تواصل هيئة الفجيرة للبيئة جهودها الرامية إلى الحفاظ على المحميات الطبيعية متطلعة من وراء ذلك إلى إدراجها بقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “ اليونسكو “ ضمن برنامج الانسان والمحيط الحيوي “ماب” الذي يهدف إلى صون التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة.
وتسعى إمارة الفجيرة إلى تعزيز جهودها البيئية وتوسيع شبكة المحميات الطبيعية بها وذلك ضمن خططها الهادفة إلى الاستغلال الأمثل للطبيعة الفريدة التي تتضمن مساحات جبلية تشكل أكثر من 76 بالمائة من مساحتها فيما توفر شواطئها على المحيط الهندي كنوزا بحرية فريدة ونادرة.
وكشفت سعادة أصيلة المعلا مدير هيئة الفجيرة للبيئة في تصريحات لـ “وام” عن تطلع الإمارة إلى زيادة مساحة المحميات الطبيعية وفقا لمعايير دقيقة ودراسات مفصلة تراعي الجانب التنموي الحالي والمستقبلي للإمارة وبالتنسيق مع الجهات المحلية والاتحادية المعنية.
و قالت المعلا إن الهيئة تتبنى أفضل الممارسات للمحافظة على البيئة واستدامتها من خلال استراتيجية متكاملة ترجمة لرؤى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة ، رئيس هيئة الفجيرة للبيئة من خلال وضع سياسات وتشريعات تعالج الجانب البيئي في الإمارة والتي تتماشى مع الأجندة الوطنية ورؤية “نحن الامارات” والحياد المناخي 2050.
وأضافت أن الهيئة تشرف على المحميات الطبيعية وهي 3 محميات بحرية معلن عنها بمرسوم ومحميتان سيتم الإعلان عنهما في الفترة القادمة بمجموع 5 محميات بحرية ،وذلك ضمن دراسات واستشارات لتقييم هذه المحميات بهدف إدراجها في قائمة منظمة اليونسكو ، بالإضافة إلى محمية وادي الوريعة التي تصل مساحتها إلى 220 كيلو مترا مربعا وتتميز بوجود العديد من الزواحف والنباتات والحشرات النادرة المهددة بالانقراض .
وأعربت مدير هيئة الفجيرة للبيئة عن التطلع إلى زيادة مساحة المحميات وفق المعايير والأنظمة ومن خلال تحديد مواقع ذات حساسية بيئية مع مراعاة التطور السكاني والاقتصادي في الإمارة بالتعاون مع الجهات المحلية والاتحادية.
و أشارت أصيلة المعلا إلى أن الهيئة تعمل على حماية التنوع البيولوجي في الإمارة في البر والبحر إلى جانب حماية المياه الجوفية والموارد المائية واستدامتها وإدارة النفايات بطريقة متكاملة مثل النفايات الصناعية والنفايات الخطرة والنفايات الصلبة وذلك من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات والجهات المحلية والاتحادية إلى جانب وضع حلول مناسبة للقضايا البيئية في الامارة ، منوهة بتعاون الهيئة مع مركز الفجيرة للبحوث في مختلف المجالات البيئية ومنها مشروع استزراع المرجان ومشاريع الدلافين ومشاريع انقاذ السلاحف والمحافظة على شواطئ الفجيرة.
وفيما يتعلق بجهود الهيئة الخاصة بتحسين جودة الهواء تسعى الهيئة إلى تطوير تكنولوجيا جودة الهواء من خلال 8 محطات رصد ملوثات الهواء ثابتة ومحطة واحدة متحركة إضافة إلى تركيب أجهزة ذكية ” الأنف الالكتروني” التي ترصد الروائح والانبعاثات البترولية والتي تم ربطها مع غرفة تحكم مركزية إلى جانب إضافة محطتين بحريتين لقياس جودة البيئة البحرية بمجموع 4 محطات في الإمارة إضافة إلى قاربين لمراقبة البيئة البحرية لرصد المخالفات والممارسات الخاطئة في البيئة البحرية.
وركزت الهيئة على موضوع المسؤولية المجتمعية وإشراك الجمهور في حماية البيئة واستدامتها وأهمية التنوع البيولوجي وتثقيف الأجيال القادمة بأهمية هذه الموارد الطبيعية والبيئية للمستقبل لمختلف فئات المجتمع وفي هذا الجانب تعمل الهيئة على الجانب التعليمي والميداني من خلال الزيارات الميدانية لمحمية وادي الوريعة والمحميات البحرية.
وتعتبر “محمية الوريعة” نموذجا مثاليا للبيئة البحرية التي تحتضن عدداً من الثدييات والطيور الفريدة من نوعها وتزخر بتنوع بيولوجي فريد وتكوينات جيولوجية مدهشة، من المنحدرات الصخرية والأنهار والتشكيلات الصخرية الرائعة.
و تم إدراج محمية وادي الوريعة الوطنية في عام 2022 كأول محمية جبلية وأول منتزه وطني على مستوى الدولة ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي في دولة الإمارات.
جدير بالذكر أن أصيلة المعلا ترأس اللجنة التنفيذية للشبكة العربية لمحميات الإنسان والمحيط الحيوي”العربماب” التابعة لليونسكو والتي تهدف إلى تعزيز التواصل بين المحميات المختلفة في المنطقة العربية وتقديم التدريب اللازم لمدراء محميات المحيط الحيوي العربية من أجل رفع الكفاءة وتبادل الخبرات في مجال الإدارة والاستدامة والبحوث البيئية.