ملايين النازحين السودانيين يدفعون ثمن الحرب الدائرة منذ عام

مفوضية اللاجئين بالسودان: الثمن الإنساني للحرب الأهلية في البلاد سيستمر لأعوام

نيروبي-وكالات:
قال منسق مفوضية اللاجئين الإقليمي المعني بالوضع في السودان، مامادو ديان بالدي، يوم الأحد، إن الآثار المترتبة على الحرب الأهلية الحالية على سكان السودان، ستستمر لأعوام.
وقال بالدي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عقب زيارة قام بها إلى السودان في شباط/فبراير الماضي: “ستظل التكلفة البشرية لهذا الصراع محسوسة لأعوام مقبلة”.
وأوضح مدير مكتب المفوضية الإقليمي لشرق أفريقيا والقرن الأفريقي والبحيرات الكبرى: “ما رأيته على أرض الواقع يُظهر حقًا أن هذه هي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية وأزمات الحماية الدولية في الذاكرة الحديثة. إن الاحتياجات هائلة – الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى والمشورة، بما يشمل دعم الناجين من العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي – والقائمة تطول”.
وتفيد تقارير بأن الوضع في منطقة دافور غربي البلاد، خطير للغاية. وطلب بالدي من القوى المتعارضة مراعاة أحكام القانون الدولي، ومنح عمال الإغاثة الإمكانية للوصول بدون عائق إلى دارفور والمناطق الأخرى.
ويقول السوداني محمد إسماعيل بعد فراره من الحرب في السودان إلى مصر إن طموحاته تقتصر على توفير الطعام لأطفاله الخمسة من راتب شهري ضئيل يبلغ حوالي 100 دولار يتقاضاه من العمل في مصنع للورق بالجيزة.
وحتى الآن لا يستطيع أحد أبناء إسماعيل وعمره 7 سنوات النوم إلا مع والده بسبب الصدمة الناجمة عن سماع الانفجارات قبل فرارهم من ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم في يناير كانون الثاني.
وتسببت الحرب المحتدمة منذ عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في نزوح أكثر من 8.5 مليون شخص من منازلهم مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم واضطرار عائلات للنزوح عدة مرات بينما يكافح الناس للهروب إلى الدول المجاورة التي تعاني من مشاكل اقتصادية وأمنية خاصة بها.
وأجبرت التحديات المالية بعض السودانيين على العودة للعاصمة التي عصفت بها الحرب.
وقال إسماعيل (42 عاما) “يعني الواحد فينا بيشوف بأنه الناحية الاقتصادية دي ما قاعدين نحسبها. بنحسب الناحية الأمنية. يعني أنا أولادي لسه عندي ابني صالح لغاية الآن ما بينام إلا معاي أنا، ليه، لأنه الدانات، الصوت بتاع الدوي والانفجارات بقى بيتخوف يعني بيتخلع بالليل، إلا ينام معاي”.
واندلعت حرب السودان في 15 أبريل نيسان 2023 بسبب خلاف على انتقال سياسي كان مقررا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
واجتاح القتال العاصمة وأطلق موجات من العنف العرقي في دارفور غرب البلاد ثم امتد إلى مناطق أخرى منها ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة أصبحت مركزا للمساعدات لجأ إليها كثيرون.
وحين دخلت قوات الدعم السريع مدينة ود مدني الرئيسية بالولاية في ديسمبر كانون الأول ونهبت واحتلت أحياء كما فعلت في العاصمة نزح كثيرون منها للمرة الثانية.