غداً عندما نموت .. !!!

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

@عندما نموت لن تحزن علينا الدنيا وسوف تنسانا كل مغرياتها رغم أننا عشنا معها وشاركناها كل أفراحنا وقدمنا لها دمع العيون لأحزانها ولكنها لا تحزن كثيراً فسوف تنسانا سريعاً وتجد غيرنا صاحباً لها وسوف يكون بديلاً عزيزاً لديها عنا…

@ غداً عندما نموت سيفقدنا الأهل والأبناء والأصدقاء وهم يتباكون لفراقنا…ولكننا سنلتقي أيضاً بمن نحب من الأهل والسلف من الأصدقاء وسوف نفرح برؤيتهم بأمر الله..

@ عندما نموت سيكون لنا نوماً طويلاً لايعلم مدته إلا الله ولا يعرف عنه شيئاً كل الأطباء والعلماء وسيكون مختلف غير كل مرة ننام فيها ..فكل مرة ننام في هذه الحياة الدنيا نعيش مع الأحلام المفرحة فنفرح بها ونحكي قصصها للأهل ونحلم بالكوابيس المخيفة منها فنحزن من أجلها ولا نعرف ماهي أسباب كل هذه الأحلام إلا ما ذكره لنا المفسرون وأولي العلم…

@عندما نموت سنقابل الله بدون هوية الأحوال المدنية أو شهادة الجنسية أو جواز السفر ولا نحمل معنا إلا أسمائنا ويكون نسبنا الى أمهاتنا والذي طالما مَنَعنا حياءنا من ذكره والتفاخر به في هذه الحياة الدنيا…

@ عندما نموت لا نحتاج لكفيل هناك فكفيلنا هو عملنا فقط وليس جاهنا وأموالنا وعدد الأشخاص في ذرياتنا أومناصبنا في هذه الدنيا.العمل فقط هو من سوف يكون لنا كفيل وشفيع هناك…

@ عندما نموت سنشكو الى الله حكم الظالمين والطواغيت وكل من تعاقب علينا من الحكومات وأخافنا بزبانيته وسنشكو له حرماننا من الثروات والخيرات التي وهبها لنا وحرمنا منها الحكام المتسلطون على رقابنا ونشكو له كل من ظلمنا بالباطل أو تكلم عنا بسوء ونحن أبرياء مما يقول.. لأننا سوف نقف غير خائفين ولا مترددين أمام ربُ عادل لا يظلم عنده أحد…

@عندما نموت سنسكن في القبور بصورة مجانية لا ندفع بدلات الإيجار ولا نحتاج فيها الى سنداً للملكية ونترك سندات بيوتنا وأملاكنا التي قاتلنا من أجلها في هذه الحياة الدنيا لأشخاص لا نعرف مدى استحقاقهم فيها…

@ عندما نموت ستتغير علاقات الأصدقاء خلفنا فأصدقائنا سيذهبون للبحث عن صديق جديد ولا نعرف هل سيذكرون له سلبياتنا أم إيجابياتنا…ولكن من المؤكد بأن الزمن سوف يمحونا من ذاكرتهم…

@عندما نموت سيذكرنا الطيبون فقط في مجالسهم بالطيب أما الآخرون فسيظهرون كل عيوبنا بتلك المجالس وسيقولون عنا مالم يستطيعون قوله أمامنا وسوف تظهر معادنهم الحقيقية وحسدهم وضعف شخصياتهم أمام علاقاتنا مع الناس…

@ غداً عندما نموت سيكون لنا جيران من المسؤولين والملوك والشيوخ ولكن بدون حمايات وليس لهم أرصدة في البنوك أو أملاك تجارية يتفاخرون بها أمامنا فجميعنا نسكن تحت تراب في بيت واحد ومساحته واحدة إلا من رحمه ربي وحوله إلى روضة من رياض الجنة…

@ عندما نموت سيزورنا الأهل في قبورنا في بداية الأمر يوميا وبالتدريج تكون الزيارة أسبوعياً ثم كل يوم يصادف فيه عيد وبعدها يكتفون بالتصدق على أرواحنا في بيوتهم وبعدها تنتهي كل تلك الزيارات وعمل الثواب لأنهم سوف يكونون مثلنا قد لحقوا من سبقوهم…

@ عندما نموت لا نفكر في مساحة الكرة الأرضية ولا في عدد دولها وكيفية زيارتها لأننا سوف نعيش بجوار رب كريم يعطي من يحبه كل شيء فعسى أن نكون أنا وأنتم من أحبابه…

@ عندما نموت لا ننتظر قرار من ملك ورئيس وقاضي يعفو عنا بأي تهمة من تهم الدنيا وجهت لنا سواء كانت باطلة أو حقيقية ولكننا ننتظر أهم قرار هناك هو قرار يصدره ملك الملوك وخالق الرؤساء والقضاة بشمولنا بالعفو والمغفرة فيدخلنا في رحمته ويسكننا فسيح جناته وهو الوحيد القادر والمقتدر على ذلك..

وعسى أن نكون أنا وأنتم من هؤلاء المشمولين بهذا القرار…
وأخيراً لاتتخاصموا بينكم على الأملاك والأراضي وأموال الورثة فأنتم ذاهبون والأرض والأموال باقية في مكانها….
ملاحظة:-هذه هي الحياة الدنيا اختصرتها بكلمات بسيطة لأنني أعرفها.. وربما الكثير منا شغلته وأخذت منه وقته وصحته وعلاقاته مع الناس المحبين له.. وتبين إنها لاتستحق ذلك.. فلنتسامح ونتصالح ونقابل الله بقلوب عامرة بالنظافة والإيمان…