مؤسسة دبي للمرأة تستضيف أول وزيرة في دولة الإمارات في”حوارات دبي للمرأة”

منال بنت محمد: حريصون على توفير منصات ملهمة للتواصل مع القيادات النسائية البارزة والاستفادة من قصص نجاحهن

الشيخة منال بنت محمد: الشيخة لبنى القاسمي نموذج ريادي للمرأة الإماراتية والعربية

• تطوير القيادات النسائية وتعزيز جودة حياة المرأة محوران رئيسيان في استراتيجية عمل المؤسسة

• مبادرة حوارات دبي للمرأة تركز على تعزيز حس القيادة والابتكار من خلال التواصل المباشر مع نماذج نسائية مشرفة

الشيخة لبنى القاسمي: صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قائد استثنائي وهو معلمي الأول في مسيرتي المهنية والقيادية

• فخورون بالقيادة الملهمة لسمو الشيخة منال بنت محمد لملف التوازن بين الجنسين..

• وصولنا للمركز السابع عالمياً إنجاز غير عادي لدولة الإمارات

• دور الأم هو أعظم دور قيادي في حياة المرأة

• فترة عملي بموانئ دبي العالمية من التجارب القيادية المميزة في حياتي المهنية

• الشغف بالتخصص والمصداقية والالتزام والإحساس بفريق العمل.. ركائز هامة للإبداع المهني والقيادة الناجحة

دبي-الوحدة:
استضافت مؤسسة دبي للمرأة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي في “الحوار الرمضاني” الذي تم تنظيمه ضمن مبادرة “حوارات دبي للمرأة”، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة بهدف تعزيز الوعي بالأدوار المؤثرة للمرأة الإماراتية في مختلف القطاعات والاستفادة من خبراتها وتجاربها الناجحة.
وبهذه المناسبة، قالت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم إن “حوارات دبي للمرأة” تأتي في إطار حرص المؤسسة على إطلاق مبادرات تحقق أهداف خطتها الاستراتيجية، وخاصة محوري تطوير القيادات النسائية، وتعزيز جودة حياة المرأة في المجتمع من خلال مشاركة الخبرات في مختلف المجالات، بما يسهم في الارتقاء بقدراتها وتوفير سبل الدعم والمساندة لها عبر منصات ملهمة للتواصل المباشر مع القيادات النسائية البارزة والاستفادة من قصص نجاحهن.

نموذج ريادي

وأكدت سموها “أن معالي الشيخة لبنى القاسمي نُموذج ريادي ملهم للمرأة الإماراتية والعربية التي استطاعت بتفوقها العلمي وعطائها المهني والوطني تحقيق نجاحات ملهمة ومتميزة في العديد من المجالات، فضلاً عن دورها في حكومة دولة الإمارات، من خلال توليها 4 مناصب وزارية عن جدارة واستحقاق، وستظل إحدى الرائدات اللاتي مهدن الطريق لأخريات حملن راية النجاحات الممتدة والمتواصلة للمرأة الإماراتية”، وأضافت سموها: “معالي الشيخة لبنى القاسمي واحدة من الشخصيات الوطنية والاقتصادية البارزة على مستوى دولة الإمارات والمنطقة والعالم، ولها بصمة مؤثرة في الاقتصاد الوطني والتجارة الخارجية والتنمية والتعاون الدولي، بالإضافة إلى ملف التسامح والتعايش، وأدعو كل الإماراتيات الطموحات إلى الاستفادة من تجربتها الملهمة”، لافتةً سموها إلى أن الاستفادة الصحيحة من التجارب النوعية تختصر الكثير من الخطوات على طريق النجاح والتميز.

محطات هامة

عُقد “الحوار الرمضاني” في مقر مؤسسة دبي للمرأة، بحضور سعادة مريم ماجد بن ثنية النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، وموزة سعيد المري عضو مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة ، ونعيمة أهلي المدير التنفيذي للمؤسسة بالإنابة، وسلطانة سيف مدير إدارة تطوير المرأة، وعدد من القياديات بالدوائر الحكومية والقطاع الخاص، وأدارته الإعلامية صفية الشحي.
وتحدثت معالي الشيخة لبنى القاسمي خلال الحوار الرمضاني عن أهم المحطات في حياتها المهنية منذ تخرجها في جامعة تشيكو بولاية كاليفورنيا (CSUChico) بالولايات المتحدة الأمريكية وعملها بالقطاعين الخاص وشبه الحكومي مروراً بتوليها 4 مناصب وزارية في حكومة دولة الإمارات، والقيم الأساسية التي استمرت كمعايير حاكمة لها طوال هذه المسيرة.

شخصية ملهمة وقيادية ناجحة

في بداية الجلسة توجهت معالي الشيخة لبنى القاسمي بالشكر لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم لدعوتها للتحدث في “الحوار الرمضاني”، مؤكدةً أن سموها شخصية ملهمة في دعم المرأة، وقالت: “نحن في دولة الامارات سعيدون وفخورون بوصولنا إلى المركز السابع عالمياً في مجال التوازن بين الجنسين، وهذا إنجاز غير عادي لدولة الإمارات، ونتاج جهود كبيرة وقيادة ناجحة لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم لهذا الملف الحيوي وبفضل خطط العمل والبرامج الاستراتيجية التي وضعتها سموها لتحقيق رؤية وأهداف قيادتنا الرشيدة التي منحت دعم المرأة كل الاهتمام ضمن الأولويات الوطنية للدولة”.
وعن أول تجربة قيادية في حياتها، قالت إن القيادة دائماً ما تكون على كافة المستويات من أعلى المناصب إلى أقلها في مختلف المجالات، مشيرةً إلى أنها عملت في عدة مؤسسات قبل اختيارها وزيرة للاقتصاد والتخطيط في عام 2004، حيث بدأت عملها كمهندسة تكنولوجيا معلومات بإحدى شركات القطاع الخاص براتب 5 آلاف درهم، ثم عملت في جامعة الإمارات، وفي عام 1993 انتقلت للعمل في سلطة موانئ دبي، وقالت: “عملت مع فريق عمل متميز على استراتيجية لرفع مستوى الأداء بموانئ دبي لمكانة عالمية من حيث سرعة تناول الحاويات بالاعتماد على التقنية، حيث كانت هذه أول تجربة قيادية غير عادية بالنسبة لي، وفخورة بأنني كنت أول امرأة تتولى فيها منصب مدير للتقنية، وأعتبر أن هذه التجربة التي استمرت 7 سنوات، بقيادة سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، من التجارب القيادية المميزة في حياتي وأعتز بها كثيراً”، معتبرةً “أن موانئ دبي جامعة حيوية للتعلم، كما كانت التقنيات التي تم تطبيقها في ذلك الوقت جزءاً من نجاح الشركة التي أصبحت فيما بعد تمتلك وتدير شبكة واسعة من الموانئ ومحطات الحاويات في قارات العالم الست”.

حب التخصص ودعم الأسرة

وعادت معالي الشيخة لبنى القاسمي إلى مرحلة الدراسة الجامعية بالولايات المتحدة، حيث درست تقنية المعلومات عن حب وشغف بعد تخرجها في الثانوية العامة بتفوق في دولة الإمارات، مشيرةً إلى أن التكنولوجيا في ذلك الوقت لم تكن على النحو الحالي من الإقبال الكبير، خاصةً من قبل الفتيات، مؤكدةً أن دعم وتشجيع أسرتها لاختيارها هذا التخصص الدراسي كان له دور كبير في تفوقها به والاستفادة منه كثيراً في حياتها العملية، وشددت على أهمية حب التخصص والانضباط والالتزام كركائز هامة للنجاح والإبداع، مؤكدةً في ذات الوقت أن النجاح وتحقيق إنجازات مفيدة في العمل أهم بكثير من البحث عن الشهرة.

قائد استثنائي

وانتقل الحوار إلى عملها كاول امرأة في الامارات تتولى منصباً وزارياً في عام 2004، فقالت إن هذا الأمر كان لحظة فارقة في حياتها، ولكنها قبل ذلك عملت لمدة 12 سنة في موانئ دبي وتجاري دوت كوم تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وأكدت: “صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو معلمي الأول في مسيرتي المهنية والقيادية.. سموه قائد استثنائي تخرج في مدرسته عدد هائل من القياديين، كل منهم يعمل معه قياديين عديدين من النساء والرجال، وهذا هو القائد الحقيقي الذي يحرص على بناء قيادات عديدة.. كما أنني أعتبر نفسي محظوظة بأنني عملت في حكومة الدولة ومجلس الوزراء لمدة 13 سنة تحت قيادة سموه، حيث تعلمت منه الكثير والكثير”.
وأشارت إلى أنها كانت أول امرأة تفوز بجائزة الموظف الحكومي المتميز عام 1999، ثم تم تأسيس تجاري دوت كوم عام 2000، كأول شركة تعمل في مجال التجارة الإلكترونية باللغة العربية، حيث تولت منصب الرئيس التنفيذي، وقالت: “كان هذا القرار نقلة نوعية أخرى في حياتي المهنية، حيث منحنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية كبيرة مع بدايات الحكومة الإلكترونية في دبي.. لقد تعلمنا من سموه أن يكون تفكيرنا استباقي وهذا ما ساعدنا في تحقيق ريادة دبي إقليمياً في مجال الحكومة الإلكترونية، فرغم أن مستشارين وخبراء عالميين رأوها فكرة مستحيلة النجاح وأن مصير الشركة هو الفشل، إلا أن الإيمان بالفكرة والإصرار على تنفيذها والتعلم في مدرسة اللامستحيل لصاحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان وراء نجاح الشركة وارتفاع قيمتها من 5 ملايين دولار عند التأسيس إلى 70 مليون دولار خلال 3 سنوات فقط.. وراء قصة النجاح هذه فكر ملهم ورؤية استباقية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإيمانه بالأفكار الابداعية ومنحه الثقة لفرق العمل”.
وأكدت أنه إلى جانب الشخصية الكاريزمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإنه يتسم كذلك بالرحمة والإنسانية والقلب الكبير، ومكافأة وتقدير الشخص الناجح المنجز.

لحظة فارقة / أول وزيرة في دولة الإمارات

وأضافت أن اختيارها في عام 2004 كأول امرأة إماراتية في منصب وزاري كان لحظة فارقة في حياتها، فبعد أن كانت تقود فريق عمل من 19 موظفاً بتجاري دوت كوم، وقبل ذلك قيادتها لـ 90 موظفاً في إدارة تقنية المعلومات بموانئ دبي، أصبحت قائدة لنحو 300 موظف تم دمجهم بين وزارتي التخطيط والاقتصاد في وزارة واحدة وقالت: “في البداية انتابني شعور بالقلق والخوف من هذه المسؤولية الكبيرة، لكن هذا الشعور سرعان ما زال حينما تذكرت أن القيادة الرشيدة هي التي اختارتني لهذا المنصب وأن القيادة في الإمارات دائماً سند وظهر للقادة وتأخذ بيدهم للنجاح، وكان هذا التحول في التفكير والشعور بالخوف من المنصب الوزاري إلى الثقة بالذات النابعة من ثقة القيادة في الكوادر الوطنية لحظة فارقة بالنسبة لي.
وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي أن ثقة القيادة الرشيدة في قدرات المرأة الإماراتية والقيادات النسائية ومنحهن المسؤولية وراء نجاحهن، مضيفةً: “من حظنا في الإمارات أن القيادة التي تضع ثقتها في شخص وتوليه مسؤولية معينة تظل سنداً له ولا تتركه للفشل، وهذا مقوم رئيسي للنجاح في المناصب القيادية، ولهذا وصلت الإمارات لمكانة عالمية متقدمة عن كثير من دول الغرب نفسها في مجالات عديدة منها التكنولوجيا والفضاء”.
وأضافت “مع كل ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من نجاح وتفوق إلا أنها تظل متمسكة بتقاليدها وأخلاقها الإماراتية التي نعتز ونفخر بها، لأن مؤسسي الدولة كانوا قادة بالفطرة ويحبون الخير لشعبهم ولكل شعوب العالم. إن ما وصلنا إليه حالياً من مكانة عالمية مرموقة هو نتيجة لعزيمة الآباء المؤسسين لدولة الإمارات، وما أرسوه لدينا من قيم ومبادئ”.

