مجرد رموز .. لكن مَنْ يفهمها ؟ !

بقلم/ عادل عبدالله حميد - كاتب وباحث إماراتي

أنا حيٌّ رغم أني ميت …
أنا ميتٌّ رغم أني حي …
أموت كل يوم وأحيا …
أتقلب بين تلك وتلك حتى تأتي الموتة الكبرى …
وإلى أن تأتي – الموتة الكبرى – سأبقى ولن أبقى …
سأبقى ولن أبقى وما بينهما التوكل والرضا …
وما بينهما القبول بالقضاء والإيمان …
وما بينهما يتعزز الإيمان …
وما بينهما يتزعزع الإيمان ؛ لأنني إنسان …
إنسانٌ حمّالُ النقائض والتوازن … حمّالُ الأسى والسعادة …
حمّالُ اليأس ، والبأس ، والأمل …
أفرح قليلاً من القلب ، وألوم نفسي كثيراً ولكن …
لكن فجأةً فجأةً سمعتها تنادي وتقول :
أيَا عادلُ أيَا عادل …
لا تلُمْ من لا يعرفك ؛ لأن ما بين الضلوع تخفيه الضلوع …
لا يرى الناسُ سوى الظاهر …
وما الظاهر سوى اتفاق الجموع …

ثم أضافت بصيغة الإنسان :
أنا الناجي الوحيد الذي يفتخر بنفسه …

وبعدها أردفت :
مدفونٌ الكلام تحت جلدي …
لا لغةٌ استطاعت أن تتحدث به …
ولا عيون أباحت به …
وأنا بانتظار الختام لا زلت …

وأنا فاغرٌ فاهي لِمَا تقول ؛ لأنني أقول في نفسي ، ولنفسي :
مَنْ هذه ؟
وما هذه الحِكَمُ التي تقولها ؟
ثم لملمت شَعَثَها ونطقت بعد الذهول …
أنا ابن 49 سنةً مضت ، وما زلت أتقلب بين أعوام جديدة …
أتقلب فيها بين الحياة والممات …
بين الحب واللَّاحب …
ولا زلت بين عدة أمور مُعلقةً ومُحْكَمَة …
موزونة ومتأرجحة …
مُجمعة ومشتتة !
وباختصار …
أنا في المنتصف …
فلا أنا في البداية ولا النهاية المؤكَّدة …
ولا أنا في النهايات المُنتظَمة …
ولا المُبعثَرَة !!!
أنا رقم أجهل اسمه ومكانه بين الأعداد …

رَدَّت وقالت : أيا عادل ، يا عادل :
الأرقام مجرد رموز !

كلها الأحداث رموز ، وتدور …
لن نختلف !
لن نختلف !
ولو مرّت من الأحداث مِئْة !

قلت : نعم صدقتِ هي مجرد رموز ! لكن مَنْ يفهمها ؟
ومَنْ يستطيع أن يركبها ويُرتبها في مكانها الصحيح ؟
ولكن من أنت ِ ؟
أسمَعُك ولا أشاهدك …
أتلمسُ كلامَكِ ولا أعرفك …
وتخاطبيني خطابَ شخص ٍ تعرفينه حق المعرفه …
فَمَنْ أنت ِ ؟
هل أنت ِ الحياة أم الموتة الكبرى ؟!!!

أنا الموتة الكبرى عِشقُ أحبابها …
أنا الحقيقة الصعبة …
كلٌّ حَمَلَ أشلاءها …
أنا النور الخفيُّ في عتمة الليل …
مُشَابِهُه …
أنا السرور لمن أتى لطَرْقِ الباب وما اكتفى …
من طَرقةِ الباب عَنْوَنَ قلبَه بعزيز أحباب ؛ ثم اختفى !!!
أنا القوة الرابضة …
فشفاهي لا تتوسل العطاء …
تمضي حيث شاءت الأقدار …
ولا تلتفت لما مضى …
أصوات خطواتي سمعتها في الأرض السابعة …
وبكاء مناجاتي رفعتها …
لمن يظلني في السماء السابعة …
وأي موتة ٍ كبرى تتحدث عنها ؟!
وكل ما رأته عيناي من صِغري طامة كبرى …
لا يهمني .
لو نجوت وحدي .
وَرَحَّبَتْ بي الموتة الكبرى !
سنلتقي لا محالة …
وسأقرأ على الملأ كتبي كلها …
فكن أحد المُنصتين …
ولا تفتح كتبي …
فسبع أغلقت به .
وسبع تكتفي به .
أن يحمي كتبي …

أنتِ الموتة الكبرى وأنا الحياة وما بينهما رسالات السماء الغيبية …
توضيحية ورموزها ليست كشفية !
فمن نحن ؟!!!

Exit mobile version