لم يطاوعني قلبي وقلمي أن أكتب عنها …
منذ سنوات قالت لي لماذا لا تكتب عني وتَصِفنَي بأحلى الكلمات !!!؟
قلت لها سوف أكتب عنكِ في يوم ما .. في يوم ما ، ولكن فقط عندما يأمرني قلبي ويتناغم فيها قلمي مع أحلى العبارات وأصدق التداعيات ، فمثلك نادر – فقط في ذلك الوقت – ولا يستحق أن يكتب عنه إلا بماء الذهب أو بماء الورد أو بماء الزعفران. ومنذ ذلك اليوم وأنا لم أكتب عنها أبداً سِوَى ما أكتبه الآن ؛ وما أكتبه الآن ليس فيه حتى رائحة أحلى العبارات ، وما أكتبه الآن ما هو إلا تناغم قلمي مع أَسْوَأُ العبارات .. العبارات التي لن انطقها أمامكم – بكل تأكيد – ولن أكتبها لكم في صحيفتكم – بكل احترام للذائقة الأدبية – ولن ألمح عنها للطبقة العقلية (الذهنية) المعقدة – طبقة الانتلجنسيا (Intelligentsia) – حتى يرشدوني إلى الصواب وأنا في غنى عنهم ، ولكنه هو تناغم أتى وسوف يكتب عنه على استحياء للحياء العام واحترام الغير كي لا يخدش الأدب .. الأدب الذي تربيت عليه وتخلقت به وعلمته غيري والذي تعلمه من عرفه عني حقاً واتّبعه وفاز به ؛ والذي لم يتعلمه خسره وخسر حضوره ومجلسه وخسر معه أشياء كثيرة لا يسهل عدها . ولقد كان بأن لا أكتب عنها طوال تلك السنين لأن قلبي وقلمي لم يجدا ما يقولا عنها ؛ لا لنقص في جمالها أو … ؛ ولكنهما لم يجدا الصدق والود المسعفان المحفزان للكتابة ، ولم يجدا سبل التعبير والتبصير دونما زيف أو مجاملة ؛ بل وجدا “السراب المتفوق” الخداع البصري – تغذيته راجعة حاقدة وهمية هائمة في بحر الظلم والظلمات – والخداع الاجتماعي – دأبة وديدنه رئاء الناس والمن والأذى – والخداع النفسي – العقل الواعي والعقل اللاواعي .. الهو والأنا والأنا الأعلى متشخصنون مكبوتون متصارعون مخادعون مستبدلون – ولا سبيل معها إلى الرشاد ولا سبيل معها إلى التفاهم بلغة الضاد ولا بالتقرب والوداد . فكيف أكتب عنها وعن ذلك التعامل والتعاطي اللا معقول اللا متأدب مع السمو الإنساني الاجتماعي الروحي النفسي الأخلاقي الفكري الثقافي الذي لم تقدره حق تقديره والذي أنكرته كامل الانكار بالتعاون مع التعاطي الإلكتروني ( وسائل التواصل الاجتماعي .. اللا جتماعي عند من لا يفهمه ومن لا يستوعبه بأنه أصبح محفزاً دائماً على إفراز هورمون الدوبامين – هرمون السعادة – المساعد الجذري على الإدمان وتغيير نمط الحياة السليمة ، والناهي للإبداع والأمن الفكري ، والمحرض على التجاهل والتحجر وعيش النرجسية اضعافاً مضاعفة ).
وفيما مضى كنت أحتمل منك الجفاء والاستعصاء والأخطاء وعقدة الاستعلاء ، ولكن قراري الآن أصبح كما قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي:
” إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا ”
فشكراً قلبي وشكراً قلمي على صدقكما معي ، وعلى عدم خذلانكما لي ، وعلى عدم الكتابة عنها وعن وصفها طوال تلك السنين …
ولذلك تذكري التالي:
• أن التصرفات والأفعال اصدقُ من الوعود والأقوال في إثبات الأخلاقيات.
• أن حروفي ذهبية أبجدية نبطية غالية علي ، وأنتي لا تستحقينها أبداً.
• ما أكثر الأحلام حين تعدها ولكن عند اليقظة ينتهي كل شيء.
• ما أكثر القضايا حين تعدها في هذة الحياة ، وما أكثر الوقائع التي تفصل بين الصدق والكذب ولكن عند الصدق الأكبر – أنظر للأعلى – ينتهي كل شيء.
للتوضيح: ما كتبة هو حُلم من أحد أحلامي التي راودتني ، وأحلامي قليلة جداً جداً ، ولكن المؤكد أنه الحُلم الذي يُنهي كُل الأحلام عنكِ .. تَفَّ تَفَّ تَفَّ اتجاه شمالي من / على حلم حلمته وصار مطر أسود يتساقط من عينيكِ زخات زخات ثم جعل الوصف عنك يتبلور إلى أَسْوَأُ العبارات أَسْوَأُ العبارات …