مدينة منتون الفرنسية… من قرية صيد قديمة إلى وجهة سياحية شهير
منتون-(د ب ا):
من أشهر المهرجانات المبهجة في فرنسا مهرجان ليمون منتون السنوي، الذي تشهده الأسابيع الأخيرة من شهر شباط/ فبراير من كل عام في مدينة منتون، المنتجع الساحلي في الريفيرا الفرنسية، والتي تقع ما بين موناكو والحدود الايطالية.
ففي كل عام تزدحم شوارع منتون لموكب مهرجان عملاق حيث تستقبل المدينة أكثر من 200 الف زائر يرغبون في مشاهدة التماثيل العملاقة المشهورة التي تم إعدادها بالكامل من الليمون والقليل من البرتقال والتي يتم استعراضها في الشوارع وخلفها فرق موسيقية ذات ألوان زاهية، وراقصون وراقصات يرتدون أقنعة وحشود من الجماهير.
وقد اشتهرت منتون بجوها لمناسب لزراعة الليمون والبرتقال. وقد بدأ هذا المهرجان منذ القرن التاسع عشر، ويستمر كل عام لمدة ثلاثة أسابيع وتعود فكرة المهرجان إلى عام 1895، عندما أدى فائض الإنتاج من البرتقال والليمون إلى أن يفكر الفرنسيون في استغلالهما كوسيلة لابراز المناطق الأثرية والمعالم السياحية.
وسيكون مهرجان العام الحالي هو النسخة التاسعة والثمانين منذ بدء إقامة هذا المهرجان.
والمعروف هو أن ليمون منتون هو فخر المدينة، ويعد مكونا شهيا وأساسيا في الأطباق المحلية. لذلك يقام له وللفاكهة الحمضية الأخرى المزروعة محليا هذا المهرجان.
وتدين منتون بكل شيء لموقعها بين البحر والجبال، التي يبلغ ارتفاعها أكثر من ألف متر. ويجتذب المناخ المحلي شبه الاستوائي الراغبين في قضاء العطلات خلال الشتاء، منذ ربط المدينة بخط سكة حديد في عام 1869 .
وخلال فترة الحقبة الجميلة في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، استضافت منتون مجموعة من أفراد طبقة النبلاء والشخصيات الملكية مثل الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا. وتحكي الأسماء الانجليزية والألمانية والروسية على المقابر والأضرحة القديمة بالمقبرة قصة صعود قرية صيد سابقة إلى مكان التقاء دولي ومنطقة جذب سياحي.
وتبرز الحقبة الجميلة الرائعة الفنادق الكبيرة السابقة، حيث أنها تعد واجهة المدينة، حيث كان يمضى الضيوف المترفون عددا من الأسابيع وربما الشهور في وسط الفخامة. وقد تبقت أربعة فنادق فقط من هذه الفنادق في وقتنا الحالي.
وقد تم تحويل معظم الفنادق الرائعة الأخرى لمنازل وشقق لقضاء العطلات، مثل امبيريال، وفندق دي اورينت أو وينتر بالاس. ويستخدم حاليا 40% من الشقق في المدينة، البالغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، كمنازل لقضاء العطلات.
ويمتلك البعض من أوائل ضيوف منتون القدامى فيلا وحديقة تم بناؤهما من أجلهم. ويفضل البريطانيون على وجه الخصوص زرع النباتات الاستوائية المستوردة من المستعمرات.
ويحظى زوار مدينة منتون بجنوب فرنسا، بعد تسلقهم السلالم القديمة و السير في الشوارع الضيقة المؤدية إلى البلدة القديمة برؤية منظر رائع فوق البحر المتوسط المتلألئ عند مقبرة ” فيو شاتو”.
وفي الأسفل توجد حمامات شمس الخريف اللطيفة، وكاتدرائية سان ميشيل ارشانج وبرج الجرس، مما يبرز واجهات مجموعة من المنازل الشاهقة بألوان الباستيل. وفي الوراء يظهر منتزه روك دو لاورميا الجبلي، الذي يحمي منتون من رياح الشمال الباردة.
وإذا كان زائر المدينة يبحث عن العمارة والآفاق المذهلة، وعلم النباتات الغريب والمطبخ ذو الأكلات الشهية في مناخ جيد، فقد وصل إلى المكان الصحيح من الريفيرا الفرنسية.
ومثل الكثير من الإيطاليين، انتقلت لويزا إينفيرسي إلى منتون، حيث يقوم المحل الذي تمتلكه هناك الآن بتقديم معكرونة البيمونتي رافولي محشوة بالريكوتا وليمون منتون. وتقول إينفيرسي التي كتبت كتابا عن الليمون أن تجارة الليمون كانت مربحة للغاية في القرن التاسع عشر ،وقالت إن ” الليمون هو الذي جعل عائلة جريماندي في موناكو، التي كانت تنتمى إليها منتون غنية للغاية”.
وعلى أي حال، أصبحت السياحة القوة الاقتصادية الرئيسية منذ تلك الحقبة الجميلة، حيث تجتذب المدينة الأشخاص من حول العالم للاستمتاع بالشمس في الأجواء الهادئة للمدينة.
ومن قمة التل نزولا إلى الكثير من المطاعم الواقعة على الشاطئ، يستمتع الزوار بالمياه الفيروزية والمباهج الجنوبية، التي تقدمها منتون بتفان.