فلسفة القيادة

وتطرق الحوار مع معالي الشيخة لبنى إلى فلسفة القيادة من وجهة نظرها، فقالت” في كل مجال عملت به سواء في موانئ دبي أو تجاري دوت كوم أو بحكومة الإمارات، هناك مبدأ هام ظل حاكماً وملازماً لي هو البعد الإنساني والإحساس بفريق العمل والاعتراف بدوره وجهوده في تحقيق النجاح، فهو ليس نتاج جهد فردي للقائد بل قبله لفريق العمل”، مؤكدةً “أن الإنسانية والمصداقية والإحساس بفريق العمل وأحوالهم الاجتماعية أمر مهم في القيادة الناجحة”.
وأضافت: “لم يعد هناك مجال عمل حكر على الرجال، وأعتبر أن جيلي كان جسراً لفتيات أخريات واصلن المسيرة من بعدنا في مختلف المجالات.. حالياً توجد آفاق واسعة أمام الفتيات أكثر مما كان لجيلنا وعليهن استثمار هذه الفرص بالاستفادة من تجارب الأجيال السابقة.. المجال مفتوح للطموحات، وأنا سعيدة بأنهن يتمتعن بطاقة إيجابية وإقبال على النجاح والإلهام والفكر الابتكاري”.
وعن التحديات والفرص أمام المرأة في الوقت الراهن، قالت إن وجود التحديات في بيئة العمل أمر طبيعي وعلى الإنسان أن يتعامل معها بإيجابية وإصرار على النجاح، مضيفةً أنها عملت في نحو 10 وظائف وبالتأكيد لم يكن الطريق فيها مفروش بالورود، وتعاملت مع كل وظيفة على أنها مرحلة تمهيدية للوظيفة اللاحقة وقالت: “على الإنسان أن يقيم نفسه وكفاءته في كل وظيفة ومدى إمكانية الاستمرار فيها أو التوقف والاتجاه لوظيفة أو مجال آخر وهذا شئ إيجابي”.
كما أكدت على أهمية التعلم وخوض التجارب والانفتاح على الثقافات الأخرى في حياة الإنسان مع حفاظه على شخصيته وتقاليده، وقالت: “هذا ما فعلته خلال فترة دراستي الجامعية بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة 4 سنوات.. حرصت خلالها على التعلم من الثقافات التي عايشتها جنباً إلى جنب مع التعليم الأكاديمي، وهذا أفادني كثيراً في حياتي المهنية والشخصية”.
واعتبرت معالي لبنى القاسمي أن دور المرأة كأم هو أعظم دور قيادي في حياة المرأة، فهي تبني وتعد أجيالاً وتغرس فيهم القيم والمبادئ.
وعن تعزيز حضور وفاعلية المرأة الإماراتية بالمناصب القيادية في القطاع الخاص مثلما تحقق في القطاع الحكومي، قالت إن تعزيز وجود المرأة في مجالس الإدارة أمر مهم وهو ما نخطو نحوه حالياً، مشيدةً في هذا الصدد بجهود مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين والتعاون القائم مع هيئة الأوراق المالية والسلع، وتوجهت بالنصيحة للقياديات المؤهلات بأن عليهن السعي للترشح لعضوية مجالس الإدارة بالتقدم لشغل هذه المواقع في الشركات التي لديها قواعد بيانات بهذا الصدد، معربةً عن ثقتها في نجاح المرأة وتأثيرها بهذه المناصب.