مرئيات

خواطر صباحية…

بقلم : إبراهيم المحجوب -العراق -الموصل

لعلك تجلس صباح ذات يوم وتجد من حولك عالم آخر مختلف كليا عن عالم حقيقي تعيشه مع ذكريات الماضي وجحود الحاضر وظلام المستقبل…

لعلك تجلس في ذلك اليوم وترى الناس من حولك قد أرهقتهم الحياة فتركوها وأعياهم تعب السنين فندموا على ما فعلوا فيها…
ربما يكون عالم افتراضي فيه ما يتمناه أو يقوله القلم ولكن ربما إيضاً ما تتمناه هو الحقيقة بين أن يكون أو لا يكون.. أفكار وأسئلة بلا إجابة… كيف استطاع هؤلاء الفلاسفة أن يعيشوا في عصورهم اللاتكنلوجية وكيف تقبلهم مجتمعهم الإنساني بقبول التخليد والتمجيد…

كلمات دون أجوبة وأسئلة عالقة في أذهان الكثيرين يبحثون فيها عن عالم صحيح عسى أن يجدون فيه ضالتهم ليقتلون فراغهم الطويل ويكبحون كل شهوات نفسهم الأمارة بالسوء…
ربما هناك قريب مني أو على نفس مسافتي من الوقت يجلس الآن لتحقيق أحلامه الوردية والبحث عن أتعاب وهموم يوم جديد مع وجود قناعة تامه لهؤلاء بأن النجاح يبدأ من تعاطي كل الممنوعات الأخلاقية والابتعاد عن كل الشعارات الإنسانية فلكل مقام مقام ولكل مقولة أشخاص يفهمونها وكل شيء في عالمنا الحقيقي مباح على عكس إفتراءات العالم الخيالي فالكذب هنا يسمونه سياسة وسرقة أموال الناس والنصب والاحتيال شطارة وذكاء والقتل بلا أسباب تصفيات مطلوبة والتهجم على أعراض وممتلكات الغير حق مشروع…

أي عالم يتقبل هكذا حالات سلبية وأنت ملزم للعيش فيه لا تسمع في مجالسه سوى الربح أو الخسارة في ماديات الدنيا..
وربما سائل يسألك أيها القلم بمفهومية العقلاء ويأتي معك يبحث عن عالمك الافتراضي فاين سوف تجد هكذا وهكذا امتدادات صحيحة خالية من التلوث البشري وبعيدة عن مظاهر وتسلطات الحياة فكبير القوم في يومك هذا أكثرهم مالاً وأعزهم نفراً والعقلاء لا مجال لهم أن يسكنوا مع هؤلاء لأنهم يعيشون في مساحات تمتلكها العقول مختلفة كلياً فإما أن تكون أسداً تأكل كل ما تجده في الغابة وفق شرائع وقوانين أنت وضعتها لنفسك وأما أن تعود لعالمك الافتراضي تتقبل أن تعيش مع البسطاء الذين لم يعرفوا بحياتهم لذات العيش ووسائل الترفيه المطلق أو الجلوس على اريكةٌ مريحة في صدور المجالس…

ومازلت يا قلمي المتواضع تتمنى ذلك اليوم الذي تعيش به هناك وها أنت قد بلغت من الكبر عتيا…
هنا أفقت من غفلتي فوجدت كل مصنعات الطبيعة حولي وقد بانت غزوات الثورات الصناعية بكل مضامينها وظهرت الحياة المزيفة الجديدة بكل شخوصها وصفاتهم الدنيوية الدنيئة وقد أجادوا تحليل كل شيء من محرماتهم السابقة وهم يعيشون ومن حولهم أشخاص استطاعوا أن يعيشوا بأقنعتهم المصنعة وهم يمجدون لهؤلاء الدمى عاش من يستطيع قيادة القطيع وهو على شاكلة الذئاب البشرية… وعاشت الأصنام.. وعذراً لقلمك أيها الكاتب وعذراً لعالمك الافتراضي الصحيح الذي لا يتناسب مع وقتنا الحاضر الملوث بكل شيء…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى