لله در مطلع القصيد (النبطي) ،التي تعتمر وتنغمس في فطرة الحياة وديمومة العطاء الإلهي التواق إلى النفوس الأبية والأرواح الطاهرة المطهرة والأفئدة التي تموج تحناناً وفخراً وتوددا.هي درر الشكر الشكور والعهد الماجد الهصور والرفعة إلى أعلى ما في الكون من حبور ونور على نور.
نعم، هي دولة الإمارات العربية المتحدة القوية العزيزة القائمة المظفرة الحصينة حباها الله عز وجل ، قادة عظام وشعب أصيل كبير في مهامه وإنجازاته يلتف حول قيادته … مخلص وفي ذو إرادة واعدة ومهمات كبيرة يزرع الخير والوفاء والفداء ويحصد العزة والسؤدد والبناء..هي ربوع دولة الإمارات العربية العريقة التي تزدان وتزداد قوة وهيبة أعوام تلو أعوام.،.وهذا ما جسده شاعر العرب وعرين الفروسية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – نائب رئيس الدولة – رئيس مجلس الوزراء – حاكم دبي -رعاه الله- في قصيدته النبطية التي نشرها عبر حسابه في التويتر بمناسبة عيد الاتحاد الواحد والخمسين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة. مهداه الى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة حفظه الله.
ويا لها من تجليات روحانية وتدبرات وجدانية تفرح بمقتضاها المهج وتتغنى في أطيافها الطيور الغناء وتسبح في أجوائها مشاعل الحرية والعيش الرغيد والفيء الهانئ. ولنصدح معاً وتستشرف لب القصيد وتجلياته:
قامتْ على ماقضاهْ اللهْ بتدبيرهْ دولَةْ الإماراتْ فيها الخيرْ والعمرانْ
باني حِماها حِماها ودامْ تأثيره ْ واللهْ بعونِهْ وتوفيجِه عطاهْ وعانْ
دولِهْ قويِّهْ ثريٍّهْ تجلِبْ الغيرهْ لكلْ قايدْ يريدْ يكونْ عندهْ شانْ
الزعيم الفذ
أصدق الشعر أعذبه،وأنبل المشاعر صياغة مفرداتها وتبيان فحواها.وهذا ما نهج عليه أبا راشد ،ولنتأمل الصيرورة المثلى في مساق القصيد الثري الفذ ،في قيام دولتنا الحبيبة الفتية، منذ عهد زايد وراشد والشيوخ (روح الاتحاد الأجلاء) الذين تعاضدوا وتكاتفوا يدٌ واحدة وقلب واعد وثبات على الحق لا يحاد عنه قيد أنملة..زايد باني الأمة ومشيد النهضة وراسم خطوط عريضة نهج على منوالها خليفة الخير طيب الله ثراه، وتسلم الأمانة والراية زعيم قوي له الريادة والرئاسة ،يغمره شعبه والعالم أجمع حبا بحب ،قائد من الطراز الرفيع الأول ورجل يتحلى بالكرم والشجاعة والبسالة والشهامة يقود السفينة في أمان واطمئنان وعزة وشرف وقوة ومنعة…. يحمل الراية خفاقة عالية للنهوض بالامة ورفعة شأنها بين الأمم ، هي الإمارات الغالية الحبيبة التي لهج ذكرها على كل لسان.وتغنى بها كل فرد من أفراد الشعب اختارته الأمة بعد خليفة في حب على حب هو الحب ابن الحب ابن الحب.. والأخ العضيد لخليفة الخير. ويا لها من عبارة رددها الجميع محمد بن زايد – زايد بعد زايدا وخليفة ..خليفةٌ الخير والوفاء والبناء والنماء. سيرته دائماً في المعالي كبيرة عظيمة السِنا تفخر به الأوطان عدله طال السحاب ، وخيراته ملأت الأزمنة والأوطان في سائر بقاع المعمورة .محمد بن زايد الزعيم الفذ إلتف حوله قادة وشيوخ الإمارات هم أهله وعشيرته أعوانه وإخوانه. ولننشد ما سطره أبا راشد في تجليات وأبجديات يكتب لها التاريخ على مر السنين والأعوام في خلد المبدعين المجددين في المفردة، وسياق التركيب اللفظى والنظم الموسيقى العروضي الذي يٌحفزْ السمع وينمي الفكرة في إنسيابية عميقة المعاني طيبة الأثر.
