صحة وتغذية

إطلاق المبادرة العالمية “ضع نفسك مكانهم” لدعم مرضى داء الأمعاء الالتهابي في الإمارات

الدكتورة علياء حميد القاسمي: التركيز على المرضى يحتاج إلى قدر كبير من التعاطف معهم والشعور بهم

رئيسة جمعية الإمارات لداء الأمعاء الالتهابين الدكتورة مريم الخاطري تشارك في المبادرة وتدعو الجميع لمراعاة المرضى

دبي-الوحدة:
أطلقت شركة تاكيدا العالمية الرائدة في مجال الصناعات الدوائية الحيوية والقائمة على البحث والتطوير، مبادرتها العالمية “ضع نفسك مكانهم” في الإمارات، والتي تتضمن تجربة محاكاة كاملة لمدة 24 ساعة لفهم تأثير داء الأمعاء الالتهابي على حياة المرضى اليومية، ورفع الوعي المجتمعي حول العوارض الصعبة والتحديات التي يواجهها المصابون بهذا المرض.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم يعانون من داء الأمعاء الالتهابي[1]، حيث تتركز تقليديًا النسبة الأكبر من الحالات في العالم الغربي، إلا أن الدراسات التي أجريت على مدى العقدين الماضيين أظهرت ارتفاعًا متزايدًا في عدد الحالات في البلدان الصناعية الجديدة في الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الجنوبية[2]. وتشير التقديرات إلى أن 2 إلى 4% من سكان الإمارات مصابون بنوعي هذا المرض وهما الكرون والتهاب القولون التقرحي[3].

ويعتبر داء الأمعاء الالتهابي مرضًا مزمنًا فيصيب الجهاز الهضمي3 وينهك المريض جسديًا وعاطفيًا، وأحد أسبابه المحتملة وجود خلل في الجهاز المناعي، حيث يتعرف الأخير عن طريق الخطأ على طعام غير ضار أو بكتيريا داخل الأمعاء على أنها “غريبة” ويهاجمها، فيؤدي هذا الخطأ إلى اضطراب في الوظيفة الطبيعية للأمعاء ويسبب أعراضًا عديدة تتراوح بين آلام البطن والإسهال ونزيف المستقيم والتعب.

وتأتي في هذا الإطار، مبادرة “ضع نفسك مكانهم” لتوفر لأخصائي الرعاية الصحية المشاركين فهمًا أعمق لداء الأمعاء الالتهابي، وذلك من خلال الانخراط في تجربة محاكاة تدوم لمدة 24 ساعة. وقد جرت هذه التجربة لأول مرة في 7 سبتمبر 2023 في المقر الرئيسي لشركة تاكيدا بالولايات المتحدة، حيث استخدم المشاركون التطبيق ومجموعة أدوات داء الأمعاء الالتهابي، للتعرف على ما يمر به المرضى المصابون، واكتسبوا رؤى حول التحديات الجسدية والعاطفية للمرض. ومن خلال التفاعل مع الممثلين ولعب الأدوار، اكتسبوا منظورًا قيمًا حول كيفية تأثير المرض على حياة المرضى المهنية والشخصية. وعلى الرغم من أن تجربة المحاكاة لم تتكرر بشكل كامل، إلا أنها ساهمت في تعزيز التعاطف مع مرضى الأمعاء الالتهابي. وتتماشى هذه المبادرة مع التزام “تاكيدا” بالتركيز على المرضى أولًا وعلى مقدمي الرعاية والأطباء والأخصائيين والموظفين والمجتمعات الأوسع التي يعملون فيها.

