مرئيات

للمرة الأولى منذ 2003 ورُصدت في أميركا وكندا و أسكتلندا ولندن ونيوزيلندا

عاصفة شمسية «شديدة» تضيء سماء الأرض بـ «أنوار قطبية» مذهلة

أثّرت على الأقمار الاصطناعية والـ «GBS» وقد تستمر لأيام.. ونيوزيلندا أعلنت «طوارئ» كهربائية
بأضوائها القطبية الخلابة أنارت «العاصفة الشمسية الشديدة» سماء العديد من دول العالم للمرة الأولى منذ العام 2003.
وإذ أثارت الخشية من تأثيرها علــى الشبكــات الالكترونيــــــة وأنظمـــــة الاتصالات، أعلنت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن العاصفة الجيومغناطيسية هي من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات، والذي يوصف بأنه «شديد». وقالت الوكالة إن العاصفة ناجمة عن وصول سلسلة انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس إلى الأرض، مشيرة إلى أن «نظام تحديد المواقع العالمي (GBS) وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الاصطناعية وسواها من التقنيات» التي تتأثر عادة.
وأوضح جون دال من مركز التنبؤ بالمناخ الفضائي التابع للوكالة الأميركية خلال مؤتمر صحافي أمس الأول، أن ذلك عبارة عن «انفجارات في الجسيمات النشطة والمجالات المغناطيسية من الشمس».
ويتوقع استمرار العاصفة اليوم وامتدادها لعدة أيام هذا الأسبوع مع وصول مزيد من تلك الانبعاثات وفق الوكالة.
وهذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تتجه سبعة منها على الأقل نحو الأرض، مصدرها بقعة شمسية قطرها يفوق حجم قطر الأرض بـ17 مرة. وإضافة إلى تأثيرها على الأنظمة الالكترونية، تتسبب هذه العواصف الشمسية الكبرى في أضواء قطبية مبهرة. وأظهرت صور تم تداولها على منصات التواصل، أضواء قطبية في مناطق عدة من الولايات المتحدة وكندا واسكتلندا وحتى في لندن وهي مناطق لم تكن تظهر فيها في العادة. وأعلنت نيوزيلندا الطوارئ في القطاع الكهربائي وقطعت التيار عن عدد من الخطوط. وقال إيان مانسفيلد من هارتفورد الإنجليزية لوكالة فرانس برس «لقد أيقظنا الأطفال للتو لكي يشاهدوا الأضواء القطبية في الحديقة!». ونصح برينت غوردون من الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي، السكان بالتقاط صور للسماء حتى في حال لم تكن الأضواء القطبية مرئية بالعين المجردة. وأوضح «التقطوا صورة بكاميرات الهواتف المجمولة الحديثة، وسيذهلكم ما ترونه في هذه الصورة مقارنة بما رأيتموه بالعين المجردة».
من جهته، أكد شون دال أن مشغلي الأقمار الاصطناعية المخصصة للاتصالات والشبكة الكهربائية في أميركا الشمالية، تم إبلاغهم بالعاصفة بشكل مسبق لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ونصح السكان بالتزود ببطاريات أو حتى مولدات كهربائية، كما هو الحال مع أي عواصف مناخية أخرى.
بدوره، أكد الباحث في مركز التنبؤ بالمناخ الفضائي روب ستينبرغ أن مشغلي التيار الكهربائي عملوا خلال العقد الماضي على حماية الشبكات بشكل أفضل، مشيرا إلى أن تأثير العاصفة يقتصر على خطوط التوتر العالي وليس المنازل الخاصة.
من جهته، أكد الملياردير إيلون ماسك مالك شركة «ستارلينك» لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي تشغل نحو خمسة آلاف منها في مدار منخفض، أن هذه الأقمار «تعرضت للكثير من الضغط» لكنها صمدت، وذلك في منشور على منصته «إكس». وأشارت وكالة الطيران المدني الأميركي إلى أن العواصف الجيومغناطيسية قد تؤدي الى اضطراب عمل أجهزة الملاحة والبث ذات التردد العالي، وأنها أوصت الخطوط الجوية والطيارين بـ«توقع» اضطرابات محتملة. وتعود أقوى عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ إلى العام 1859 وفق ناسا، وعرفت بـ «حدث كارينغتون»، وتسببت حينها في اضطرابات في خطوط التلغراف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى