أولى حلقات مجالس الداخلية الرمضانية تتناول موضوع “الأسرة عِماد المجتمع”

برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلقت يوم أمس الجمعة مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، وتناولت موضوع “الأسرة عِماد المجتمع” تحت شعار المجالس الرئيس “المجتمع الإماراتي جذور أصيلة.. وآفاق عالمية”.

وتناولت الحلقة الأولى من المجالس والتي ينظمها مكتب ثقافة احترام القانون بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية محاور: الأسرة حقوق وواجبات، والقيادة الأسرية الإيجابية، والتحديات العالمية التي تواجه الأسرة.
أبوظبي: المتابعة المستمرة للأبناء.
وفي المجلس الذي استضافه سعادة مبارك سعيد بخيت الراشدي، وأداره الإعلامي حامد المعشني، أكد سعادة اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، مفتش عام وزارة الداخلية، على أهمية مجالس وزارة الداخلية الرمضانية حيث تحرص الوزارة من خلالها على التواصل المجتمعي الفعال، وهو ما يؤدي إلى نتائج مثمرة وإيجابية على المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص.

حضر وشارك في المجلس العميد سلطان بوعتابه الزعابي، مدير عام حماية المجتمع والوقاية من الجريمة بالإنابة، وصالح طاهر البريكي، مدير مركز سعادة المتعاملين بوزارة تنمية المجتمع والمقدم الدكتور أحمد غريب المنصوري، مشرف تربوي في إدارة رعاية الأحداث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والرائد الدكتور حميد خلفان الكندي، رئيس قسم التميز المؤسسي بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، والنقيب عبدالرحمن عبدالله النعيمي، رئيس قسم الوقاية والتوعية بمركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، والواعظ الديني سيف عيسى المسكري من القيادة العامة لشرطة أبوظبي.

وأكد العميد سلطان بوعتابه الزعابي، مدير عام حماية المجتمع والوقاية من الجريمة بالإنابة، أن مجالس وزارة الداخلية الرمضانية مستمرة كمنصة مجتمعية تلتقي فيها الآراء في حوار حضاري، وتخرج منها توصيات ومقترحات وأفكار تقدم للجهات المعنية، وتسهم في الارتقاء بعملية التطوير والتحديث والأداء المؤسسي، وجودة الحياة للمجتمع الإماراتي.
وتحدث صالح طاهر البريكي، حول السياسة الوطنية للأسرة، والتي تهدف إلى تكوين أسرة مهيأة لمواجهة تحديات الحياة الزوجية، وإعلاء قيم المحافظة على استقرار واستدامة الأسرة وتماسكها، فضلاً عن توفير مناخ صحي وسليم يعمل على مساندة الأسرة في مواجهة ضغوط الحياة، والارتقاء بقدرات الأسرة الإماراتية لبناء أجيال واعدة تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن، معتزين بهويتهم الوطنية، ومتمسكين بالقيم والمبادئ والأخلاق النبيلة.
وقال المقدم الدكتور أحمد غريب المنصوري: “لقد عد الإسلام والمشرع الإماراتي الأسرة اللبنة الأساسية في المجتمع، وأحاطها بالتشريعات والأحكام التي تجعلها في راحة واستقرار وأمان للأفراد، وتحقق قيامها على أسس العدالة والمساواة والمودة والرحمة والمغفرة والصفح والبر، وبدورها، تتحمل الأسرة مسؤولية كبيرة في توفير بيئة صحية ومشجعة لنمو الأفراد الصغار، حيث تعد أول مدرسة لهم وأول بيئة تفاعلية يتعلمون فيها القيم والمبادئ الأساسية للحياة”.
وأفاد الرائد الدكتور حميد خلفان الكندي، أن مفهوم القيادة الأسرية الإيجابية يشير إلى القدرة على توجيه أفراد الأسرة بطريقة تحفيزية تشجع على التطور الإيجابي، ويتضمن هذا المفهوم القدرة على بناء علاقات صحية ومتوازنة داخل الأسرة، وتحفيز أفراد الأسرة لتحقيق أهدافهم الشخصية والمشتركة، مشيراً إلى أن القائد الأسري الإيجابي هو الذي يتمتع بصفات الاستماع والتفهم، والقدرة على التواصل بفاعلية، وتقديم الدعم والتوجيه بشكل إيجابي.

وأوضح النقيب عبدالرحمن عبدالله النعيمي، أن الرقابة الوالدية للأطفال على الإنترنت تعد ضرورية لحمايتهم من المخاطر المحتملة، مثل التعرض للمحتوى غير المناسب أو التواصل مع أشخاص غير معروفين، كما يجب على الآباء توجيه وتوعية الأطفال حول مخاطر الإنترنت وتعزيز السلوكيات الآمنة عبر التواصل المفتوح والتحفيز على الإبلاغ عن أي موقف يثير القلق، إضافةً إلى ذلك، ينبغي على الآباء مراجعة وتقييم المواقع والتطبيقات التي يستخدمها الأطفال بانتظام والتأكد من ملاءمتها لعمرهم ومستوى نضجهم.

وقال الواعظ الديني سيف المسكري، إن الأسرة الصالحة تغذي المجتمع بالأفراد الصالحين، فهؤلاء الأفراد إما أن يكونوا سبباً في تقدم هذا المجتمع ورفعته، وإما أن يكونوا سبباً في تخلفه وتأخره، ويجب على الناس الاهتمام في الأسرة والحرص على التنشئة المتوازنة.فيما أفاد الإعلامي فهد هيكل، بأن المصدر الحقيقي والأساسي والأول لصناعة الثقافة والفكر والقيم للطفل والإنسان كانت هي الأسرة ولكن بعد تطور وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة الوضع تغير، لأن هناك ومصادر كثيرة ومتنوعة، لذلك يجب على الأسر تشديد متابعة أبنائهم لحمايتهم.

دبي: أهمية التواصل الفعال.
وأكد المتحدثون في المجلس الذي استضافه الدكتور عارف الشيخ عبدالله الحسن في دبي، وأداره الإعلامي أحمد اليماحي، على ضرورة مراقبة الأطفال المستمرة لحمايتهم من الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية، وضرورة إيجاد الطريقة الأمثل للتواصل الناجح والفعال بين أفراد الأسرة.

حضر وشارك في المجلس، الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، كبير المفتيين، مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي، والدكتورة موزة عبيد غباش، والدكتور أحمد السيد إبراهيم الهاشمي، وكيل وزارة الصحة المساعد سابقاً، وحسين حسن ميرزا، عضو مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث.

وقال الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، الأسرة هي أولى لبنات الحياة، والمؤثر الأول في تشكيل الشخصية الإنسانية، والمحيط الذي من خلاله تُبنى المجتمعات السليمة، وكانت وما زالت الأسرة مظلة يستظل تحتها أفراد العائلة الواحدة، يجمعهم الانتماء والولاء.

وأكدت الدكتورة موزة غباش بأنه لا بد أن تتخذ الأسر إجراءات لحماية للأطفال من أخطار العالم الافتراضي، فبالنسبة للأهل يجب أن يتبعوا نهجاً متوازناً في تعاملهم مع استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية، وأن يكونوا أنفسهم قدوة في ذلك لأطفالهم، فمن الضروري معرفة مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل على الأجهزة الإلكترونية ومراقبتهم باستمرار.

وأشار الدكتور أحمد سيد الهاشمي إلى أن إيجاد القدوة في الأسرة يعد أساسيًا لتنمية الشخصية والتوجيه الصحيح لأفرادها، فالوالدان هما أولى القدوات التي يتطلع إليها الأطفال والشباب لتقديم النصائح والإرشادات وتوجيههم نحو السلوك الصحيح، كما يمكن لجميع أفراد الأسرة أن يكونوا قدوة بمشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية وتعزيز القيم الإيجابية مثل الصدق والعدالة والاحترام، وأضاف :”إن القدوة الإيجابية تسهم في بناء الثقة بالنفس لدى الأفراد وتعزز التواصل العائلي والروابط العاطفية، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين أسرة متماسكة ومتوازنة تسهم في بناء مجتمع صحي ومزدهر”.

وأوضح حسين حسن ميرزا بأن الأسر تواجه اليوم مجموعة من التحديات المادية التي تؤثر على استقرارها ورفاهيتها، بالإضافة إلى ذلك، تؤثر تأثيرات العمل الوالدي على الأسرة، حيث يمكن أن يؤدي الجدول الزمني المشغول وضغوطات العمل إلى قلة الوقت المخصص للتفاعل العائلي والتواصل الفعّال مما يتطلب بذل جهود إضافية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة العائلية والحفاظ على رفاهية الأسرة بشكل عام.

عجمان: التفاهم والحوار .
وأكدت المتحدثات في المجلس النسائي الذي استضافته الشيخة عائشة خالد سلطان القاسمي في عجمان، وأدارته الإعلامية منى الرئيسي، على ضرورة التعامل مع النزاعات الأسرية بشكل بناء، ومحاولة إيجاد حلول مشتركة تلبي احتياجات ورغبات جميع الأفراد.
حضر وشارك في المجلس سعادة ناعمة عبد الله الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والرائد وفاء خليل إبراهيم الحوسني من شرطة عجمان، والدكتورة رضية حسن يعقوب البلوشي، مستشارة أسرية رئيس قسم التوجيه الأسري بمحكمة الشارقة، ولمياء الزعابي من وزارة الداخلية، والدكتورة بنة يوسف.

وأكدت سعادة ناعمة عبد الله الشرهان أن الإمارات تولي اهتمامًا كبيرًا موضوع تمكين المرأة وتجعلها عنصرًا أساسيًا في الأسرة، مع الحفاظ على التراث والثقافة الإماراتية، وهو ما أوجد فكراً راسخاً في مجتمع الإمارات بأن سلامة الأسرة هي الطريق الذي يقود إلى سلامة المجتمع، وأن الأسرة لها الدور المحوري في تمكين المجتمع كله من التعامل الذكي والواعي مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة التي تشهدها الدولة والعالم.

بدورها تحدثت الرائد وفاء خليل إبراهيم الحوسني، حول مجموعة من التحديات التي تواجه العائلة في الوقت الحالي، منها التحديات التكنولوجية مثل الاعتماد المفرط على الأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية، وضعف التواصل بين الأمهات والآباء بسبب تحديات الحياة المعاصرة، لذلك لا بد من ضرورة التواصل الفعّال بين الآباء والأبناء للتغلب على الصعوبات التي قد تعترض هذه العلاقة.

وقالت الدكتورة رضية البلوشي، إن الترتيب الصحيح للقيادة في الأسرة يتطلب الحكمة والاحترام، حيث يجب على الأم أن تتولى دورًا رئيسًا، وأن تكون القدوة الحسنة لأبنائها قبل توجيههم، وأوضحت البلوشي أنه يمكن من خلال فهم أسباب الطلاق أن يسهم في تحسين العلاقات الأسرية وتعزيز التواصل العائلي، وأكدت على ضرورة أن يكون أفراد الأسرة قادرين على فهم احتياجات بعضهم البعض وتقديم الدعم والتشجيع في الأوقات الصعبة، وضرورة التواصل المفتوح والصريح بينهم لتجنب تراكم المشاكل وحلها بشكل فعّال.
وأكدت لمياء أحمد الزعابي، بأن توعية الأسر وتطويرها يتطلب مراعاة الأساليب التربوية، ووضع التشريعات الداعمة التي تؤكد على دور الأسرة كمحور أساسي في بناء الشخصيات الإيجابية للأفراد، وتعزيز الثقافة الأسرية والقيم الإيجابية، للمساهمة في بناء مجتمع أكثر توازناً وتطوراً.

ودعت الدكتورة بنة يوسف إلى الحرص على لغة الحوار والتفاهم مع كافة أفراد الأسرة، وتوفير احتياجاتهم الأساسية والاهتمام بالزوجة “الأم” فهي المدرسة الحقيقية في تربية الأبناء وتقويمهم وحمايتهم من المخاطر، مؤكدة أهمية رفع وعي الآباء تجاه مسؤوليتهم في تحقيق الاستقرار الأسري.
وقالت الدكتورة رقية الريسي، إن التواصل الفعّال يلعب دورًا حيويًا في توجيه سلوك أفراد الأسرة، حيث يمكن للحوار الصحي أن يسهم في تحفيز السلوك الإيجابي لديهم، كما يجب أن تكون التربية في الأسرة قائمة على التحفيز الإيجابي وتعزيز الإبداع والتفاعل البناء.

أم القيوين: مواجهة التحديات .
وأكد المتحدثون في المجلس الذي انعقد في أم القيوين، واستضافه الدكتور أحمد علي سعيد آل علي، وأداره الإعلامي محمد المناعي، على ضرورة مراعاة حصول الأبوين على الوقت الكافي للجلوس مع أبنائهم، وفتح باب الحوار والنقاش بما يعود على الأسرة بالمنفعة والاستقرار خصوصاً خلال العام الدراسي، كما أكدوا بأن وسائل التواصل الاجتماعي ذات تأثيرات إيجابية وسلبية في نفس الوقت، والحاجة الماسة لنشر ثقافة التعامل مع هذه الوسائل بإيجابية والاستفادة منها على الوجه المطلوب.

حضر وشارك في المجلس، سعادة محمد عيسى الكشف، عضو المجلس الوطني الاتحادي، والعميد سلطان راشد الشامسي، مدير عام الموارد والخدمات المساندة بشرطة أم القيوين، والعقيد الدكتور سيف سالم زيد إبراهيم، مدير إدارة المؤسسة الإصلاحية والعقابية بأم القيوين، والمقدم ناصر سلطان بن يوسف، رئيس قسم الشرطة المجتمعية بشرطة أم القيوين، والرائد سعيد سليمان عبيد المعمري، مدير فرع الشؤون الإعلامية بشرطة أم القيوين، وسيف حميد عدران، مدير مركز الدعم الاجتماعي بأم القيوين.
وأكد سعادة محمد الكشف أن قيم المجتمع الإماراتي متأصلة وراسخة تعزز التلاحم المجتمعي، وبأن الأسرة شكلت خط الدفاع الأول عن الأبناء وبالتالي لها مسؤولية كبيرة في تنمية المجتمع من خلال الحرص على التنشئة الصحيحة والمتوازنة.
وقال العقيد الدكتور سيف سالم زيد: تُلزم المسؤولية القانونية الآباء التعامل مع الأبناء وفق ما تقتضيه مصلحتهم بإبعادهم عن أي ضرر، وتحثهم على تربيتهم التربية الصحيحة حتى يصلوا للمرحلة العمرية التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم عندها تنتقل إليهم المسؤولية القانونية، موضحاً أن الإخلال بالواجبات له الأثر الكبير على اختلاف سلوك الأبناء واختلاله، والعلاج يكون بإعادة تأهيل الأسر لتحمل المسؤولية وزيادة الثقافة الأسرية في المجتمع.

وأفاد الرائد سيف حميد عدران، وجود اختلاف كبير في نمط التواصل المجتمعي والترابط الأسري بين الماضي والحاضر، وهذا الاختلاف ينعكس على التربية والتنشئة للأبناء، ففي الماضي وفي الحاضر يلعب المجتمع دوراً فعّالاً في نقل القيم والتقاليد الصالحة والأخلاق الحميدة إلى الأجيال الجديدة من خلال دعم الأسرة وتوجيهها، ،مؤكداً على أهمية المبادرات التثقيفية الخاصة بالأسرة في تعزيز تماسكها ووحدتها وضمان تربية أجيال واعية ومسؤولة، ومواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية الحديثة.

وأوضح المقدم ناصر سلطان بن يوسف أن الأسرة في الوقت الراهن تواجه جملة من التحديات أهمها بطء عملية التواصل بين المدرسة والأسرة والذي يؤثر سلباً على تكوين أسرة هادئة وآمنة، بالإضافة إلى عدم قضاء الأبوين وقتاً كافياً مع أبنائهم مما يؤثر على تربيتهم وتنشئتهم بشكل صحيح، كما أن الأجهزة الإلكترونية تسهم في عزلة الأبناء عن محيطهم مما يقلل من جلسات الحوار الأسري التي تعزز ترابط الأسرة، لذا، يتطلب التحدي الحالي التفكير في سبل تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة وتقديم الدعم اللازم للآباء والأمهات للمساهمة في تربية أبنائهم بشكل صحيح وآمن.

وأكد الرائد سعيد سليمان المعمري، على ضرورة تأهيل أفراد المجتمع لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل التغيرات السريعة والتحديات التي تواجهها المجتمعات اليوم، من خلال تعزيز الوعي والتركيز على القيم والثوابت الأصيلة، والانتباه إلى ضرورة أن يكون الانفتاح على الثقافات الأخرى متزناً للحفاظ على الهوية والقيم الأصيلة للمجتمع، مع الاستفادة من الفرص التي يوفرها التواصل مع العالم الخارجي.

رأس الخيمة: الأسرة أمانة .
واستضاف سعادة سلطان سالم بن يعقوب الزعابي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، المجلس الذي أقيم في رأس الخيمة، وأداره الإعلامي محمد غانم، حيث أكد المتحدثون أن الأسرة أمانة ومن الضروري الاهتمام بها والمحافظة على استقرارها ودعم البرامج التي تسهم في استمرارها ونجاحها.

حضر وشارك في المجلس العميد المتقاعد يوسف الزعابي، من الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، والعميد الدكتور يوسف بن يعقوب، نائب مدير عام العمليات المركزية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، والعقيد الدكتور ناصر محمد البكر، مدير إدارة الشرطة المجتمعية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، والدكتور سيف الشفيري، مستشار الأداء المؤسسي بمكتب القائد العام بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، والدكتور جمال عبدالقادر الشحي، واعظ ديني بإدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة.
وأشاد المستشار سلطان بن يعقوب بمجالس وزارة الداخلية، مشيراً إلى أنها حققت ثقة المجتمع الإماراتي من خلال تعزيز التآزر والتلاحم الأسري والمجتمعي، والذي يعد هدفًا رئيسًا تسعى إليه الحكومة الإماراتية، ووزارة الداخلية من خلال سلسلة حوارات مجتمعية رصينة.

وقال الدكتور جمال عبدالقادر الشحي: الأسرة هي أساس المجتمع، فعندما تكون الأسرة متعاونة وتعمل وفق إدارة سليمة، فإن المخرجات الأسرية ستكون سليمة، مما يعزز صلاح الأبناء وتنشئتهم تنشئة سليمة.

وأكد على أهمية الدعوات المستمرة لصلاح وتماسك الأسرة وتربية الأبناء بصورة سليمة، وذلك بما يتماشى مع توجيهات ديننا الحنيف وفق الشروط الصحيحة التي وردت في القرآن الكريم، والتي توصي ببناء أسرة سليمة من خلال مؤسسة الزواج.

من جانبه، أكد سيف الشفيري، أن الركيزة الأساسية في الإستراتيجيات الحكومية التي تتبناها الحكومة الرشيدة بدولة الإمارات ترتبط ارتباطاً مباشراً بمؤشر الأسرة، فالمجتمع الإماراتي مجتمع متوحد ويحمل رؤية واحدة للتلاحم والتآزر، موضحاً أنه لا بد من الاهتمام بمحور الأسرة لتحقيق إستراتيجية جودة الحياة وبناء المجتمع السليم والمتوازن.

وأوضح العقيد الدكتور ناصر محمد البكر، أن الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وهي المكون الرئيس لمجتمع دولة الإمارات، حيث تُعد الأسرة الإماراتية مثالاً للتماسك والصلاح، ويسعى أبناؤها جاهدين لبناء مجتمع متماسك وصحي يخدم دولتهم ويحافظ على مكتسباتها.

وقال إن الأسرة تواجه تحديات كثيرة تقف عائقاً في طريق تماسكها مثل وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تؤدي إلى التفكك الأسري وتمنع التواصل الفعال، ولا بد من مواجهتها عبر الالتزام بالقيم والثوابت وتجنب التقليد الضار، فضلاً عن المتابعة المستمرة للأبناء وتعزيز القدوة التي يمثلها الآباء والأمهات والموروث الحضاري للمجتمع الإماراتي.

الفجيرة: القدوة الحسنة .
وفي المجلس النسائي، الذي استضافته سعادة عائشة خميس الظنحاني، عضو المجلس الوطني الاتحادي في الفجيرة، وأدارته الإعلامية حصة سيف، أوضحت المتحدثات أهمية تعزيز القدوة الحسنة في الأسرة، والتعريف بالتراث الثقافي والعادات الإماراتية، وتعزيز التماسك والحوار الأسري من خلال الاستثمار في تطوير برامج التوعية الأسرية، وتعزيز الوعي المجتمعي حول تأثير إدمان برامج التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تعزيز التواصل الأسري.
حضر وشارك في المجلس، سعادة شيخة سعيد الكعبي عضو المجلس الوطني الاتحادي، والشيخة عائشة سعيد عبدالله الشرقي، والرائد دكتور مريم أحمد الكعبي، والرائد دكتور مريم درويش الهاشمي، والنقيب دكتور حواء يوسف أحمد الرئيسي من وزارة الداخلية.

