• دول الخليج العربي تتمتع بالإمكانات اللازمة لقيادة الجهود العالمية نحو اعتماد الهيدروجين الأخضر
أبوظبي-الوحدة:
أعلنت القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024، الملتقى السنوي الأبرز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الطاقة المستقبلية والاستدامة بدورته السادسة عشر، عن استضافة نخبة من خبراء القطاع العالميين لبحث الدور المهم للهيدروجين الأخضر الذي يتم إنتاجه اعتماداً على مصادر متجددة في تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة في دول الخليج العربي.
وتنطلق القمة، التي تُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 16 و18 أبريل المقبل، في أعقاب الازدهار الذي شهده قطاع الهيدروجين الأخضر ودخول عدد كبير من المشاريع التي تم الإعلان عنها خلال السنوات الأخيرة حيز التنفيذ، بدعم من الجهود المكثفة للشركات وصناع السياسات نحو اعتماد الهيدروجين الأخضر.
وأشار مجلس الهيدروجين، الذي يضم أبرز الرؤساء التنفيذيين في القطاع، إلى أن الإعلان عن أكثر من 1,400 مشروع حول العالم ساهم في التخفيف من وطأة التحديات التي يواجهها قطاع الهيدروجين الأخضر جرّاء التضخم وارتفاع التكاليف.
وتم الإعلان عن 80 مشروعاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوحدها، حيث أطلقت دولة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، وتعهدت شركة مصدر بإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2030، فيما تعتزم شركة نيوم للهيدروجين الأخضر في المملكة العربية السعودية إنتاج نحو 1.2 مليون طن سنوياً بحلول عام 2026.
ومع استمرار الأعمال الإنشائية في مشروع نيوم الضخم وانطلاق غيره من المشاريع المدروسة، تزداد مستويات الثقة لدى خبراء القطاع حول آفاق التحول نحو الهيدروجين الأخضر في المنطقة.
ويلعب التمويل دوراً محورياً ومستمراً في اختيار المشاريع الأمثل للتنفيذ، كما تعمل دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا وأوروبا، التي من المحتمل أن تحصل على احتياجاتها من الهيدروجين الأخضر من هذه المنطقة، على تطوير أطر السياسات الداعمة لهذا التحول.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال كورنيليوس ماتيس، الرئيس التنفيذي لدي آي آي ديزرت إينرجي، المؤسسة الفكرية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها: “تحولت احتمالية وجود طلب على الهيدروجين الأخضر في المستقبل إلى مسألة حتمية ومحسومة، ويجب حالياً دراسة حجم هذا الطلب والنسبة التي سيغطيها من احتياجات الطاقة الأساسية بحلول عام 2050، والدور الذي ستلعبه دول الخليج العربي في هذه السوق الجديدة التي سيتجاوز حجمها سوق النفط الحالية”.
وتوفر القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024 المنصة الأمثل لقادة القطاع من أجل البحث عن إجابات لهذه الجوانب المهمة.
ومن جهتها، قالت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط: “يشكل الهيدروجين أحد مواضيع النقاش الرئيسية خلال الدورة الحالية من القمة بسبب انعكاساته الكبيرة على مجموعة واسعة من القطاعات، وانسجامه كذلك مع مهمتنا لعام 2024 والمتمثلة في ريادة قطاع الطاقة”.
ويشارك أبهاي بهارجافا، شريك مشارك ونائب الرئيس الأول لممارسات الطاقة والبيئة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا لدى فروست آند سوليفان، في جلسة حوارية لمناقشة سبل بناء مشاريع الهيدروجين القابلة للتوسيع ضمن فعاليات مؤتمر الطاقة الشمسية والنظيفة.
وبدوره، قال بهارجافا: “ستحقق دولة الإمارات فوائد كبيرة إذا بادرت بقيادة الجهود نحو اعتماد الهيدروجين الأخضر، فبالإضافة إلى المكاسب التي ستحققها من عائدات التصدير، يمكنها ربط قطاع الهيدروجين بمنظومتي التكنولوجيا والخدمات المالية لديها وبناء سوق للأصول والمشتقات المالية المرتبطة بالهيدروجين. كما يُعد التعاون مع الجهات الفاعلة مفتاحاً للنجاح، من خلال الاستعداد سويةً للمستقبل وتوفير بيئة مواتية للمستثمرين”.
ويستكشف مؤتمر الطاقة الشمسية والنظيفة، بمشاركة بهارجافا وغيره من الخبراء، الملامح الحالية والمستقبلية لمشاريع الهيدروجين الأخضر، إلى جانب استشراف ملامح هذا القطاع المتنامي في المرحلة المقبلة، لا سيما مع مضي المملكة العربية السعودية رسمياً في تنفيذ أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم.
ويناقش المشاركون الدور المهم للمؤسسات وصناع السياسات في تعزيز مستويات الثقة لدى المستثمرين وتشجيعهم على إطلاق مشاريع جديدة، بالإضافة إلى تحديد دور كلٍ من السوق المحلية والصادرات في نمو القطاع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
ومن المتوقع أن تستقطب القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024 حوالي 400 جهة عارضة وما يزيد عن 30 ألف زائر، إلى جانب استضافة أكثر من 260 متحدث في مؤتمرات وجلسات حوارية تركز على مواضيع الطاقة الشمسية والنفايات البيئية والمياه والطاقة النظيفة والمدن الذكية والمناخ والبيئة.