جامعة الإمارات تناقش سوق العمل المستقبلي في “ملتقى الشركاء الاستراتيجيين”

أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أهمية الشراكات الاستراتيجية في تعزيز جودة التعليم والبحث العلمي في الدولة، لافتا إلى أن جامعة الإمارات تواصل جهودها نحو تحقيق الريادة والتميز في جميع المجالات بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص إيمانا بقوة الشراكات الفاعلة في بناء مستقبل أكثر إشراقا للمجتمع في ظل التحديات الراهنة مما يتطلب بذل جهود متضافرة لإيجاد حلول مبتكرة لهذه التحديات.
جاء ذلك خلال “ملتقى الشركاء الاستراتيجيين” لعام 2024 الذي نظمته جامعة الإمارات اليوم في فندق كمبنسكي سنترال أفنيو دبي بمشاركة واسعة من ممثلي الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة في الدولة.
وركز الملتقى هذا العام على مناقشة تحديات وفرص سوق العمل المستقبلي وتأثير التكنولوجيا وأهمية تطوير المهارات المطلوبة لدعم النمو الاقتصادي والابتكار.
وقال معالي زكي أنور نسيبة، في كلمته الافتتاحية، أن هذا الملتقى السنوي يمثل منصة للتواصل وتبادل الرؤى وتأكيدا على التزامنا المستمر بالمساهمة في صناعة مستقبل تعليمي وبحثي مستدام لدولة الإمارات وتقديم إسهامات مجتمعية فاعلة والعمل على تطوير القدرات التنافسية من خلال التشجيع على التعاون البحثي والابتكار وتوفير بيئة محفزة لريادة الأعمال وتنمية مهارات الخريجين بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل المستقبلي.
وعقد على هامش ملتقى الشركاء الاستراتيجيين جلسة حوارية بعنوان “سوق العمل المستقبلي” تناولت عددا من المحاور المهمة حول مستقبل سوق العمل وتأثير التسارع التكنولوجي على نمو الوظائف والتنافسية في الاستقطاب والمهارات المطلوبة لسوق العمل حيث شارك في الجلسة سعادة الأستاذ الدكتور محمد يوسف بني ياس مستشار التعليم العالي ومدير مفوضية الاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم وسعادة طارق الهاشمي وكيل وزارة مساعد بالإنابة لقطاع التكنولوجيا المتقدمة في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والأستاذ الدكتور أحمد مراد النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات وأدارت الجلسة الإعلامية شهد العبدولي.
وأكد الأستاذ الدكتور محمد يوسف بني ياس، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أهمية ربط المخرجات التعليمية في التعليم العالي بسوق العمل من خلال تضافر أصحاب القرار مع المنظومة التعليمية ومتابعة الطلبة من أصحاب الخبرات الأكاديمية والمهنية على حد سواء وتدريبهم بطريقة نظرية وتجريبية بعد تخرج الطلبة بحيث يمتد التدريب العملي حسب التخصص من سنة إلى سنتين وبشكل مرن بحيث يمكن التدرب أثناء العمل الوظيفي.
وقال طارق الهاشمي، لـ “وام”، إنه في ظل التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا والتغير المناخي دأبت دولة الإمارات على إرساء مجموعة من التوجهات لإعادة صياغة وظائف المستقبل لتتوافق مع متطلبات سوق العمل وإعادة تدريب الكادر البشري لتطوير مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية والمهارات الخضراء وغيرها الأمر الذي سيغير من هيكلة قطاعات مختلفة في الدولة سواء كان على المستوى الحكومي أو الخاص.
ونوه الهاشمي بأن دولة الإمارات حققت مراكز متقدمة في الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وسنت تشريعات مرنة، مشيرا إلى نجاحها في مواصلة العمل والتعليم “عن بعد” في فترة جائحة كورونا لتصبح مثلا يحتذى بها في جاهزيتها العالية لمواجهة أي ظروف أو متغيرات.
وقال الأستاذ الدكتور أحمد مراد، لـ “وام”، إن المؤسسات التعليمية تعمل على مواءمة سوق العمل التي غيرت من المنظومة التعليمية والبرامج الأكاديمية لضمان مخرج تعليمي ينمي مهارات الطلبة ويساهم في التنمية والتطور.
وأوضح مراد أن جامعة الإمارات بصفتها إحدى الجامعات الرئيسية في الدولة تقوم باستحداث برامج أكاديمية ومراجعتها بما يتناسب مع مخرجات التعليم وسوق العمل من خلال التواصل الفعال مع الشركاء الإستراتيجيين لمراجعة التوجهات الوطنية والعالمية في التخصصات المستقبلية حيث أطلقت الجامعة عام 2019 برنامج ريادة الأعمال، وفي عام 2020 تم إطلاق مسار خاص في الذكاء الاصطناعي، ومنذ أسبوعين أعلنت عن البدء في برنامج “الرياضيات والبيانات الكبيرة ” وكذلك “برنامج البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي” والذي سيطلق مع بداية سبتمبر 2024 بالإضافة إلى برنامج الخبرات الصيفية هذا العام حيث بدأ بـ 192 مشروعا بحثيا بمشاركة 805 طلاب من مختلف الكليات في الجامعة كما أطلقت برنامج أبحاث أهداف التنمية المستدامة للسنة الثالثة على التوالي والذي يساهم في إشراك الطلبة في تحقيق مستهدفات الدولة في هذا المجال.
وبين أن الشراكات التعليمية تعتبر عاملا رئيسيا في بناء منظومة تعليمية تكاملية خلال التعرف على أفضل ممارسات والاستفادة من البنية التحتية الموجودة في المؤسسات المختلفة في الدولة إذ تم إطلاق عدد من البرامج البحثية بالشراكة مع عدد من الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل جامعة أبوظبي وجامعة الشارقة وجامعة زايد وجامعة خليفة وتستعد ليكون هذا البرنامج دوليا حيث أطلقت هذا العام منذ أسبوعين برنامجا للتعاون مع جامعة “صن يات سين” الصينية الأمر الذي يسهم في تحقيق قفزات نوعية في التصنيف العالمي لجامعة الإمارات وبالتالي تعزيز السمعة الدولية لجامعة الإمارات كجامعة بحثية.
وفي ختام الملتقى، كرم الرئيس الأعلى للجامعة، الشركاء الاستراتيجيين تقديرا على جهودهم المستمرة في دعم الرؤية الاستراتيجية للجامعة نحو تحقيق الريادة والابتكار في التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع على الصعيدين المحلي والدولي.

المصدر: وكالة أنباء الإمارات