دبي-الوحدة:
يعود معرض دبي العالمي للقوارب، الفعالية الأضخم والأعرق في مجال نمط الحياة البحرية على مستوى الشرق الأوسط، إلى دبي هاربر بين 28 فبراير و3 مارس المقبل. وتركز دورة هذا العام على تشجيع بُناة اليخوت الفاخرة والقوارب الراقية على مواصلة اعتماد ممارسات الاستدامة، في ظل الإقبال المتزايد للعملاء الأثرياء حول العالم على شراء اليخوت الفاخرة، والتوقعات التي تشير إلى نمو سوق اليخوت لتصل قيمتها إلى 13 مليار دولار أمريكي.
كما يُقام المؤتمر السنوي لليخوت الترفيهية يوم 27 فبراير في ﻣﻨﺘﺠﻊ وﻣﺎرﻳﻨﺎ ويستن دبي شاطئ الميناء السياحي، ويستضيف نخبةً من المتحدثين، الذين يؤكدون مجتمعين أن أحواض بناء السفن التي تعتمد ممارسات التصنيع المستدام تنسجم تماماً مع قيم الجيل الجديد من مالكي القوارب المهتمين بالبيئة، كما تستقطب في الوقت نفسه المشترين للمرة الأولى.
وبالتالي من المتوقع خلال السنوات القادمة أن يرتفع عدد القوارب الكهربائية والسفن المزودة بأنظمة الدفع الهجينة في مناطق السياحة البحرية، بما فيها مشروع مَشدّ دبي، أحد أكبر مشاريع تطوير الشعاب المرجانية في العالم، والذي تم إطلاقه عام 2019 ومن المقرر أن يشغل مساحة 600 متر مربع من ساحل دبي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال إريك ألتهاوس، الشريك الإداري والوسيط الأول لشركة ألتهاوس لليخوت، وهي شركة وساطة لليخوت الفاخرة: “إن اليخوت الصديقة للبيئة هي الخيار الأول لدى مالكي اليخوت الجدد، انطلاقاً من رغبتهم بخفض تأثيراتهم السلبية على البيئة. كما يسعى مالكو اليخوت من الشباب الواعدين إلى استكشاف العالم بشكل أوسع وخوض مغامرات جديدة في أماكن نائية.
وسعياً لمواكبة قيم الجيل الجديد من مالكي اليخوت وتطلعاتهم، يجري تزويد اليخوت الصديقة للبيئة بميزات متطورة، مثل الدفع الكهربائي الهجين واستخدام المواد المستدامة ونظام تحديد المواقع الديناميكي، بالإضافة إلى ألواح الطاقة الشمسية وأنظمة استعادة مياه الصرف الصحي الحديثة، مع التركيز على رعاية الجوانب البيئية أثناء الرحلات البحرية”. ومن المقرر أن يشارك ألتهاوس في جلسة حوارية حول استراتيجيات التسويق المبتكرة في قطاع اليخوت الفاخرة، وذلك في إطار المؤتمر السنوي لليخوت الترفيهية.
ويُعد المؤتمر السنوي لليخوت الترفيهية بمثابة الإعلان الرسمي لمعرض دبي العالمي للقوارب، حيث يستضيف أكثر من 250 شخصية من أبرز قادة القطاع من جميع أنحاء العالم لاستكشاف المواضيع المهمة، بما في ذلك الابتكار والتنظيم والاستدامة ومستقبل القطاع.
وقد أعلنت شركات وساطة اليخوت عن تسجيل مبيعات قياسية لليخوت الفاخرة خلال عام 2023، في حين كشفت فورتشن بيزنس إنسايتس، المتخصصة في أبحاث السوق، عن توقعاتها بأن يتضاعف حجم سوق اليخوت الفاخرة العالمية خلال السنوات الثماني المقبلة، مع وصول الإيرادات السنوية للسوق إلى 13.6 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وبدورها قالت الدكتورة مريم نصراوي، مديرة البحث والتطوير لدى شركة كرومامي لتكنولوجيا النانو المخصصة للهواء والأسطح، والتي تشارك في جلسة حوارية حول دور التكنولوجيا في تحوّل قطاع اليخوت الفاخرة: “إن التقنيات المتطورة تمثل ركيزةً أساسية لتحقيق أجندة الاستدامة في قطاع اليخوت الفاخرة.
كما تضمن الابتكارات الأخرى، مثل أنظمة الدفع الصديقة للبيئة ومواد التصنيع خفيفة الوزن وتقنيات الكفاءة في استهلاك الطاقة، الحدّ من البصمة البيئية لأنشطة اليخوت، والحفاظ في الوقت نفسه على أعلى معايير الفخامة والأداء.
ونتوقع في السنوات المقبلة توجهاً أكبر نحو دمج التقنيات المتطورة في تصنيع اليخوت الفاخرة والارتقاء بجوانبها المختلفة، مثل الملاحة الذاتية وتقنيات الطاقة المتجددة وتجارب الواقع المعزز للركاب. فهذه الابتكارات ضروريةٌ لمواصلة تعزيز تجربة اليخوت بشكل عام، إلى جانب مواجهة تحديات الاستدامة ودفع عجلة النمو في قطاع اليخوت”.
ذروة التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة
يشارك فيجن أيان، الرئيس التنفيذي لميناء غلَطة بورت إسطنبول ومنظمة ميدكروز، أكبر جمعية عالمية للموانئ والتي تمثل أكثر من 150 ميناء ضمن 22 دولة، في جلسة حوارية ضمن المؤتمر السنوي لليخوت الترفيهية للبحث في النمو السريع لمنطقة الخليج العربي ومكانتها المتنامية بوصفها عاصمة عالمية لليخوت.
وتلعب المبادرات الحكومية المستدامة دوراً هاماً في تسريع هذا النمو؛ وفي مقدمتها مشروع مشدّ دبي، أكبر مشاريع الشعاب المرجانية في العالم، والذي يشكل منصةً محورية للاستدامة ويقدم أفضل الرحلات البحرية الصديقة للبيئة التي من شأنها استقطاب عشاق اليخوت والغواصين.
وقد أوضح فيجن أيان أن مشروع مشدّ دبي يأتي “ثمرة تعاونٍ رائع بين العديد من الأطراف”، حيث يشجع الزوار للتعرّف أكثر على الثقافة المحلية واستكشاف مختلف الجوانب المذهلة لهذه الوجهة. وأضاف قائلاً: “ندرك جيداً أن قطاع السياحة البحرية يشهد تزايد اهتمام المسافرين وجيل ما بعد الألفية بالتجارب الشاملة المستدامة والصديقة للبيئة، خاصة خلال فترة ما بعد الأزمة الصحية.
ومن الواضح أن الاستثمارات في الموانئ والمراسي والواجهات البحرية بدأت تتبع هذا التوجه، ولم يعد هناك فروقٌ بارزة بين الموانئ والأرصفة والأماكن الخلفية للميناء. كما تعتمد المدن والمجتمعات على تحقيق التكامل، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى جمع السياح ومالكي اليخوت والسكان المحليين ضمن مساحة شاملة تتماشى مع أرقى معايير الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية”.
كما تشمل قائمة أبرز الأسماء المشاركة في المؤتمر كل من عبير الشعالي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لدى جلف كرافت المتخصصة بتصنيع القوارب في الإمارات العربية المتحدة؛ وغيرمو كانيلاس فيرز، رئيس إدارة الأصول لمشروع نيوم؛ إلى جانب يوسف لوتاه، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الاستراتيجية المؤسسية والأداء في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.
يُقام المؤتمر السنوي لليخوت الترفيهية قبل يوم واحد من انطلاق الدورة الثلاثين لمعرض دبي العالمي للقوارب، حيث يجمع تحت مظلته أبرز العقول الرائدة والجهات الفاعلة في قطاع الترفيه والسياحة البحرية، بهدف البحث في أبرز المواضيع التي تلعب دوراً هاماً في توجيه النمو المستدام للقطاع البحري.
مجموعة متنوعة من التجارب الاستثنائية في معرض دبي العالمي للقوارب
يُقام معرض دبي العالمي للقوارب هذا العام بين 28 فبراير و3 مارس في دبي هاربر، ويستضيف أكثر من 1000 علامة تجارية من 55 دولة، بالإضافة إلى استعراض 200 قارباً، بما فيها إطلاق نحو 50 قارباً إقليمياً وعالمياً، كما يحتضن المعرض مجموعة من أنشطة الرياضات المائية الشيّقة، والمناطق المخصصة للأطفال، ومسابقة لصيد الأسماك، ومنافذ بيع المأكولات والمشروبات، والفعاليات الترفيهية الحية، بما يضمن أجمل الأوقات الممتعة لجميع أفراد العائلة والزوار من عشاق الحياة البحرية.
ويتولى مركز دبي التجاري العالمي تنظيم معرض دبي العالمي للقوارب، الذي يستمر على مدار خمسة أيام ويعتبر من أبرز الفعاليات العالمية في مجال نمط الحياة البحرية الفاخرة، حيث يؤدي دوراً محورياً في تثقيف أفراد المجتمع وتعزيز ارتباطهم بالقطاع البحري، إضافة إلى ترسيخ مكانة دبي بوصفها مثالية للعيش والعمل والترفيه والزيارة.