يفرح الإنسان بماضيه ويتمجد بأفعال أجداده وآبائه العظماء وبحاضره ويفتخر به أمام أبناءه الكرام.. فهنيئاً لمن صنع الماضي المجيد وهنيئاً لمن صنع الحاضر ومازالت آماله نحو المستقبل…
هنا تقف الكلمات عاجزة للدفاع عن حروفها وتقف الأقلام حائرة من أين تبدأ.. وأنا أكتب بيدي مقالة عن تاريخ عائلة علوان الجبوري عائلة الكرم والشجاعة وعائلة العلم والسياسة…
ماذا أكتب أيها التاريخ وأنا أمام أحد عوائل قبيلة الجبور العريقة. عائلة سطرت تاريخها بماء الذهب وكتبت في قلوبها (( هنا تسكن أيها العراق))..
مؤسسها الأول الشيخ علوان العبود الجبوري أحد قادة ثورة العشرين الذي شارك مع أبناء عمومته هناك ضد الاحتلال الانكليزي الغاشم ووقف ومن معه بالفالة والمگوار أمام قوة وغطرسة المحتل.. وقد قال الشعراء في حينها:
يالرايح للحلة نزول…… خل الفالة تصول تجول
علوان البيرگ والراية.. وابن الدبي القاد الرتول
إنها عائلة قدمت التضحيات الكثيرة ومازالت تضع في بداية مناهجها محبة الوطن والمقدسات.. تاريخها حافل بالسياسة والادب وقد استطاع أبناءها إيصال صوت العراق عالياً الى كل المحافل الدولية من خلال عملهم في السلك الدبلوماسي..إضافة الى قيادتهم لأبناء قبيلتهم وحضورهم كل المحافل الاجتماعية ولقائهم المستمر مع كل أبناء عمومتهم من شمال العراق الى جنوبه…
كيف لا ومن هذه العائلة المباركة ومن شجرة قبيلة الجبور
أينعت أول أغصان العمل السياسي وقيادة الدبلوماسية العراقية عندما كانت العيون تراقب كل تحركات السياسة في العراق فأنجبت عائلة العلوان فارساً مخضرماً يحمل صفة الدفاع عن العراق بحضاراته العريقة ودجلته وفراته وطيبة أهله…
نعم إنه الإبن البار الذي وضع أول توقيع له تحت اسم حامد علوان الجبوري والذي كانت ولادته عام 1932 – وحتى آخر لحظات حياته عام 2017)، متنقلاً فيها بين المناصب والألقاب الرسمية ومنها أستاذ الدبلوماسية
والسياسي المحنك ووزير خارجية العراق سابقاً… ومن بين القامات السياسية الأخرى المعروفة اليوم السفير الشيخ ياسين علوان العبود الجبوري السفير الأسبق في وزارة الخارجية والذي توفاه الأجل قبل أيام من إعداد هذه المقالة وقد شاركت العديد من الوفود الجماهيرية والشعبية في تشييعه إلى مثواه الأخير.. وحضر مجلس العزاء الوزراء والسفراء والقادة العسكريين والأمنيين وشيوخ وأمراء القبائل وكل محبي ومعارف الفقيد رحمه الله…
ورغم أنني لم استطيع الحضور لمجلس العزاء لأسباب صحية الا أن حضور الأخ العزيز والصديق الشيخ اللواء الركن جاسم الگصمي أحد شيوخ ووجهاء قبيلة الجبور صاحب الشيمة والمواقف الرجولية المعروفة الى مجلس العزاء وتبليغه عزاءنا لكل أبناء عمومتنا من آل علوان العبود الجبوري والتماسنا منهم العذر والاتصال بهم عبر الهاتف
ولقد وجدت فيهم الطيبة وتقبلهم الاعتذار…
وكما يقول العرب إن الخير يكمن في منبع العوائل المباركة
فلقد تناقلت البركة بين أبناء هذه العائلة فمنهم اليوم الطبيب والمهندس والسياسي والمسؤول وأغلب أبنائهم من حملة الشهادات الأكاديمية… ولابد أن أشيد هنا بموقف الأخوين الشيخ سعد حمزة العلوان حامل راية القبيلة وشيخها وسندها العشائري بكل المواقف فالرجال بمواقفها يشيد الرجال… وكذلك الشيخ الدكتور رعد حمزة العلوان رئيس مجلس محافظة بابل الأسبق الذي ترك بصمة واضحة عند استلامه مهام منصبه التشريعي في مجلس محافظة بابل إضافة الى كونه أحد شيوخ ووجهاء قبيلة الجبور وله بصمة اجتماعية معروفة…
نعم يآل العلوان.. نعم ياخلائف السلطان جبر.. إن كل أبناء عمومتكم يشاركونكم بالعزاء في وفاة الشيخ ياسين علوان الجبوري وإنكم بمضيفكم العامر في محافظة بابل تمثلون كل أبناء قبيلة الجبور وإن اسمكم ومجدكم هو فخر للجميع..