مرئيات

«يا حبيب القلب عذّبت الحشا..وانقضت لايام عنّا والدهور»

الطرب والغناء الشعبي الإماراتي

الطرب والغناء الشعبي الإماراتي

“يا حبيب القلب عذّبت الحشا..وانقضت لايام عنّا والدهور”

بقلم الشاعر والكاتب / أنور بن حمدان الزعابي

الفن الشعبي الغنائي الاماراتي ظهر في  الخمسينيات على يد الفنان الشعبي  محمد عبدالسلام الذي كان بدايته في ذاك الزمان يدندن على العود البدائي ويقال أن العود أصلا كان جالون زيت وفي مقدمته قطعة خشب ومربوطة فيه الأسلاك البلاستيكية والتي تستخدم لصيد السمك كأوتار وكانت الألحان  تستمد من البيئة الساحلية للموروثات اللحنية البحرية ومن بين أزقة دبي ذات الطابع المكاني والوجودي الفريد المتماسك في ذاك الزمان البسيط نشط الفنان

محمد عبدالسلام وأدى الكثير من الأغاني الشعبية ومقلدا بعض فناني البحرين   مثل محمد فارس وضاحي بن وليد.وبالطبع فإن أغاني الفنان محمد عبدالسلام  تطورت وغناها بالأسلوب الخليجي المعروف وهو الصوت وهكذا وضع اللبنة الأولى للغناء الشعبي في الإمارات.

الفنان حارب حسن:

ثم  ظهر الفنان الشعبي حارب حسن الذي نهج المسار الفني نفسه ولكن بأسلوب  مجدد بعض الشئ مضيفا السجع البدوي كلحن جديد وكان يؤدي  أغنياته بشجن وحزن عميقين وتغنى بقصائد الشاعر الشعبي المرموق في ذاك الزمان وهو الشاعر سالم الجمري والشاعر سعيد بن هلال وغيرهم ثم رحل الفنان حرب حسن الى البحرين وبقي هناك مغنيا معروفا ومزاملا لفناني البحرين وبعض  فناني السعودية الإحسائيين الذين كانوا يفدون للبحرين للغناء والتسجيل في محلاتها الغنائية التي كانت تسجلها على أسطوانات ونهج الفنان حارب حسن الأسلوب البدوي كما أسلفنا وهذا أعطاه زخما وشهرة كبيرة في أوساط المجتمعات الحضرية والبدوية في ذاك الزمان , والطرب الشعبي  الغنائي بواسطة العود وطبلة الإيقاع وكان الفنان أو المغني يلحن أغانيه بألحان شعبية مستمدة من البيئة البحرية أو البئة البدوية وطبعا كل الأغنيات كانت من الشعر الشعبي الموزون والمقفى وكان هناك شعراء كبار في هذا المجال وخاصة الجمري وبن سوقات وبن هلال.

ظهور الفنان علي بن روغه:

وفي فترة منتصف الستينيات تفجرت موهبة الفنان علي بن روغه الذي انتهج الأسلوب البدوي في الغناء وأبدع في تطوير ألحانا جديدة ذات ذائقة رائعة وفيها مسحات من الحنين والشوق والوله والحزن وتذكر الأماكن والمناطق التي بها طيف الذكريات. وكذلك مراتع الصباء وجمالية الحبيبة والتغزل فيها بالوصف  والنعت والإيحاء وتصل الى حد التشبيب أحيانا من بعض الشعراء المتأثرين بالهوى والحنين والشوق والجمال والمفتونين بكل مايمت لهذه الحبيبة من أماكن  أو ذكريات أو نسب.وكان الفنان علي بن روغه منسجما في عشرات القصائد الشعبية التي يحولها بألحانه الشجية الى أغنيات طربية شعبية بألحانه وإبداعاته الجميله وأدائه الذي بات الحس الطربي الشعبي الوحيد في الإمارات وعمان تفضله الذائقة على سائر المطربين الآخرين الذين تواجدوا بذاك الزمان على ساحة الغناء الشعبي . ورافق الفنان علي بن روغه في هذه المرحلة الفنان محمد سهيل الذي استقل سفره إلى الدمام وأنشأ محل أسطوانات شهير هناك يسمى سهيل فون وسجل فيه أغانيه وأغاني مطربين أخرين من الخليج.

وبالطبع فأن أبرز الفنانين بتلك الفتره هم حارب حسن، وموزة سعيد، وجاسم عبيد، وسالم سيف، ومحمد سهيل، وأحمد الحرفي وسعيد سالم وسعيدالشراري، والفنان جابر جاسم وغيرهم. وأول فرقة موسيقية إماراتية رسمية ظهرت عام 1974 برئاسة الفنان عيد الفرج وكانت تتبع وزارة الإعلام والثقافة

وبرز مع هذه الفرقة عدد كبير من المطربين الإماراتيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى