أخبار عربية ودولية

ترحيب عربي ودولى باعتراف النرويج وأيرلندا وإسبانيا بالدولة الفلسطينية… في تحدٍ للمعارضة من جانب إسرائيل

مدريد/تل أبيب (د ب أ)-

أعلن زعماء النرويج وإسبانيا وإيرلندا في تصريحات متزامنة، الأربعاء، أن بلادهم ستعترف بفلسطين كدولة مستقلة، في تحدٍ للمعارضة الشديدة من جانب إسرائيل.
ووصف رئيس وزراء أيرلندا سيمون هاريس، قرار اعتراف بلاده بفلسطين كدولة، بجانب النرويج وإسبانيا بأنه ” تاريخي”، حيث قال في دبلن: ” كل منا سوف يتخذ الآن أي خطوات وطنية ضرورية لتفعيل هذا القرار”.
وقال هاريس إنه ” واثق” من أن دولا أخرى سوف تنضم لهذه المبادرة، مضيفا: “هذا يوم تاريخي ومهم لأيرلندا وفلسطين”.
وقال في خطاب للأمة” في 21 كانون الثاني/يناير 1919، طالبت إيرلندا العالم بالاعتراف بحقوقنا كدولة مستقلة. رسالتنا للدول الحرة في العالم كانت مناشدة للاعتراف الدولي باستقلالنا والتأكيد على هويتنا الوطنية المميزة ونضالنا التاريخي وحقنا في تقرير المصير والعدالة”.
وأضاف” نستخدم نفس اللهجة لدعم الاعتراف بفلسطين كدولة”، مشيرا إلى أن خطوة دبلن من شأنها تعزيز احتمالية إقرار “سلام دائم” في المنطقة.
فيما أعلن رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور، صباح الأربعاء، أن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة في 28 أيار/مايو الجاري.
وجاء في البيان الصحفي للحكومة النرويجية: “للفلسطينيين حق أساسي ومستقل في إقامة دولتهم. لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بسلام في دولتين منفصلتين. ولا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين”.
وأعلن متحدث باسم الحكومة الأيرلندية أن هذه الخطوة تهدف إلى إبقاء خيار حل الدولتين قائما.
وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، أمام البرلمان في مدريد اليوم الأربعاء، أن مجلس الوزراء سيصادق على الاعتراف بفلسطين كدولة في 28 أيار/مايو الجاري، مضيفا أنه من الواضح بالنسبة له أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “لا يسعى إلى مشروع سلام من أجل فلسطين”.
وقال رئيس الوزراء الاسباني إن نتنياهو يعاقب المدنيين الفلسطينيين “من خلال الجوع والإرهاب”.
وأضاف سانشيز أن “القتال ضد جماعة حماس الإرهابية هو أمر مشروع بعد ما حدث، إلا أنه يسبب الكثير من الألم والكثير من الدمار والاستياء في غزة وباقي أنحاء فلسطين، مما يعرض حل الدولتين للخطر، وفي خطر جدي من أن يكون قابلا للتطبيق.”
وتابع: “باعتبارنا دولا تدافع عن حقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، فإننا ملزمون بالتحرك في أوكرانيا وفلسطين، بدون معايير مزدوجة”.
وتعتبر إسبانيا منذ فترة طويلة واحدة من أشد المنتقدين في أوروبا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وعلقت الحكومة اليسارية في مدريد جميع صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن الاعتراف خطوة صحيحة لأنه “يصب في المصلحة الجيوسياسية لأوروبا ولأن المجتمع الدولي لا يستطيع مساعدة الدولة الفلسطينية إذا لم يعترف بها”، مضيفا أن إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في هذا القرن تحدث في غزة.
من ناحية أخرى، أعلن وزير خارجية إسرائيل أن تل آبيب سوف تستدعي سفيريها في النرويج وإيرلندا بعد إعلان الدولتين الاعتراف بفلسطين كدولة .
وقال الوزير يسرائيل كاتس: “لقد أصدرت أوامري بالاستدعاء الفوري لسفيري إسرائيل في إيرلندا والنرويج للتشاور على خلفية قراري الدولتين الاعتراف بفلسطين كدولة “.
وأضاف في منشور على منصة “اكس” (تويتر سابقا): “أنا أرسل رسالة واضحة وبلا لبس إلى إيرلندا والنرويج: إسرائيل لن تبقي صامتة في وجه هذا التقويض لسيادتها وتعريض أمنها للخطر… ستكون هناك عواقب وخيمة أخرى.”
من جانبها، رحبت الرئاسة الفلسطينية ، الأربعاء ، بإعلان كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين.
وقالت الرئاسة إن “حق الشعوب فى تقرير مصيرها يعد حقا راسخا ومعترفا به بموجب القانون الدولي، وإذ تجدد دولة فلسطين دعوتها المستمرة للدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الوقوف عند مسؤولياتها والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واعادة الثقة في نظام عالمي قائم على القواعد والحقوق المتساوية لكافة شعوب الارض”.
وحثت الرئاسة “دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية التي مازالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تعترف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دوليا المستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط العام 1967، وان تحذو حذو جمهورية أيرلندا والنرويج وإسبانيا التي اختارت طريق دعم تحقيق السلام والاستقرار وترسيخ قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي”.
وفي الوقت نفسه، رحبت حركة حماس ،الأربعاء ، بالإعلان، حيث اعتبرت في بيان صحفي اليوم أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية ( صفا ) أنها “خطوةً مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
ودعت الدول حول العالم إلى الاعتراف بـ “حقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا”.
جدير بالذكر أن غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بفلسطين كدولة، إلا أن هناك استثناءات رئيسية، تشمل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وتؤيد ألمانيا حل الدولتين الذي طال انتظاره بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكنها قالت إن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يكون إلا نتيجة للمفاوضات المباشرة بين الجانبين.
وتنتمي أيرلندا وإسبانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، ولكن النرويج ليست عضوا. ومن بين دول الاتحاد الأوروبي، كانت السويد قد اعترفت بفلسطين كدولة قبل عقد من الزمان.
ومن المقرر أن يدخل قرار الدول الثلاث الاعتراف بفلسطين حيز التنفيذ في 28 من أيار/مايو الجاري.
رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، باعتراف كل من مملكة إسبانيا، وجمهورية إيرلندا، ومملكة النرويج رسمياً بدولة فلسطين.
وأشار البديوي في بيان له اليوم ” إلى أن هذا الاعتراف يعد خطوة محورية وإستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين، ودافعاً قوياً لكافة الدول للقيام بخطوات مماثلة للاعتراف بدولة فلسطين، مما سيسهم في حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه والعيش بسلام وعدالة واستقلال، بعد سنوات عديدة من الظلم والبطش والانتهاكات الخطيرة، والعيش تحت وطأة قوات الاحتلال الإسرائيلية، داعياً المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ومنظماته للقيام بدورهم في دعم الشعب الفلسطيني للحصول على الحق الكامل في إقامة دولتهم.
وجدد الأمين العام تأكيده على الموقف الثابت والراسخ لمجلس التعاون في دعمه للقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كل من مملكة النرويج ، ومملكة إسبانيا ، وجمهورية أيرلندا باعترافها بدولة فلسطين الشقيقة.
وثمنت المملكة هذا القرار الصادر من الدول الصديقة، الذي يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتدعو بقية الدول للمسارعة في اتخاذ نفس القرار، الذي من شأنه الإسهام في إيجاد مسار موثوق به ولا رجعة فيه بما يحقق سلاما عادلا ودائما يلبي حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي – وعلى وجه الخصوص الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية، بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى