مفتاح صحة الدماغ في هذه المرحلة من العمر
تتغير دماغ الإنسان بسرعة أكبر في أوقات مختلفة من حياته، كما لو كانت ساعة الحياة تدق بشكل أسرع من المعتاد. إن الطفولة والمراهقة والشيخوخة هي أمثلة جيدة على ذلك. ولكن يبدو أن الساعة نفسها تدق بانتظام إلى حد ما في معظم فترة البلوغ، وفقا لما جاء في تقرير نشره موقع PsyPost.
تغيرات سريعة غير مستقرة
يرجح علماء النفس، الذين يدرسون كيفية تغير قدرات الإنسان العقلية مع التقدم في العمر، أنه تبدأ حالة من التراجع تدريجيا، بدءا من العشرينات والثلاثينات من العمر. ولكن عند تقييم ذاكرة الأشخاص للأحداث اليومية، يبدو أن التغيير بمرور الوقت يكون سريعًا وغير مستقر بشكل خاص خلال منتصف العمر، مما يعني أنه حتى بين الأشخاص الأصحاء، يعاني البعض من تدهور الذاكرة بسرعة، بينما يمكن أن تتحسن الذاكرة لدى البعض الآخر.
تأثيرات متسارعة
يشير هذا إلى أن الدماغ ربما يمر بتغير متسارع، وليس تدريجيًا، خلال هذه الفترة. لقد تم اكتشاف أن العديد من هياكل الدماغ تتغير في منتصف العمر، بما يشمل الحُصين، الذي يعد منطقة مهمة لتكوين ذكريات جديدة.
نقطة تحول في منتصف العمر
ومن المثير للاهتمام أنه خلال منتصف العمر، يمر الكثير منهم بنقطة تحول، من اكتساب الحجم إلى فقدان الحجم. وهذا يعني أنه لا يمكن نقل الإشارات والمعلومات بالسرعة نفسها. يبدأ وقت رد الفعل في التدهور في نفس الوقت تقريبًا.
المادة البيضاء
من خلال اتصالات المادة البيضاء، تتحدث مناطق الدماغ مع بعضها البعض وتشكل شبكات مترابطة يمكنها أداء الوظائف المعرفية والحسية، بما يشمل الذاكرة أو الرؤية. في حين أن الشبكات الحسية تتدهور تدريجياً خلال مرحلة البلوغ، فإن الشبكات المعرفية تبدأ في التدهور بشكل أسرع خلال منتصف العمر، وخاصة تلك المرتبطة بالذاكرة.
تحولات مفاجئة
ينكمش الحُصين طوال معظم فترة البلوغ، ويبدو أن هذا الانكماش يتسارع في وقت منتصف العمر تقريبًا. التحولات المفاجئة في حجم ووظيفة الحصين خلال منتصف العمر يمكن أن تكون السبب وراء تغيرات الذاكرة مثل تلك المذكورة أعلاه.
مرحلة البلوغ
في نهاية المطاف، إن يسمح للدماغ بالقيام بوظائفه هو الروابط بين خلايا الدماغ أي المادة البيضاء. تنضج هذه الروابط ببطء خلال مرحلة البلوغ، خاصة تلك التي تربط مناطق الدماغ التي تتعامل مع الوظائف المعرفية مثل الذاكرة والتفكير واللغة.
سن الشيخوخة
ركز العلم لفترة طويلة على الشيخوخة الشديدة، عندما تكون التأثيرات الضارة للوقت أكثر وضوحا، ولكن بحلول ذلك الوقت، ربما يكون الأوان قد فات للتدخل. يمكن أن يكون منتصف العمر فترة يمكن فيها اكتشاف عوامل الخطر المبكرة للتدهور المعرفي في المستقبل، كما هو الحال في الخرف. ومن الأهمية بمكان هو أن نافذة الفرصة للتدخل ربما لا تزال مفتوحة أيضًا.