ومتطلباته، كما تم تقديم عرض تقديمي عن جهود هيئة البيئة – أبوظبي، بالإضافة إلى ملخص عن المشاريع التي تهدف إلى استخدام الحلول القائمة على الطبيعة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون.
يذكر أن الحوار الوطني للطموح المناخي هي سلسلة من اللقاءات الخاصة بقطاعات معينة تهدف إلى رفع الطموحات المناخية للقطاعات بما يدعم مساعي دولة الإمارات نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات