الأردن ..تطوّر الخدمات الصحية جعل المملكة مقصداً إقليميا للعلاج والاستشفاء

النشرة الصحية لوكالة الأنباء الأردنية ضمن ملف النشرة الصحية لوكالات الأنباء العربية (فانا)

 تشهد المملكة الأردنية الهاشمية، تطويرًا في البنية التحتية الصحية وإدخال التكنولوجيا الحديثة في المستشفيات الحكومية والعسكرية والجامعية والخاصة، وذلك نتيجة الاهتمام الملكي بالقطاع الطبي وتطويره، ما أسهم في اعتماد الأردن مركزا ومقصدا إقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية في منطقة الشرق الأوسط من قبل منظمة السياحة العالمية عام 2023.
وتركز الاهتمامات الرسمية الأردنية على تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، عبر إيلاء اهتمام خاص للمناطق النائية، حيث شهدت المملكة خلال الأعوام الماضية إنجازات تطورت فيها نوعية الخدمات العلاجية التي تقدم للمواطنين وضيوف المملكة الذين يزورونها بقصد العلاج والاستشفاء.
وأصبح الأردن مقصدا رئيسيا للعلاج والاستشفاء، وهو يتبوأ المرتبة الأولى على مستوى الاقليم ويأتي ضمن أفضل 10 دول في العالم في هذا المجال، مستفيدا من مجموعة من نقاط القوة في مقدمتها توفر الكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً في الطب والتمريض والصيدلة والهندسة الطبية، وبناء عدد كبير من المستشفيات الخاصة بأفضل المواصفات العالمية والأجهزة والتكنولوجيا.
ويتميز الأردن بانخفاض التكلفة العلاجية مقارنة بالعديد من دول العالم، وتميزه بجودة الخدمات المقدمة، ووجود أنظمة تأمين صحي وفق أفضل المعايير المهنية، ووسائل رقابة صارمة للحفاظ على مستوى الرعاية الطبية التي يتلقاها المراجعون والمرضى، كما يحظى بموقع جغرافي مميز، وطبيعة ساحرة، فضلا عن سهولة إجراءات الدخول الى المملكة ومنح التأشيرات، والأمن والاستقرار، وتطور التشريعات الخاصة بالقطاع الصحي، والحرص الرسمي على تقديم المزيد من الحوافز عبر تسهيل إجراءات السفر ومتطلبات التأشيرة.
وكشفت جمعية المستشفيات الخاصة لوكالة الأنباء الأردنية، أن عدد زائري المملكة بقصد العلاج عام 2023 وصل إلى 203 آلاف، كما استقبلت المملكة ما يقرب من مليون مريض من 71 دولة خلال الأعوام الخمسة التي سبقتها، مع استثناء عام 2020، وهو عام جائحة كورونا.
وتوجد في الأردن 121 مستشفى تقدم خدماتها للمرضى الأردنيين وغير الأردنيين، من بينها ها 71 مستشفى خاصا، فيما يبلغ عدد المستشفيات الحكومية 33 والعسكرية 15 إلى جانب مستشفيين جامعيين، توفر هذه المستشفيات، التي تضم حوالي 16 ألف سرير، مختلف الاختصاصات الطبية التي تجذب السائح العربي والدولي.

وتؤكد وزارة الصحة أن الرعاية الصحية والسياحة العلاجية من أولويات النمو ‏الاقتصادي التي نصت عليها رؤية التحديث الاقتصادي، إذ تتوفر لدى الأردن العديد من الفرص الواعدة في قطاع السياحة العلاجية، كما تعمل الحكومة على استغلال الإمكانات والقدرات والمميزات التي تتوفر في هذا القطاع من وجهات علاجية متعددة كالمستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.

وأظهرت الوزارة في تقاريرها أن الخدمات الصحية تتوسع سنويا، وتشمل جميع المناطق، من أجل تحقيق العدالة وتسهيل وصول المواطنين للخدمات الصحية؛ وأن عدد الأسرّة في المستشفيات الحكومية ارتفع إلى 5884 سريرا في العام 2023.
وبهدف تحسين جودة الخدمات الصحية، قامت الوزارة بتنفيذ برامج متخصصة لتطوير الجودة وتحسين الأداء العام، إذ بلغ عدد المستشفيات التي حصلت على الاعتماد العام من مجلس اعتماد المؤسسات الصحية، 18 مستشفى حكومياً تتبع وزارة الصحة و100 مركز صحي و18 وحدة لتصوير الثدي.

وبلغ عدد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة 671 مركزا، بينما ارتفع عدد المراكز الصحية الشاملة إلى 126 مركزا، ووصل عدد مراكز صحة الأم والطفل إلى 513.

