الشارقة-الوحدة:
عقد قسم دراسات اللغة العربية والترجمة في الجامعة الأميركية في الشارقة مؤخرًا مؤتمر “العلوم الإنسانية الرقمية في العالم العربي والإسلامي: الآفاق والتحولات” بمشاركة أكثر من 30 باحث وعالم من جميع أنحاء العالم، استعرضوا خلاله نقاط الالتقاء المبتكرة بين التقنيات الرقمية والدراسات العربية/الإسلامية بالتزامن مع ظهور العلوم الإنسانية الرقمية التي أحدثت ثورة في مجال البحث الأكاديمي على مستوى العالم، وهو ما يمثل فرصة غير مسبوقة لدراسة النصوص الأدبية ووسائل الإعلام على نطاق واسع.
تشمل العلوم الإنسانية الرقمية مجالات الدراسة متعددة التخصصات حيث تندمج فيها فروع العلوم الإنسانية مع التقنيات الرقمية، وتستخدم الأساليب الحاسوبية النتاج الثقافي والنصوص بغرض تعزيز فهم جميع الجوانب الثقافية الإنسانية، القديمة والحديثة، من خلال البحوث التعاونية وتوظيف الحوسبة.
وقد ألقى البروفيسور عمر رياض من جامعة لوفين في بلجيكا الكلمة الرئيسية بعنوان “التحديات والفرص في العلوم الإنسانية الرقمية للدراسات العربية والإسلامية” مشيرًا إلى التأثير العميق للتقنيات الرقمية على علوم الدراسات العربية والإسلامية في المنطقة وخارجها.
وفي كلمته الترحيبية، قال الدكتور أحمد علي، أستاذ الترجمة ورئيس قسم دراسات اللغة العربية والترجمة في الجامعة الأميركية في الشارقة: “لا يهدف هذا المؤتمر إلى عرض البحوث الرائدة فحسب، بل يعد كذلك منصة للتعاون والحوار. إن التحديات التي نواجهها في ظل الرقمنة وتحليلات الأدب العربي والإسلامي لا تمثل عقبات لا يمكن التغلب عليها، بل هي فرص للتطور والابتكار. ويمكننا من خلال التعاون البحثي بناء مسارات جديدة للدراسات والبحوث والحفاظ على تراثنا للأجيال القادمة”.
تناول الباحثون في أربع جلسات تخللت المؤتمر جوانب مختلفة من العلوم الإنسانية الرقمية في السياق العربي/الإسلامي. وتضمنت الجلسات مناقشات في موضوعات اللغويات الحاسوبية، والدراسات الإعلامية، والأدوات الرقمية للحفاظ على الثقافة والهوية، واستكشاف البيانات النصية والجغرافية المكانية وغيرها. وشارك الباحثون في مناقشات ثرية، استعرضوا خلالها بحوثًا ودراسات سلطت الضوء على الإمكانات التحويلية للمنهجيات الرقمية في صياغة مستقبل الدراسات البحوث في العالم العربي والإسلامي.
وأكدت الدكتورة مي زكي، أستاذ مشارك في اللسانيات في قسم دراسات العربية والترجمة ورئيسة المؤتمر، أن المؤتمر كان بمثابة منصة فعالة لاستعراض إمكانات العلوم الإنسانية الرقمية لصياغة وإعادة صياغة فهمنا للنصوص والثقافة العربية والإسلامية قائلةً: “لقد شهدنا حماسة المشاركين وثراء المواضيع التي نوقشت خلال المؤتمر، وهو ما يعكس التطور المستمر في هذا المجال، ويعني أن الثقافة العربية والإسلامية لم تدخل في طي النسيان . ومن المهم أن يكون للجامعة الأميركية في الشارقة دورًا رائدًا في استضافة مثل هذا الحدث الذي يسلط الضوء على الجهود الرائعة في مجال العلوم الإنسانية الرقمية العربية والإسلامية ويقدم أمثلة مشرقة لطلبتنا لتسخير المهارات الحسابية التقنية في توسيع حدود دراسة العلوم الإنسانية في عالمنا اليوم”.