أبوظبي-الوحدة:
اختتمت فعاليات “المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح ٢٠٢٤” والذي أقيم على مدار ثلاثة أيام في أبوظبي، برعاية من وزير التسامح والتعايش، معالي الشيخ مبارك بن نهيان آل نهيان، ونظمه مركز باحثي الإمارات للدراسات والبحوث، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، والأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وبدعم من مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض التابع لدائرة الثقافة والسياحة، وبحضور محلي وعربي ودولي.
رئيس المؤتمر يدعو إلى ضرورة تبني موقف ضد “التنمر الإلكتروني” ودعم الضحايا
وفي كلمة له في ختام المؤتمر، عبر د. فواز حبال، رئيس المؤتمر، الأمين العام لمركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، عن افتخاره بما أنجزه الموتمر خلال جلساته العلمية على مدار ثلاثة أيام، وخاصة في تعزيز قيم التسامح، وطرح موضوع “التنمر والتسامح”، وتم عرض فيديو تعبيري من إنتاج منظمة “اليونيسيف” عن هذا الموضوع، وقدم د. حبال، شرحاً عن أهمية التسامح خاصة أن التنمر أصبح موضوعا يناقش على مستوى عالمي، وأن هذا الأمر يتطلب وضع حلول مناسبة للمضايقات التي يتعرض لها الأشخاص الذي يمارس عليهم التنمر، خاصة في القطاعات الأكاديمية، وتأثير ذلك على التحصيل العلمي للطلبة.
وتحدث رئيس المؤتمر، عن “التنمر الالكتروني” وتأثيراته السيئة على الأفراد في مختلف المجتمعات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على مختلف المنصات الإلكترونية والتفاعلية، مؤكداً أنه على الرغم من محاولة بعضها مثل “ميتا”، في وضع حد لهذه الظاهرة، من خلال سلسلة من الإجراءات ولكن نحتاج الكثير ، مشدداً على أنه من الضروري التصدي “للتنمر الإلكتروني” بشكل جماعي وخلق بيئات رقمية أكثر أمانًا واندماجاً، وتشجيع الحوار المفتوح والتثقيف حول عواقب هذه الظاهرة، وقال: “إن التسامح عبر الإنترنت يعزز التعاطف والتفهم والاحترام المتبادل في التفاعل الإلكتروني”، ووجه نداء عاجلاً، بضرورة تبني موقف ضد “التنمر الإلكتروني” ودعم ضحاياه، بالإضافة إلى حجب “متنمري الإنترنت” والدعوة إلى سياسات أقوى وتشريعات ضده، وأشاد هنا بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال مكافحة ظاهرة “التنمر” عبر سن عدد من القوانين الرادعة، وجدد دعوة مؤتمر حوار الحضارات والتسامح، بضرورة نشر ثقافة التسامح ومواصلة العمل في المستقبل، لمكافحة هذه الظاهرة العالمية السيئة.
من جهتها، تحدثت السيدة نهال سعد، مديرة تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، عن صراع الحضارات وتحالف الحضارات والفرق بينهما، مستحضرة تجربة دولة الإمارات التي تعيش على أرضها أكثر من (٢٠٠) جنسية من مختلف دول العالم، وحالة الاندماج فيما بينها وأن هذا يشكل العنوان الأبرز للتسامح، وبالتالي الوصول إلى قبول ومسامحة الآخر، بالإضافة إلى “البيت الإبراهيمي” وما يمثله من عنوان للتسامح بين الأديان.
أما راعي المؤتمر، السيد بول تشادر، رئيس القسم التحاري في الإمارات للسحب “Emirates draw”، قال: “إيماناً منا بحوار الحضارات ونحو عالم يسوده التسامح على اختلاف تعدداته وأديانه، جاء هذا المؤتمر ليؤكد مرة أخرى، أن التسامح سمة عالية يجب على الجميع التحلي بها والقبول بالآخر رغم كل الاختلافات”.
إطلاق المجلة الدولية لحوارات الحضارات والتسامح
وتم الإعلان عن تقديم الطبعة الافتتاحية للمجلة الدولية لحوارات الحضارات والتسامح، وهي أول مجلة علمية محكّمة لعلوم الحضارات والتسامح والتي تقدم منظور جديد عن تطور الحضارات، والتعريف بأحدث الدراسات والبحوث في مجال التسامح والتعايش باستخدام أدوات قياس الأثر العلمي ومراجعة الأقران، وكما قدمت جوائز تقدير لمعالي اللواء ضاحي خلفان تميم، عن فئة “التأثير العالمي في ثقافة التسامح والتعايش” “المبادرة العالمية للحفاظ على رفاهية الحضارات المتنوعة”، والشيخ د. عمار بن ناصر المعلّا، عن “تعزيز التسامح عن طريق التعليم”.
الجلسة الثامنة والأخيرة تتناول موضوع “دور القادة في زراعة التسامح”
وعقدت في اليوم الأخير من المؤتمر، الجلسة الثامنة والأخيرة بعنوان “دور القادة في زراعة التسامح”، وتحدث خلالها الدكتور مصطفى صعصعة، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمجموعة راج، عن موضوع “التنمية المستدامة والحساسية الثقافية”، وطرحت خلال الجلسة التي ترأسها البروفيسور أندرو ديفيز، عددا من المواضيع، وأهمها مناقشة بعنوان “بناء الجسور: التسامح في نسيج التنمية المستدامة والعلاقات”، بمشاركة كل من د. حسنة أحمد أوبي، د. جوهي غوبتا، وعينات ليفي، وكما قدمت حسنة بارفين أحمد، الرئيس التنفيذي لجلوبال ون، مناقشتها عن موضوع “استكشاف نهج القيادة للنساء في عدالة المناخ: ممرات نحو التأثير والتمكين”، بالإضافة إلى حديث آني زونفيلد، مؤسسة ورئيسة القسم المتقدمة للمسلمين، عن “غرس ثقافة حقوق الإنسان من خلال الموسيقى” برئاسة عمر الحصيني.
توصيات المؤتمر: اعتراف جماعي بالتسامح
وخلص المؤتمر إلى الاعتراف بالإجماع بالتسامح، باعتباره حجر الزاوية في التعايش السلمي والاحترام المتبادل، وأعرب المشاركون عن التزامهم بترجمة الرؤى المكتسبة إلى أعمال ملموسة، والدعوة إلى التسامح في جميع مجالات المجتمع، حيث يتم الاحتفاء بالتنوع، واحترام الاختلافات، لكي يسود التسامح دوماً.
وأعلن مركز باحثي الإمارات للدراسات والبحوث، عن خطط المؤتمر القادم، والذي سيعتمد على الزخم الناتج من نجاح المؤتمر الحالي، ومع التركيز المتجدد على تعزيز الحوار والتفاهم بين الحضارات، بما يعزز التبادل والتعاون الهادف.
وتم تكريم المشاركين والرعاة في “المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح ٢٠٢٤”، والذي قدم صورة واضحة من “عاصمة التعايش والتسامح” أبوظبي، عن تعزيز الحوار الهادف بين الحضارات ومشاركة التجارب العالمية، التي تؤسّس لشراكة التعايش بين الحضارات كافة.