“بيئة الشارقة” تنشر دراسة عن أثر الملوثات والمعادن الثقيلة في نفوق الحيتان
كشفت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة عن إنجاز دراسة علمية استغرق تنفيذها 6 سنوات و10 أشهر حول تحليل الملوثات العضوية الثابتة والمعادن الثقيلة في أنسجة 7 حيتان نافقة، بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة زايد.
وأوضحت سعادة هنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة أن الدراسة تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط
وتندرج ضمن برنامج الشارقة للاستجابة لجنوح الحياة البحرية، وأشرف عليها فريق قسم البحث العلمي وفريق مركز إكثار الحيوانات العربية المهددة بالانقراض في الهيئة مع فريق بحثي مكون من 8 باحثين وخبراء في الحياة البحرية وملوثاتها.
وأشارت إلى أن الهيئة نشرت نتائج الدراسة في مجلة الدراسات الإقليمية في العلوم البحرية Regional Studies in Marine Science Journal والتي تصدر من هولندا، وتم تطبيقها على 7 حيتان نافقة عثر عليها في سواحل مدن الشارقة ودبي وأم القيوين وخورفكان، وهي 5 حيتان من نوع بريدي، وحوت أزرق، وحوت أحدب.
ونوهت السويدي إلى أن فريق الدراسة ومن خلال تحليله أنسجة هذه الحيتان فيما يتعلق بالملوثات العضوية الثابتة والمعادن الثقيلة توصل إلى جملة من الأسباب المتعددة التي تؤدي إلى نفوق الحيتان، من أهمها اصطدام هذه الحيتان بالسفن والبواخر الكبيرة، وتشابكها مع أدوات الصيد ولا سيما الحبال المتينة التي تعلق بها الحيتان وتؤدي إلى قطع أجزاء من جسمها مثل الذيل والزعانف، إضافة إلى تأثر هذه الحيتان بالمخلفات والنفايات البلاستيكية التي تعج بها أعماق البحار، حيث تتناول مع طعامها هذه الأكياس والعبوات الفارغة مما يؤدي إلى انسداد قنواتها الهضمية ومن ثم نفوقها، لافتة إلى أنه في بعض الحالات يتعذر معرفة الأسباب الدقيقة لنفوق الحوت بسبب تحلله الشديد.
وذكرت رئيسة الهيئة أن برنامج الشارقة للاستجابة لجنوح الحياة البحرية، يطبق خطة متقدمة للتحقيق والاستجابة لجنوح الزواحف والثدييات والطيور البحرية، وإجراء الدراسات العلمية على ما يتم جمعه من العينات المختلفة لهذه الكائنات، ويستهدف توسيع المعرفة الحالية بشأن التنوع الحيوي البيئي وأنواع التهديدات التي تواجه الحيوانات البحرية ونظامها البيئي.
وأوضحت أن البرنامج يعتبر أيضا أداة مهمة للاستجابة السريعة، وإنقاذ الكائنات المتضررة والتي تحتاج للرعاية والمتابعة الطبية، مشيرة إلى أن البرنامج ينقسم إلى عدة مسارات تشمل المسح، والبحث، والإنقاذ للحياة البحرية، والتوعية البيئية.