أكد محمد عبدالقادر الرمحي، الرئيس التنفيذي لقطاع الهيدروجين الأخضر في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، أن الشركة تعمل جاهدة على زيادة استثماراتها في الهيدروجين الأخضر من خلال إنشاء وحدة خاصة لتطوير مشاريع متخصصة في هذا القطاع محليا وإقليميا وعالميا ، بما يعزز مكانتها الرائدة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة على مستوي العالم، ويوثق دور أبوظبي الريادي كأحد اللاعبين الرئيسين في قطاع الهيدروجين الأخضر.
وقال الرمحي، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل المنعقدة في العاصمة أبوظبي، أن هذه الفترة هي الأفضل للعمل الجاد من أجل تنفيذ هذه المشاريع في دولة الإمارات والتي نسغي من خلالها إلى تخصيص نصف الطاقة الإنتاجية المستهدفة حسب استراتيجينا المعلنة بحلول عام 2030 – 2033 والبالغة مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر وملحقاته.
وأوضح الرمحي أنه تم تخصيص نصف هذه الكمية ليتم تطويرها في إمارة أبوظبي بما يعادل 500 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بما يعزز الدور الريادي لإمارة أبوظبي كأحد المراكز الرئيسية العالمية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مشيراً إلى أن تطوير هذه المشاريع بدء بالفعل من مطلع يناير 2023.
وأشار إلى أن “مصدر” لديها مشروع تجريبي بطاقة إنتاجية تزيد عن 2 ميجاوات محلل كهربائي سيخصص لإنتاج الحديد الأخضر بالتعاون مع شركة حديد الإمارات أركان، مشيراً إلى أن الغرض من هذا المشروع هو تجربة الهيدروجين والتأكد من فعاليته ومدى جدواه الاقتصادية. وتابع الرمحي: “نعمل على التوسع في هذا المشروع خلال المرحلة الثانية حيث نسعى لرفع الكفاءة لتصل إلى 100 ميجاوات تقريبا، ولكن هذا الرقم ما زال قيد الدراسة والتطوير”.
ولفت إلى أن مشاريع مصدر الأخرى في قطاع الهيدروجين الأخضر بجمهورية مصر العربية تصل إلى 4 آلاف ميجا محلل كهربائي، ومثلها في المغرب، إلى جانب طموحنا للتوسع في أوروبا وأمريكا ودول حوض البلقان مثل أذربيجان والدول المجاورة، واستغلال وجود الشركة الفعال في أكثر من 40 دولة حول العالم بمحفظة استثمارية تزيد عن 30 مليار دولار وبطاقة إنتاجية تصل 20 جيجاوات.
وأشار إلى أن مصدر تحاول كذلك البحث عن فرص استثمارية في دول المنطقة بما فيها سلطنة عمان، في ظل مساعيها من خلال تطوير هذه المشاريع إلى أثبات مدي الجدوى الاقتصادية لمشاريع الهيدروجين الأخضر باعتباره وقود المستقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لقطاع الهيدروجين الأخضر في “مصدر”، إن قطاع الهيدروجين الأخضر من القطاعات الجديدة الناشئة عالمياً التي تعد بمستقبل واعد باستثمارات تصل إلى 11 تريليون دولار بحلول عام 2050 حسب تقديرات البنك الدولي، لافتاً إلى أن هذا القطاع سيساعد المجتمع الدولي في التصدي لتداعيات التغير المناخي وتحييد البصمة الكربونية عالمياً لا سيما في ظل أهميته للعديد من الصناعات العملاقة مثل صناعات الحديد والصلب والألمنيوم، بالإضافة إلى القطاعات الحيوية مثل الطيران والنقل البحري.
وأشار محمد عبدالقادر الرمحي أن “مصدر” تركز على تطوير مشاريعها للهيدروجين الأخضر في أوروبا لا سيما مع وصولها إلى درجة من النضج في أطر الحوكمة التي تسعي من خلالها إلى تطبيق معايير أكثر صرامة فيما يخص البصمة الكربونية.
ولفت إلى أن الهيدروجين الأخضر يمثل عنصراً حيوياً في عملية التحول نحو الطاقة المستدامة ويساهم في تعزيز الجهود العالمية لإزالة الكربون، لذلك فإننا نولي أهمية كبيرة لمواصلة تطوير كامل سلسلة القيمة الخاصة بالهيدروجين الأخضر، ووضع أطر واضحة للتعاون ومشاركة أفضل الممارسات وموائمة التشريعات لتسريع التحول نحو اقتصاد الهيدروجين الأخضر.