وتوفر وزارة الصحة في الأردن خدمات الإقلاع عن التدخين بشكل مجاني ولجميع الجنسيات، من خلال 28 عيادة للإقلاع عن التدخين موزعة في جميع محافظات المملكة.

وفي مجال إدخال التكنولوجيا في القطاع الصحي، عملت الوزارة على حوسبة 24 مستشفى و166 مركزا صحيا تتبع لها، كما بلغ عدد مستشفيات الوزارة الحاصلة على الاعتماد 18 مستشفى إضافة إلى 100 مركز صحي، وتم توفير خدمة توصيل الأدوية إلى المنازل في 23 مستشفى و94 مركزاً صحياً.
وطورت الوزارة البرنامج الوطني للمطاعيم من خلال إضافة مطاعيم جديدة، مثل: مطعوم الكبد الوبائي أ، ومطعوم الروتا فيروس، والجرعة الأولى والثانية من مطعوم “الثلاثي الفيروسي”، كما تمت إضافة مطعوم المستدمية النزلية، حتى بلغ عدد المطاعيم التي يشملها برنامج التطعيم الوطني 12 مطعوما لتعزيز حماية ومناعة الأطفال ضد الأمراض السارية والمعدية.

واستحدثت الوزارة مجموعة من البرامج الوطنية في مجالات الصحة الأولية، منها البرنامج الوطني للمسح الطبي لحديثي الولادة، والبرنامج الإلزامي لفحص ما قبل الزواج للكشف عن مرض التلاسيميا، وبرنامج حزمة الوقاية من الأمراض القلبية والوعائية، وبرنامج تدعيم الطحين بمادة البريمكس (خليط الفيتامينات والمعادن)، وبرنامج فيتامين (أ) للأطفال تحت سن خمس سنوات، كما تمت إضافة برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي (وتم إنشاء 32 وحدة ماموغرام تتبع وزارة الصحة، بالإضافة إلى مأسسة عدة برامج جديدة مثل برنامج تزويد وسائل تنظيم الأسرة الأردني، وبرنامج المراكز الصديقة للمرأة، وبرنامج الكشف المبكر عن التأخر النمائي للأطفال، وبرنامج الرعاية المتكاملة لصحة حديثي الولادة والأطفال.

وفي مجال بناء القدرات البشرية، حقّقت الوزارة قفزة كبيرة في تأهيل القدرات البشرية في القطاعات الطبية والصحية؛ إذ ارتفع عدد الأطباء العامين في الوزارة إلى 1736 طبيبا عاما سنة 2022، فيما ارتفع عدد الأطباء المقيمين إلى 3142 طبيبا مقيما سنة 2023، وارتفع عدد أطباء الاختصاص في الوزارة ليصل إلى 1656 طبيبا أخصائيا.
وتم اعتماد عدد من البرامج في تخصصات فرعية جديدة من خلال المجلس الطبي (القلب/ مستشفى الأمير حمزة، الغدد الصماء والسكري/ البشير ومستشفى الأمير حمزة، العناية الحثيثة/ البشير، جراحة الصدر/ البشير، باطني أعصاب/ الأميرة بسمة، جراحة الترميم والتجميل/ البشير، أمراض الجهاز الهضمي والكبد/ البشير).

وأبرمت الوزارة اتفاقيات وشراكات مع 4 جامعات لرفع قدرات الكوادر الطبية، والتوسع في ابتعاث الأطباء للتخصصات الأساسية، وزيادة عدد الأطباء المقبولين في برامج الإقامة بنسبة وصلت حوالي 22%، وتم إنشاء مركز تدريب الإنعاش القلبي الرئوي واعتماده من قبل جمعية القلب الأميركية وتدريب أكثر من 16 ألفا من الكوادر الصحية.

ومنذ عقود، نفذت الوزارة سلسلة من الخطط الإستراتيجية الخاصة بأدائها، كانت آخرها الخطة الإستراتيجية لوزارة الصحة (2023-2025) التي ركزت على تداعيات ما بعد جائحة كورونا، وتحسين جودة الخدمات في مرافق الوزارة، وتفعيل نموذج الصحة العامة والطب الوقائي وصحة الأسرة، وتطوير الموارد البشرية، والشمول، وتطوير نظم المعلومات الصحية.

وحول مجال توثيق الأمراض، تم استحداث سلسلة من السجلات الوطنية التي توفر البيانات والمعلومات، وهي: الوطني للسرطان، والوطني للإعاقات السمعية، والوطني للعيوب الخلقية، ومرضى التليف الكيسي، والوطني لمرضى الفشل الكلوي.

المصدر وكالة انباء الامارات