وأوضحت الشيخة عائشة سعيد عبدالله الشرقي، ضرورة وجود المتابعة الأسرية على الأبناء وتوجيههم نحو السلوكيات الصحيحة، كونها تسهم في حمايتهم من المخاطر والتحديات التي قد تواجههم في الحياة اليومية، مثل التعرض للمحتوى غير المناسب على الإنترنت أو التعرض للضغوط النفسية في المدرسة، بالإضافة إلى ذلك، تمثل المتابعة الأسرية فرصة للوالدين لبناء علاقة قوية مع أطفالهم وتعزيز التواصل العائلي.

كما تطرقت للحديث حول الحوار في العائلة والذي يعد ركيزة أساسية لتعزيز التواصل الصحي بين أفرادها وتعزيز العلاقات الإيجابية، ويجعلهم قادرين على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل صريح ومفتوح، مما يعزز الفهم المتبادل ويقلل من التوترات والصراعات، كما يساعد الحوار على حل المشكلات والتحديات التي قد تواجه العائلة، ويعزز الثقة والاحترام بين أفرادها.

وتحدثت النقيب الدكتورة حواء يوسف الرئيسي حول دور الأبوين في تربية الأبناء وبناء شخصياتهم وتنمية قدراتهم العقلية والاجتماعية، حيث يتعين عليهما توفير بيئة داعمة ومحبة للأطفال، وتعزيز الثقة بينهم وبين أبنائهم من خلال التواصل الفعّال والإيجابي، كما أكدت على ضرورة أن يكون الأبوان قدوة حسنة لأبنائهم من خلال تطبيق القيم والمبادئ في حياتهم اليومية، وتوجيه الأطفال نحو السلوكيات الصحيحة والمسؤولة، بالإضافة إلى ذلك، يجب على الوالدين مراقبة أنشطة أبنائهم ومجالستهم للحفاظ على سلامتهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح.
وأكدت شيخة سعيد الكعبي أن التواصل الفعّال في الأسرة يُعد عمودًا أساسيًا في بناء بيئة عائلية صحية ومترابطة، عبر تبادل الآراء والمشاركة في الحوارات البناءة، يُمكِّن أفراد الأسرة من فهم بعضهم البعض بشكل أفضل، وتحسين الروابط العاطفية بينهم، كما يساهم التواصل الفعّال في تعزيز الثقة والتعاون بين أفراد الأسرة، وبناء قاعدة قوية للتفاهم المتبادل وحل النزاعات بشكل سلمي وفعّال.

وقالت الرائد الدكتورة مريم الهاشمي، في الوقت الحاضر، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة الأسرة وتربية الأبناء، فمن ناحية توفر التكنولوجيا وسائل تعليمية مبتكرة وتفاعلية تسهل على الأطفال فهم المفاهيم بشكل ممتع، كما تمكّنهم من الوصول إلى مصادر معرفية متنوعة وشاملة عبر الإنترنت، مما يعزز مهاراتهم اللغوية والعقلية، مع ذلك، تثير التكنولوجيا تحديات عديدة في تربية الأبناء، فقد يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية إلى انعزال الأطفال عن العالم الحقيقي والتفاعل الاجتماعي، كما يمكن أن يتعرض الأطفال للمحتوى غير الملائم عبر الإنترنت، مما يتطلب مراقبة دقيقة من قبل الوالدين.

وتطرقت الرائد الدكتورة مريم الكعبي للحديث حول التأثيرات السلبية لاستخدام التطبيقات الذكية على الأسرة، بحيث يمكن أن يقضي أفراد الأسرة ساعات طويلة في تصفح الإنترنت، وهذا قد يؤثر على الإنتاجية الفردية والعائلية، وقد يقلل من وقت الجلوس معًا كأسرة وانعدام الحوار الإيجابي بين أفرادها، كما لها تأثيرات على خصوصية الأسرة، مشددة على أهمية وضع سياسة في المنزل لتحديد استخدام الأجهزة الإلكترونية، واستغلال التطبيقات التعليمية في تطوير مهارات الأبناء.