«الأونروا» في الأردن تشكك بالاستمرار في تقديم الخدمات نهاية الشهر الحالي

عمان -وكالات
حذر مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، أولاف بيكر، مما عدّه «عواقب وخيمة» على اللاجئين الفلسطينيين في المملكة «إذا لم تتم إعادة تمويل (الأونروا) على الفور».
وقال بيكر، في بيان صحافي، إن «لاجئي فلسطين في الأردن يشعرون بقلق عميق إزاء تعليق تمويل (الأونروا)»، لافتاً إلى أنه في حال استمر الوضع الحالي دون تغيير «فإننا نواجه حالة من عدم اليقين بشأن قدرتنا على الاستمرار في تقديم جميع خدماتنا بعد نهاية شهر فبراير (شباط)».
تأتي تصريحات المسؤول الأممي بعد إعلان 16 دولة مانحة تعليق تمويلها لـ«الأونروا» على خلفية مزاعم ضد موظفين داخلها يعملون في غزة «وتربطهم علاقات مع حركة (حماس)»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القرار الذي اتخذه بعض كبار مانحي الوكالة بتجميد تبرعاتهم «قد يحرم (الأونروا) من أكثر من 51 في المائة من دخلها المتوقع لعام 2024»، مما يعرض الاستجابة الإنسانية بالغة الأهمية في غزة، والرعاية الصحية والتعليم والإغاثة والخدمات الاجتماعية والدعم الاقتصادي لمجتمع لاجئي فلسطين عموماً في المنطقة، ومنها الأردن لمخاطر شديدة.
ولفت أولاف بيكر إلى أن ميزانية الوكالة في الأردن تبلغ سنوياً نحو 145 مليون دولار أميركي، لتغطية أعمالها واسعة النطاق في البلاد، وأن تلك الميزانية تغطي نفقات الأجور لما يناهز 7 آلاف موظف، في حين تقوم الوكالة بدور حيوي في تقديم الخدمات الأساسية لمجتمعات لاجئي فلسطين.
وأضاف أنه يمكن لهذه الإجراءات القاسية أن تعرّض تشغيل 161 مدرسة تخدم أكثر من 107 آلاف طالب وطالبة للتوقف، والأمر نفسه مع 25 مركزاً صحياً تقدم ما يزيد على 1.6 مليون استشارة طبية سنوياً، كما تقدم دعماً بالمساعدات النقدية لـ59 ألفاً من الفئات الأكثر ضعفاً، فضلاً عن شمول خدماتها نحو 20 ألفاً من لاجئي فلسطين فروا من سوريا، بالإضافة إلى أن «الأونروا» مسؤولة عن إدارة النفايات في 10 مخيمات رسمية؛ حيث يعيش أكثر من 400 ألف فرد.
وأكد بيكر أن «الأونروا» تعتمد بشكل كامل على تبرعات المانحين لضمان استمرار تقديم خدماتها، وفقاً لتفويضها تجاه لاجئي فلسطين، مشدداً على أن انقطاع التمويل ستكون له «عواقب وخيمة للغاية على لاجئي فلسطين الذين نخدمهم»، داعياً المانحين إلى «إعادة النظر في قرارهم واستئناف دعمهم لـ(الأونروا)، الذي تشتد الحاجة إليه الآن أكثر من أي وقت مضى».
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد على الأراضي الأردنية 13 مخيماً موزعة على عدد من المحافظات تضم نحو 2.207 مليون لاجئ، وأكثر المخيمات كثافة سكانية هو مخيم البقعة الواقع على حدود محافظة البلقاء (29 كيلومتراً غربي العاصمة) ويضم نحو 130 ألف نسمة. في حين يوجد في عمان مخيمان هما الوحدات والحسين، وفي مادبا (جنوب الأردن) مخيمات الطالبية والأمير حسن ومادبا، وفي الزرقاء مخيمان هما حطين والسخنة، وفي إربد مخيما إربد وعزمي المفتي، وفي محافظة جرش مخيما جرش وسوف.