هاريس تضغط من أجل زيادة المساعدات لرفح وغزة خلال اجتماع مع جانتس
واشنطن (رويترز) –
قال البيت الأبيض يوم الاثنين إن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس حثت إسرائيل على صياغة خطة إنسانية “ذات مصداقية” قبل القيام بأنشطة عسكرية كبيرة في رفح خلال اجتماع مع بيني جانتس الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية.
وحثت هاريس إسرائيل على اتخاذ المزيد من الإجراءات لتوصيل المساعدات إلى غزة، مكررة التعليقات الحادة التي أدلت بها يوم الأحد ووصفت خلالها الظروف في القطاع الساحلي بأنها “غير إنسانية”.
وقال البيت الأبيض في بيان حول الاجتماع “ناقشت نائب الرئيس والوزير جانتس الوضع في رفح والحاجة إلى خطة إنسانية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ قبل التفكير في أي عملية عسكرية كبيرة هناك بالنظر إلى المخاطر التي يتعرض لها المدنيون”.
وكثفت إسرائيل الشهر الماضي قصفها لرفح في جنوب غزة، والتي تشير تقديرات إلى احتماء نحو 1.5 مليون شخص بها بعد نزوح معظمهم من منازلهم في الشمال هربا من الهجوم العسكري الإسرائيلي.
ومن المقرر أيضا أن يعقد جانتس، الغريم السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعات مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكجورك ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وتأتي زيارته في وقت الذي يكثف فيه البيت الأبيض ضغوطه على إسرائيل لتوفير الحماية للمدنيين في غزة خلال حربها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وعبرت هاريس عن “قلقها البالغ” تجاه الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 30 ألف شخص قتلوا في الهجوم الذي شنته إسرائيل منذ أشهر ردا على هجمات حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وتقول الأمم المتحدة إن العديد من سكان القطاع على حافة المجاعة.
وقال البيت الأبيض إن هاريس رحبت أيضا “بالنهج البناء” الذي تتبعه إسرائيل في المحادثات التي تجري بهدف التوصل لاتفاق بشأن الرهائن.
ويأتي الاجتماع بينما يواجه فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته ضغوطا متزايدة من حزبه الديمقراطي لدعم وقف دائم لإطلاق النار، ودفع إسرائيل لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين في غزة والسماح بتدفق المساعدات بكميات أكبر.
وقالت هاريس يوم الأحد إن الأوضاع في غزة غير إنسانية وتصل إلى حد “كارثة إنسانية” ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ويضغط كثيرون في حزب بايدن من أجل وقف إطلاق النار أيضا، وقد ألحق عدم التوصل لوقف مستدام لإطلاق النار ضررا سياسيا بالرئيس. وعانى بايدن، الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر تشرين الثاني، من تراجع شعبيته خلال معظم فترة ولايته الأولى. وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ومعهد إبسوس في الآونة الأخيرة أن دعمه للمساعدات العسكرية لإسرائيل لا يحظى بشعبية لدى معظم أعضاء الحزب الديمقراطي.
* تزايد الاحباط
في علامة على تزايد الاحباط من إيصال المساعدات لسكان غزة، قام الجيش الأمريكي بأول عملية إسقاط جوي للمساعدات الغذائية للفلسطينيين يوم السبت، ويخطط للقيام بمزيد من عمليات الإسقاط.
وبدأت الحرب في غزة عندما هاجم مقاتلو حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الاول، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وأظهر بايدن، الحليف القوي لإسرائيل، سخطا متزايدا على إسرائيل وعلى نتنياهو مع تزايد عدد القتلى في غزة. وفي الأسبوع الماضي، قال إن إسرائيل تخاطر بخسارة الدعم من بقية العالم، وهي فكرة رفضها نتنياهو.
وتراجعت وزارة الخارجية الأمريكية عن اقتراح مفاده أن واشنطن تعتبر جانتس شريكا بقدر أكبر من نتنياهو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “نلتقي مع بيني جانتس لأنه أحد الأعضاء الثلاثة في حكومة الحرب… ممن لديهم صوت مهم ومصلحة كبيرة في كيفية إدارة هذه الحرب”.
وقالت هاريس يوم الاثنين إنها وبايدن متفقان حول السياسة تجاه إسرائيل بعد تعليقاتها الحادة.
ويعد لقاء نائبة الرئيس مع جانتس إشارة إلى أن الإدارة مستعدة للعمل على جميع الأطراف بشأن هذه القضية داخل الحكومة الإسرائيلية. ويرأس جانتس حزبا وسطيا لكنه انضم إلى حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو المنتمي لليمين العام الماضي لإظهار الوحدة في مواجهة التهديد الذي تواجهه إسرائيل من حماس.
ووجهت هاريس كلمات قاسية لحماس يوم الأحد أيضا، لكنها ركزت معظم لغتها الحادة على إسرائيل فيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة.
وعملية الإسقاط الجوي للمساعدات، التي وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها ناجحة، أحدث علامة على أن واشنطن تتحرك إلى ما هو أبعد من الدبلوماسية مع إسرائيل، التي تشكو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى من أنها منعت أو قيدت المساعدات. وتنفي إسرائيل فرض أي قيود على المساعدات الإنسانية.
وقال مسؤولون يوم الجمعة إن الإدارة تدرس أيضا فتح ممر بحري إنساني إلى غزة.
وحث السيناتور بيرني ساندرز، وهو اشتراكي ديمقراطي نافس بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020 لكنه دعمه منذ ذلك الحين، يوم الجمعة الإدارة على وقف التمويل لإسرائيل إذا لم تسمح بدخول المزيد من المساعدات.
وقال في بيان “يجب على إسرائيل أن تفتح الحدود وتسمح للأمم المتحدة بتسليم الإمدادات بكميات كافية. ويجب على الولايات المتحدة أن توضح أن عدم القيام بذلك على الفور سيؤدي إلى قطيعة جوهرية في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والوقف الفوري لجميع المساعدات العسكرية”.
والولايات المتحدة هي أهم مزود أجنبي للأسلحة لإسرائيل. وتمنح واشنطن إسرائيل 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا، واقترح قادة أمريكيون إرسال المزيد من المساعدات منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.