انطلاق فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي الرابع في الأرشيف والمكتبة الوطنية

عبد الله ماجد آل علي: مؤتمر الترجمة الدولي صار يحظى بمكانة علمية وأكاديمية في المشهد الثقافي وهو يثري مجتمعات المعرفة

أبوظبي-الوحدة:

انطلقت فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي الرابع الذي انعقد تحت شعار “نحو آفاق جديدة.. الترجمة وبناء مجتمعات المعرفة” بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي تضمنت أجندته أكثر من 40 بحثاً مشاركاً، قدمها باحثون ومختصون وخبراء من أكثر من 25 دولة من مختلف أنحاء العالم.

افتتح المؤتمر سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بكلمة رحب فيها بضيوف المؤتمر والمشاركين فيه، وأكد أن مؤتمر الترجمة الدولي الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية صار يحظى بمكانة علمية وأكاديمية في المشهد الثقافي محلياً وعربياً وعالمياً.

وقال سعادته: إن الترجمة هي أبرز آليات تمكين المجتمع لأنها تمثل الجسور التي تنتقل عبرها الثقافات، وتمكننا من كسب المعرفة من الآخر وهذا ليس أقل شأناً من إبداعها وابتكارها، وفي ذلك تمهيد للطريق نحو المستقبل المنشود، وإيماناً من الأرشيف والمكتبة الوطنية بأن المجتمعات المتقدمة هي التي تهتم بالترجمة، ومجتمعات المعرفة هي التي تمثل المستقبل الذي يتسم بالتنوع الثقافي والثراء المعرفي فإننا حرصنا على أن يكون هذا المؤتمر احتفاءً سنوياً بالترجمة، وأن يتميز بنتاجه المعرفي والعلمي والأكاديمي، ويوفر مادة بحثية تصدر في مجلدات تثري المكتبات العربية والعالمية.

وأضاف: إن مؤتمر الترجمة الدولي الرابع ببحوثه الحديثة ومحاوره المبتكرة يأتي تكليلاً للنجاح الذي حققته المؤتمرات الثلاث التي سبقته وكان مشهوداً لها بالنجاح والتميز، وهو يأتي في سياق اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالترجمة، وهي تقود أكبر حركة ترجمة من شأنها أن تعزز الحركة الثقافية وتعزيز التواصل والحوار بين الشعوب، ونحن نتفق جميعاً على أن الترجمة هي العامل الأهم في نقل الثقافات وتبادل المعارف وحوار الحضارات، وهي اللبنة الأقوى في بناء مجتمع المعرفة الذي نتطلع إليه.

وشهد المؤتمر عرض كلمة مسجلة لسعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أكد فيها أن الترجمة أداة فعالة في بناء المعرفة وفي مدّ جسور التواصل بين الحضارات، وسلط الضوء على بدايات ازدهار الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية وتركيزها في ترجمة المصادر العلمية وأمهات الكتب، وأنه برع في الترجمة حينذاك علماء كبار خلد التاريخ أسماءهم، مشيراً إلى أن الترجمة حينذاك أسهمت في تطوير مختلف مجالات العلوم؛ إذ سهلت نقل وتبادل الثقافات.

وأشار سعادته إلى أثر الترجمة في نقل العلوم، والنظريات العلمية، ووجهات نظر العلماء والمفكرين، وإثراء اللغة العربية وتطويرها، مؤكداً أن للترجمة بالغ الأثر في التعريف بالهوية الوطنية، وفتح قنوات الحوار وبناء التعاون والتسامح والسلام.

وأشاد مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد تعزيز الترجمة التي تسهم بجدية في نباء مجتمعات المعرفة وإثرائها، وأن هذا الدور يتكامل مع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الصعيد، وهي تتمسك بهويتها مع انفتاحها على الحضارات الأخرى.

ثم ألقى الأستاذ الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية- الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، حول الترجمة بين الاحتراف والضرورة، مشيراً إلى أن الترجمة قراءة والقراءة تأويل، وقد مارس الترجمة لكي يثري بها البحث العلمي، وفي المجال الأكاديمي، ولأنها وسيلة للنقاش المثمر والبناء في المناظرات العلمية والثقافية على طريق بلوغ الحقيقة.

وأشار السيد إلى مشاريعه العلمية التي استخدم فيها الترجمة، والتي أثمرت البحوث والدراسات العلمية والأكاديمية، وعدد أبرز وأهم الكتب التي ترجمها إلى العربية؛ مثل: صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى، ومفهوم الحرية في الإسلام، والعالم والغرب: التحدي الأوروبي والاستجابة فيما وراء البحار في عصور الامبراطوريات، وغيرها من الكتب.

ثم عدد الدكتور السيد المجلات التي شارك فيها، وكان للترجمة دور كبير في بحوثها: مثل مجلة الفكر العربي، والاجتهاد، والتفاهم “التسامح”، ومجلة قراءات التي تصدر حالياً عن جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية.

وأشاد الدكتور رضوان السيد بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية عبر مبادرته في تنظيم هذا المؤتمر معتبراً النسخة الرابعة منه واستقطابه للقامات العلمية في الإمارات ومن مختلف أنحاء العالم شهادة حقيقية على نجاحه وترسيخ مكانته ومدى الفائدة التي تتحقق.

ثم ألقى الأستاذ حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية، مدير فعاليات المؤتمر كلمة رحب فيها بضيوف المؤتمر، وأشاد بجهودهم وبدراساتهم وبحوثهم الحافلة بالأفكار المبتكرة، وبدورهم على صعيد تبادل الأفكار الجديدة في ميادين الترجمة، وبما يمثله ذلك في التوجه نحو مستقبل تزدهر فيه الترجمة وتقوى جسورها لتكون معبراً للعلوم والمعارف والإبداع والابتكار.

وأعرب الحميري عن أمله بأن يكون المؤتمر منصة تتفاعل فيها المعارف ونتبادل فيها التجارب المميزة التي من شأنها الإسهام بارتقاء الترجمة وتقدمها لتظل ذلك المجال الثقافي الحيوي، متمنياً للنسخة الرابعة من مؤتمر الترجمة أن تتألق لتكون جوهرة نفيسة في العقد الذي نتطلع إلى صوغه وتشكيله.

وقال: إننا نريد لهذا المؤتمر أن يتميز بتعزيز الوعي وتسهيل التواصل بين الثقافات والتقارب بين الشعوب، لا سيما وأننا في دولة الإمارات العربية المتحدة ننظر بأمل كبير إلى الدور الحيوي الذي تؤديه الترجمة في فتح الأبواب بين الحضارات وتشجيع البحث العلمي.

وألقت الدكتورة نعيمة الحوسني عميد شؤون المكتبات في جامعة الإمارات العربية المتحدة كلمة ضيف الشرف في المؤتمر، حيث ثمنت عالياً أجندة النسخة الرابعة من مؤتمر الترجمة الدولي الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية، مشيرة إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في أنه حدث علمي وأكاديمي له مكانته المرموقة، وما يزيده أهمية فعالياته وأبحاثه المبتكرة، والخبرات والأفكار الخلاقة التي يقدمها المشاركون فيه وهم من مختلف أنحاء العام، والتي تعمق الفهم والإدراك لما تقدمه الترجمة من معارف تسهم في التواصل الثقافي وبناء مجتمع المعرفة، وللعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر تفاهماً.

هذا وقد توالت جلسات المؤتمر بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية؛ والتوازي وبنفس التوقيت شهدت قاعة الشيخ خليفة بن زايد ثلاث جلسات باللغة الإنجليزية وجلستين باللغة العربية، وشهدت قاعة الشيخ محمد بن زايد أربع جلسات باللغة العربية، وذلك لاستقطاب جميع الأوراق البحثية، وتحقيق الأهداف المنشودة من المؤتمر.

وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد أصدر ستة مجلدات تضمنت ما يقارب 140 بحثاً علمياً وأكاديمياً باللغتين العربية والإنجليزية، توثق الحصيلة العلمية التي أسفرت عنها النسخ الثلاث من لمؤتمر الترجمة الدولي.