والرَّايهْ اليومْ في إيدْ أشرَفْ مناعيرهْ بوخالدْ الشَّهمْ للدولهْ غدا الرِّبَّانْ
زعيمنا وكلِّنا فَ أمرَهْ لهْ الخيرهْ يختارْ وإحنا لهْ الأعوانْ والإخوانْ
له سيرةٍ في المعالي نعم بالسِّيرهْ وبالمسيرهْ الكبيرهْ والسٍّما العنوانْ
نفخرْ بما كانْ منْ رايهْ وتفكيرهْ هوُ صانعْ المجدْ وأهلِهْ ماجَرَتْ الأزمانْ
بلى..من حسن السبك قوة اللفظ اليسير وتدفق المعنى كأنه شلال لا ينضب، وهذا نهج ابوراشد ،إضافة إلى الترادف اللفظي الذي يشي بلٌحمة الترابط اللفظي دون كسر للوزن أو الغور في لبس المضمون. ولنتأمل لفظ (الأعوانْ والإخوانْ) ترادف في محله ولا يستطاع تقديم أو تأخير واحدة عن الأخرى، وهذا من عظمة تدفق وتوالد الفكرة واستباق مجرياتها في معرفة وسليقة تواقة في تقنيات اللغة. علاوة على ذلك لنتأمل أيضاً البوح اللفظي الذي بلغ الأوج في عبارات متشابهة في الحرف لكنها تتبدل في المعنى والمبنى. ويٌعرف (بالجناس) مما يمنح القارئ دلالة في المفردة ومعانيها البعيدة البعيدة. وكأني بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ، قد اختصر المعاني وجبلة الأفكار في بيت شعر يملي الصفحات والصفحات،قلائد عذبة وفصاحة بيانية ،ورؤى لها تجليات بعيدة المرامي حَرِيةْ أن يتبناها الكتاب والشعراء والمسرحيين وصاحبي المواهب في الإلقاء الشعري أمام الجمهور.
له سيرةٍ في المعالي نعم بالسِّيرهْ وبالمسيرهْ الكبيرهْ والسٍّما العنوانْ
(سيرةٍ – نعم بالسِّيرهْ – وبالمسيرهْ الكبيرهْ) وسأترك للقاريء الكريم أن يمعن القراءة والتفرد في ما رود أعلاه.كي يستشعر بلاغة اللفظ في انسيابة الحركة المسكونة في سياق الكلمة المفردة التي بلغت المنتهى تباعاً في جزالة وإبهار وحبور.
مآثر الزعيم
سليل الزعامة تتأصل جذواها وجذورها منذ القِدم، وتشرإب في أعناقها لتطاول النجوم والمجرات …تفي سرمديات الآفاق المترامية في الكون الفسيح المليح،وهذا من صنع الله سبحانه وتعالى أن أظلنا وأمدنا بقائد عروبي عظيم، يزن الأمور بحكمة وروية وتودد يضع نصب عينيه الولاء للوطن وللشعب الذي احبه واختاره بفخر وتِحنان، وها هو ظِلٌ قائدنا فيء من سلاسل وظلال، أشجار وايكٌ وواحات غناء خضراء فيحاء ونعماء…يعتريها أجواء عطرة نقية طيبة يبوح عبيرها من أهل الوفاء الأوفياء هو شعب الإمارات الكريم العظيم. نعم أبو خالد كأسلافه يبنى ويعمر الأوطان في سماء العدل وقوة السلطان ،يستمد نظراته البعيدة العميقة من القادة الأفذاذ العظام- زايد وراشد وسائر الحكام الأوليين الذين نذروا أنفسهم وبذلوا أرواحهم وناوشوا سهر الليالي لرفع راية الاتحاد خفاقة رفرافة عالية.التي أوصلت دولتنا الحبيبة إلى مصاف الدول الكبرى في عطاءاتها ،إذ هي حقا الأولى في كافة الإنجازات الحضارية على اختلافها وتنوعها. وهذا ما يشهده العالم أجمع ويباهي بها الدٌول.
علىَ الوطَنْ مَدْ ظلِّه وزادْ تعميرهْ بالعدالهْ يدومْ الملكْ والسلطانْ
عينهْ علَى الاوليِّه في مصاديرهْ مايرضا إلا بالأوَّلْ في علوْ الشَّانْ
قائدنا طيَّار
اللفتة المحببة في الشعر عامة،الا يترك صغيرة ولا كبيرة الاّ والالتفات والغوص في بحورها..ممزوجة في صدق التعبير واعجاب ليس له نظير ، وهذا من صدق العاطفة الجياشة وتوارد المناجاة في أرقى مناهلها…نعم، عرفنا رئيسنا الشيخ محمد بن زايد حفظه الله ،قائدا طيارا منذ أعوام عديدة، ويعتبر من الطيارين الأفذاذ الكبار نظرا لتمرسه وقيادته الطائرات الحربية على أعلى المستويات،وتلك سمة يعتز بها قائدنا ,ويفخر به شعبه وصنيعه على الدوام، اذ ان الصورة (البانورامية) الجلية يتضح فحواها وفلكها في ديباجة تتسع دائرتها وفلكها مع اتساع الكون والفضاء ، إنها النفوس الكبيرة العزيزة الشماء
وكأن الشاعر يجانس الشطر الاولي في شعر ابى الطيب المتنبي قوله:
واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
اما في الشطر التالي كأن أبي راشد يثبت ان النفوس الابية العظيمة تتشوف دائما الى معالي الأمور وأشرفها واشراقتها في فضاءات الكون قاطبة وفي الفضاءات الرحبة ،اللامتناهية.- وهذا ديدنة وخٌلق رئيس الدولة الشيخ الطيار محمد بن زايد الذي يرى السماء صغيرة ،يعلوا في سربه مجدا وثباتا يحمى حمى الديار والوطن يطوقه في جناحية الحانية الدافئة مساحات شاسعة بارعة فارعة ، انها دولة الإمارات العربية الحرة الأبية.,ولعل الخٌصلة الذي تميز شخصية الرئيس القائد ان الحرب والسلم من اختصاصه سواء في الإقدام والإحجام بناء على مصلحة الوطن الغالي ،لا يٌلتفت الى الوراء والخلفيات الفارغة ابدا..وان عزم قائدنا لا يفتر أبدا..مهما أصاب الجسد تعب أو نصب….ولنشنف الأسماع مرارا وتكرارا بتلك الملاحم البطولية التي يشهدها التاريخ وتستثمرها لاحقا عبقريات الوغى والنزال.
ومنْ كانْ طيَّار فيشوفْ السِّما صغيرهْ حرٍ تعلاَّ ونشَرْ عا دولتِهْ الجنحانْ
في الحَربْ والسِّلم تجديمِهْ وتأخيرهْ لمصلحَةْ دولتِهْ ماهمِّه شو ماكانْ
حب الزعيم وقوة الاتحاد
ويختتم الشيخ محمد بن راشد – أبيات القصيد في بث أسمى آيات الحب والولاء والعرفان لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد…بلى.. هو الزعيمْ المفدَّى على الدوام ،الذي يسهر على رفعة شعبه ويلبي مطالب أمته في فرح ورضى واعتزاز سائلين رب العزة جل وعلا أن يحفظه لشعبه وامته مستبشراً فرحاً مباركاً في عيد الاتحاد الواحد والخمسين لقيام دولتنا الحبيبة التي تظل بمشيئة الله قوية متحدة متعاضدة ضاربة في جذور الأرض سبع أوتاد عظيمة – إنها الإمارات السبع التي اتحدت في صرح دولة عظيمة تزدان وتنمو ازدهاراً ونمواً على تعاقب الأيام والأعوام.، ولنردد صدى تلك الأبيات البليغة العفوية الوجدانية التي تعتمل الشفافية في نقاء وصفاء منقطع النظير.
زعيمنا لي نحبِّه ومالنا غيرهْ عاشْ الزعيمْ المفدَّى بانيْ الأوطانْ
حزمهْ وعَزمه وتدبيره وتقديره بنت وطن فيه شعب راضي وفرحان
الله يديمه وتحيا الناس من خيره والله يثبت بحكمه للوطن الأركان
ومبروك عيدك بلادي دمتي إمنيره ودام إتحادك ومجدك ماجرت الأزمات.