وضمن إطار مشاركتها في تجربة المحاكاة التي أطلقت في الإمارات، علقت الشيخة الدكتورة علياء حميد القاسمي، أخصائية أمراض النساء والجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى القرهود الخاص، وخبيرة التنمية الاجتماعية والرعاية بهيئة تنمية المجتمع، قائلة: “أدركت من خلال هذه المشاركة، أن التحدي الأصعب والأكثر إزعاجاً الذي يواجهه مرضى الأمعاء الالتهابي هو حركات الأمعاء غير المتناسقة الناتجة عن المرض والتي تفرض عليهم دخول الحمام بشكل متكرر. ولكوني من بين المشاركين بهذه المحاكاة، شعرت بالعبء الكبير لدى الأشخاص الذين هم بحاجة دائمة إلى رعاية خاصة. وقد صدمت حين علمت أن الحل الوحيد لتخفيف الأعراض في بعض الحالات هو إجراء عملية جراحية لفغر القولون، وذلك من خلال إجراء فتحة دائمة أو مؤقتة في القولون عبر جدار البطن.

وتحدثت الدكتورة القاسمي أيضًا عن تأثير تجربة المحاكاة على نهجها المهني كطبيبة، مشيرة إلى أنها بمثابة تذكير بأن التركيز على المرضى يحتاج إلى قدر كبير من التعاطف معهم والشعور بهم حين يعبرون عن الألم أو الانزعاج، مؤكدة أن هذه المسألة أصبحت أكثر وضوحًا بعد مشاركتها في البرنامج. وأضافت: “آمل في المستقبل القريب رؤية مبادرات مماثلة تُعتمد على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد والمنطقة لضمان رفع الوعي بهذا المرض المنهك، على أن يشمل ذلك كليات الطب التي تفرض العمل التطوعي للطلاب كجزء من المنهج الدراسي، وبرامج التوعية المصممة لتعليم الأطفال في سن مبكرة عن مرض الأمعاء الالتهابي وعوارضه، فضلًا عن تشكيل مجموعات دعم لأولئك الذين يعانون من المرض وأحبائهم، وضمان البيئة المثالية التي توفر جودة حياة عالية للمرضى”.

بدورها، أكدت الدكتورة مريم الخاطري، رئيس جمعية الإمارات لداء الأمعاء الالتهابي، دعمها الكامل لهذه المبادرة الرائدة، مشيرة إلى أن تسليط الضوء على تحديات هذا المرض يتجاوز مسألة التوعية فحسب، ليشمل دعوة الجميع لمراعاة المرضى ومساعدتهم في مواجهة تأثيراته على حياتهم اليومية وعملهم. وشددت على التزامهم كأفراد وأطباء بتعزيز الدعم اللامحدود من أجل دمج المرضى في المجتمع، مؤكدة دعم جمعية الإمارات لداء الأمعاء الالتهابي لهذه المبادرة الحيوية، ولكافة المبادرات الساعية لتحسين نوعية الحياة وتعزيز إنتاجية الأفراد في مجتمعنا”.

من جانبه، أشار أحمد فايد، المدير الإقليمي للخليج العربي ولبنان لدى شركة تاكيدا، إلى التزام الشركة اللامحدود بتقديم أحدث العلاجات لأمراض الجهاز الهضمي والسعي نحو الابتكار في هذا المجال. وأكد أحمد فايد على أهمية مبادرة “ضع نفسك مكانهم” في تحسين حياة المرضى وأعرب عن فخره بالدعم المقدم من تاكيدا لكل من يظهر تعاطفًا حقيقيًا مع المرضى، سواء كانوا ضمن فريق الشركة أو في المجتمع الأوسع مشدداً في الوقت نفسه على التزام تاكيدا باتباع نهج يركز على المريض أولاً.

جدير بالذكر، أن مبادرة “ضع نفسك مكانهم” تم إطلاقها لأول مرة في الولايات المتحدة من خلال تجربة محاكاة مدتها 24 ساعة، تعرف خلالها العشرات من موظفي شركة تاكيدا على عوارض هذا المرض بأكثر الطرق فعالية، وذلك من خلال “التعايش مع عوارضه”. وبعد نجاح هذه التجربة في المقر الرئيسي بالولايات المتحدة، قررت شركة “تاكيدا” توسيع نطاق المبادرة عبر تنظيم المزيد من تجارب المحاكاة حول العالم، بهدف رفع الوعي والمعرفة حول تأثيرات مرض الأمعاء الالتهابي السلبية على حياة المرضى اليومية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى