الأمم المتحدة: السودان يشهد إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة

جنيف -وكالات:
حذرت الأمم المتحدة، من أن السودان يواجه “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة”، وفق ما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وقالت المسؤولة الأممية، إيديم وسورنو أمام مجلس الأمن، نيابة عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: “من كل النواحي وحجم الحاجات الإنسانية وعدد النازحين والمهددين بالجوع، يشهد السودان إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة”.
ونددت بـ”تقاعس” المجتمع الدولي قائلة “يحدث استهزاء إنساني في السودان، خلف ستار من الإهمال والتقاعس الدولي، وببساطة نحن نخذل الشعب السوداني”، في إشارة إلى “يأس” السكان، حيث يلوح شبح المجاعة بعد نحو عام من الحرب.
وأكدت المسؤولة الأممية أن سوء التغذية “يودي بحياة أطفال”، مشيرة إلى أن “شركائنا في المجال الإنساني يتوقعون وفاة حوالي 222 ألف طفل بسبب سوء التغذية خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة”.
كما لفتت إلى “خطر وفاة الأطفال الضعفاء بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، في حين أن أكثر من 70% من المرافق الصحية خارجة عن الخدمة”.
وأدى القتال منذ 15 أبريل عام 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين.
ومطلع الشهر الجاري، دعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق.
وأوضحت المسؤولة الأممية أنه “منذ ذلك الحين، يؤسفني أن أقول إنه لم يتم إحراز تقدم كبير على الأرض”.
وكان غريفيث قد حذر في وثيقة إلى مجلس الأمن الدولي، من أن خمسة ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر “انعدام أمن غذائي كارثيا” بسبب الحرب.
من جهته، قال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، الأربعاء: “إذا أردنا الحؤول دون أن يشهد السودان أسوأ أزمة غذائية في العالم، فإن تنسيق الجهود أمر ملح وضروري”، محذرا من “انزلاق السودانيين إلى مرحلة “المجاعة”.
و أبلغت وكالات الأمم المتحدة، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بتردي الاوضاع الإنسانية السودان إثر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع لنحو عام تقريبا.
وآتي الإخطار، في أعقاب تقديم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “المذكرة البيضاء” إلى أعضاء مجلس الأمن في 15 مارس الجاري، وفقًا لقرار صادر من المجلس في 2018 يطلب فيها من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير سريع عند “حدوث خطر المجاعة الناجمة عن النزاع وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع”.
وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إيديم ووسورنو، إنه “مع احتدام الصراع، فإن السودان في طريقة ليصبح أسوأ أزمة جوع في العالم، حيث يواجه أكثر ثلث سكانه انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
وتوقع أن يواجه الناس في بعض مناطق دارفور، خلال موسم الجفاف في مايو المقبل، كارثة. كما أن مستويات سوء التغذية ارتفعت بصورة مقلقة وهي تؤدي بالفعل بحياة الأطفال.
وأشار إيديم إلى تقارير عن مقابر جماعية وعمليات اغتصاب جماعي وهجمات عشوائية في مناطق مكتظة بالسكان، مشددًا على أن الأعمال العدائية أدت إلى أضرار جسيمة ونهب وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية الحيوية.
وذكر أن المزارعين اضطروا إلى ترك أراضيهم، وفروا لحماية أطفالهم وأسرهم، فضلا عن انتقال النزاع إلى ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023 والتي تنتج ما يقارب نصف إنتاج السودان من القمح.
ويتخوف أن تؤثر المداهمات المستمرة من قوات الدعم السريع على قرى ومدن ولاية الجزيرة، على أعمال حصاد القمح الذي يكون في مارس الجاري، بعد أن أدت سيطرتها إلى تدني المساحات المزروعة.

وقال إيديم إن النزاع الذي اندلع في 15 أبريل 2023، قاد إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسبة 83% مقارنة بفترة ما قبل الحرب.
وتابع: “بكل المقاييس، وبالنظر إلى الحجم الهائل للاحتياجات الإنسانية وأعداد النازحين الذين يواجهون الجوع، فإن السودان يُعد واحدًا من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة”.

وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير عملياته، كارل سكاو، إن “هناك خطراً حقيقياً ومتزايد من أن يؤدي العنف في السودان إلى خلق أكبر أزمة جوع”.

وأشار إلى أن البرنامج يعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة، رغم أن العوائق الشديدة والتي من بينها عدم إمكانية الوصول ونقص الموارد.