أعلنت هيئة البيئة بأبوظبي عن توسيع تنفيذ برنامج ترقيم كافة الأشجار المحلية في الموائل البرية والمحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع شركائها الإستراتيجيين.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز استدامة وحماية الموروث الطبيعي للأشجار المحلية في أبوظبي وتعزيز مكانة الإمارة الرائدة في مجال قيادة الجهود البيئية الرامية لحماية كافة مكونات التنوع البيولوجي في الإمارة.
وتستهدف الهيئة من خلال تنفيذ البرنامج ترقيم قرابة 100 ألف شجرة محلية مثل أشجار الغاف والسمر والسدر والتي تنمو بشكل طبيعي في الموائل البرية والمحميات وذلك بالتنسيق مع شركائها الإستراتيجيين لتطبيق المعايير الفنية التي طورتها الهيئة لتوحيد معايير نشاطات ترقيم الأشجار في مختلف مناطق الإمارة.
ويمتد البرنامج ليغطي الأشجار ضمن الحدائق في المدن والمناطق الحضرية وأحزمة الطرق من خلال برنامج ترقيم الأشجار المنفذ من قبل دائرة البلديات والنقل بالإضافة إلى ترقيم الأشجار المحلية الواقعة في مناطق المزارع والمواقع السياحية من خلال التعاون والتنسيق مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ودائرة الثقافة والسياحة.
كما يشمل البرنامج جمع بيانات إلكترونية حول الأشجار التي تم تطوير معاييرها للتتناسب مع متطلبات قواعد البيانات المعتمدة في مركز الإحصاء-أبوظبي.
وقالت سعادة د. شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي إن الهيئة طورت البرنامج بما يتوافق مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الذي أكد على أهمية ترسيخ الاستدامة وحماية النظم البيئية والطبيعية في الدولة والتي تمثلت بإعلان القيادة الرشيدة تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024 بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي، تأكيداً على التزام الدولة بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع”.
وأشارت سعادتها إلى أن هذا البرنامج يعتبر الأكثر شمولية على المستوى العالمي نظراً لأهداف الهيئة الساعية إلى ترقيم كافة الأشجار المحلية في المناطق البرية والمحميات الطبيعية ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، كما أن تضافر جهود الشركاء الإستراتيجيين في هذا البرنامج الرائد سيعزز من فرص نجاحه من خلال ضمان تحقيق الشمولية والتكامل المنشود لتطبيق معايير الترقيم في كافة مناطق تواجد الأشجار المحلية وضمن أطر التعاون القائمة مع الشركاء “.
وقال أحمد الهاشمي المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة: “ يعكس التوسع في البرنامج من قبل الهيئة التزامنا بالمضي قدمًا في حماية موروثنا الطبيعي من الأشجار المحلية والتي تعتبر كنزاً من الكنوز الطبيعية التي تزخر بها إمارة أبوظبي حيث تمكنت الهيئة من ترقيم أكثر من 17 ألف شجرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من تنفيذ البرنامج الذي بدأ خلال نوفمبر 2023”.
ولفت إلى أن الأشجار المحلية في إمارة أبوظبي تتعرض إلى مجموعة من التحديات فبالإضافة إلى التحديات الناجمة عن التغير المناخي والتي تؤثر بشكل حاد بتقليل معدلات هطول الأمطار في مناطق الإمارة، فإن الغطاء الشجري في الإمارة يواجه بعض الضغوطات الناجمة عن بعض التعديات غير القانونية مثل قطع الأشجار بهدف الإتجار غير القانوني للحطب، بالإضافة إلى الرعي العشوائي الذي يؤثر سلبياً على التجدد الطبيعي للأشجار المحلية”.
وأشار الهاشمي إلى أنه في هذا الإطار وضعت الهيئة بعض التحذيرات التوعوية للمجتمع لتعزيز وعيهم حول المخالفات المعتمدة في التشريعات الواردة بقرار مجلس إدارة هيئة البيئة-أبوظبي رقم (2) لسنة 2021 في شأن المخالفات والغرامات الإدارية بخصوص التعديات على الأشجار المحلية داخل المحميات الطبيعية وخارجها، حيث تم توضيح هذه الرسائل من خلال إضافتها على العلامات التعريفية باللغة العربية والإنجليزية والأوردو التي يتم تثبيتها على جذوع الأشجار الأمر الذي سيعزز من قدرة الهيئة في إنفاذ القوانين والتشريعات البيئية المعتمدة “.
كما نفذت الهيئة فعالية مجتمعية بمشاركة فئات متعددة من المجتمع حيث حظيت الفعالية بمشاركة فعالة من الأطفال وكبار المواطنين والمقيمين الذين شاركوا بوضع لوحات الترقيم على الأشجار المعمرة وجمع البيانات الميدانية عنها وعبروا عن دعمهم لبرامج حماية الموروث الطبيعي في إمارة أبوظبي.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات